هذه المواقع التي طاولتها الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن

ما أهمية المواقع التي استهدفتها الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن؟

12 يناير 2024
تركّزت الغارات الجوية على قواعد عسكرية (رويترز)
+ الخط -

استهدفت الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن، فجر اليوم الجمعة، أهدافاً وقواعد عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة، وتعز، وحجة، وصعدة.

وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، التابعة للحوثيين، مقتل خمسة من أفراد القوات المسلحة، وإصابة ستة آخرين نتيجة الغارات الجوية التي نفذها الطيران الأميركي والبريطاني. ولفت إلى أن "العدو الأميركي البريطاني أقدم على شنّ عدوان غاشم على الجمهورية اليمنية بـ73 غارة".

وكان مسؤول أميركي قد أكد لشبكة "سي أن أن" أن غواصة أميركية نفذت هجمات على اليمن بصواريخ توماهوك. وأكد مسؤول عسكري أميركي آخر استهداف أكثر من 60 هدفاً في 16 موقعاً في اليمن، استُخدمت فيه أكثر من 100 قنبلة وصاروخ من مختلف الأنواع، وفقاً لما ذكرته قناة الحرة.

وتركزت الغارات الجوية على قواعد عسكرية، ومنصات إطلاق الصواريخ، وورش لصناعة وتجهيز الطيران المسيّر، وأجهزة رادار، وبنى تحتية تابعة للحوثيين.

وكانت العاصمة صنعاء قد تعرضت لغارات عدة تركز معظمها على مطار صنعاء، وقاعدة الديلمي الجوية التي تُعد أكبر قاعدة جوية للحوثيين.

وتكمن أهمية قاعدة الديلمي الجوية في احتوائها على منصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومخازن أسلحة، وورش لصناعة وتجميع الطيران المسيّر.

وكانت قاعدة الديلمي الجوية من أكثر الأهداف التي استهدفها طيران التحالف العربي خلال الحرب التي يشهدها اليمن منذ مارس/ آذار 2015، نتيجة لأهميتها العسكرية لدى الحوثيين.

بدورها، نالت محافظة الحديدة الساحلية، غربي البلاد، النصيب الأكبر من الغارات، والتي تركزت على مطار الحديدة، والذي يُعتقد أنه يستخدم منطلقاً للهجمات الصاروخية وهجمات الطيران المسيّر التي تستهدف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما استهدفت الغارات منطقة الكتيب قرب ميناء الحديدة، ومنطقة كيلو 16، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في مديرية زبيد. واستهدفت غارات جوية منطقة باجل بمحافظة الحديدة، حيث تركزت الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين.

وفي تعز وسط اليمن، استهدف الطيران الأميركي والبريطاني بخمس غارات، مقر اللواء 22 ميكا بمنطقة الحوبان شمالي تعز، والذي يُعدّ بمثابة مركز قيادة لقوات الحوثيين في تعز.

ويربط اللواء 22 ميكا، التابع للحوثيين، بين شرقي تعز وغربها، وفيه منصات لإطلاق الصواريخ، حيث استخدم في فترات سابقة لإطلاق صواريخ ضد قاعدة العند التابعة للشرعية جنوبي البلاد.

كما استهدف الطيران الأميركي البريطاني بثلاث غارات جوية مطار تعز في منطقة الحوبان، والذي قام الحوثيون بتحويله إلى قاعدة عسكرية، حيث يحوي منصات لإطلاق الصواريخ.

كذلك، كانت محافظة حجة شمال غربي البلاد هدفاً لعدد من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية يُعتقد أن الحوثيين يستخدمونها لإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة، حيث تُعدّ أقرب نقطة للأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها جرى استهداف مدينة إيلات بالصواريخ والطيران المسيّر.

الغارات استهدفت أيضاً مطار حجة بمديرية عبس، والذي يُعتقد أنه يُستخدم قاعدة لإطلاق الطيران المسيّر الذي يُستخدم لمهاجمة أهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي البحر الأحمر.

كما شنّ الطيران الأميركي البريطاني خمس غارات على جبل الصمع غربي محافظة صعدة شمالي البلاد، بالإضافة إلى غارات أخرى استهدفت منطقة طخية في مديرية مجز بمحافظة صعدة.

الغارات استهدفت أيضاً معسكر كهلان، التابع لجماعة الحوثيين، شرقي محافظة صعدة، حيث يُعدّ المعسكر من أهم معسكرات الجماعة في المحافظة التي تُعد المعقل الرئيس للحوثيين.

وفي السياق، يرى المحلل العسكري العقيد وضاح العوبلي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المواقع التي استُهدفت في هذه العملية هي مواقع شهدت نشاطاً عسكرياً حوثياً خلال الفترة الأخيرة، ولكن التصريحات والتسريبات الأميركية والبريطانية المسبقة عن طبيعة هذه العملية ومسرحها قبل تنفيذها، قد أدى لجعلها عمليات تحذيرية أكثر منها عمليات محققة ونوعية".

ويقول المحلل العسكري إن "الهدف الأميركي البريطاني المشترك مع تحالف دول عملية "حارس الازدهار" لم يتجاوز أعلى من إشهار خيار القوة فقط، وهذا ما يبدو واضحاً من الحيثيات والوقائع التي رافقت هذه العملية على المستويين الدولي والإقليمي".

ويشير المحلل العسكري إلى مجموعة من العوامل التي يمكن تفهمها في هذه المرحلة، وفي طليعتها أن المزاج الدولي والإقليمي رافض كلياً لتوسيع الحرب والصراع القائم على انعكاسات الحرب في غزة، وفي التوقيت نفسه ينتظر المجتمع الدولي توقيعاً وشيكاً على اتفاقية إيقاف الحرب الممتدة منذ تسعة أعوام في اليمن، وكلّها عوامل ألقت بظلالها، أو بالأحرى كانت حاضرة على طاولة صائغ خطط العملية الجوية الأخيرة التي استهدفت الحوثيين، وبموجبها اقتصرت أهداف العملية على توجيه الإنذار الحذر للجماعة، وبما لا ينزلق بالأوضاع إلى صراع أوسع، وهو بالتأكيد ما تجري عليه التحركات والجهود الإقليمية والدولية عقب هذه العملية".

بدوره يعتبر العميد في وزارة الدفاع اليمنية التابعة للحوثيين، مجيب شمسان، في حديث مع "العربي الجديد" أنه "ليس هناك أي جديد، فما تمّ قصفه قد قُصف سابقاً منذ تسع سنوات، وكلّ ما يتحدث عنه الأميركي هو مجرد هرطقات، فليس هناك جديد، وليس هناك بنك أهداف لا للأميركي ولا للبريطاني، وإنما محاولة للاستعراض، وليس هناك أي تأثير لهذا القصف".

ويلفت إلى أن "هذا الاعتداء بحدّ ذاته سيكون له مقابل من الجانب اليمني بردّ واسع، بدءاً من الرد الأولي، وتوسعاً إلى أبعد نقطة، باعتبار أن كلّ المصالح الأميركية والبريطانية ستكون ضمن طائلة الاستهداف للقوات المسلحة اليمنية".

ويشدد على أن العمليات "مستمرّة ضد الكيان الصهيوني وستتوسّع، إلى أن يتوقف العدوان والحصار على غزة".

المساهمون