نواف الأحمد الصباح... عام من الحكم وسط تحديات داخلية صعبة في الكويت

نواف الأحمد الصباح... عام من الحكم وسط تحديات داخلية صعبة في الكويت

29 سبتمبر 2021
شهد العام الذي حكم فيه محاسبة لكبار المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد (الأناضول)
+ الخط -

تمر اليوم الأربعاء الذكرى الأولى لتولي أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد عقب وفاة أخيه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي حكم الكويت 14 عاماً.
وتوفي الشيخ صباح الأحمد الصباح في الولايات المتحدة الأميركية بسبب المرض في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول عام 2020 وهو ذات اليوم الذي نُصّب فيه الشيخ نواف الأحمد أميراً للبلاد وفق ما ينص عليه الدستور الكويتي.
وجاءت السنة الأولى من حكم الشيخ نواف الأحمد الصباح بإنجاز كبير على مستوى السياسة الخارجية وتحديداً في منطقة الخليج العربي، إذ نجحت الجهود الكويتية التي بدأها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح في حل الأزمة الخليجية وإنهاء الحصار المفروض على قطر، واستكملها الشيخ نواف الأحمد حتى التوقيع على اتفاق العلا في مطلع عام 2021.

 

لكن التحديات الداخلية التي عصفت بالمشهد الكويتي كانت كبيرة جداً، إذ لم يمض شهران على اعتلاء الشيخ نواف الأحمد لسدة الحكم حتى جاء موعد الانتخابات البرلمانية في الخامس من ديسمبر/كانون الأول عام 2020، وهي انتخابات شهدت ارتباكاً حكومياً كبيراً في التعامل معها إضافة إلى أنها أثارت موجة غضب شعبية من أداء الحكومة والنواب الموالين لها أثناء أزمة كورونا، مما أدى إلى اكتساح المعارضة البرلمانية للمقاعد النيابية محققة فوزاً قوامه 31 مقعدًا مقابل 19 مقعدًا مواليا للحكومة.
 ونجحت الحكومة بأوامر من أمير الكويت برص صفوفها والتصويت لمرزوق الغانم كمرشح لرئاسة مجلس الأمة في منافسة مرشح المعارضة بدر الحميدي، لتنجح بتجاوز أول الاختبارات، لكن المشهد السياسي تحول إلى مشهد عاصف عقب استقالة الحكومة في شهر يناير/كانون الثاني عام 2021 على خلفية استجواب تقدمت به المعارضة لرئيس مجلس الوزراء.
ونجحت الحكومة رغم الضغط الكبير داخل الشارع في عبور الجلسات حتى عطلة الصيف البرلمانية التي انتهت بتفكيك كتلة المعارضة محققة بذلك استقراراً سياسياً مؤقتاً.
وشهد العام الذي حكم فيه الشيخ نواف الأحمد محاسبة لكبار المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد، إذ أمرت القيادة السياسية في الكويت باحتجاز رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ جابر المبارك الصباح، ووزير الداخلية الأسبق الشيخ خالد الجراح الصباح على خلفية اتهامهم بالتورط في اختلاسات "صندوق الجيش"، إضافة إلى استمرار احتجاز مدير إدارة الجنسية والجوازات السابق مازن الجراح الصباح على خلفية تورطه في التجارة بالبشر. 
ولا تزال التحديات السياسية الداخلية قائمة في عهد الشيخ نواف الأحمد، إذ لا يزال ملف العفو عن المتورطين في حادثة اقتحام مجلس الأمة غير مغلق في ظل مفاوضات شاقة بين الحكومة وبين المعارضة، كما تمثل التحديات الاقتصادية القادمة والعجز المالي الذي تعانيه البلاد، إضافة إلى تضخم بند الرواتب بشكل كبير أكبر الصعوبات التي تواجه حكم الشيخ نواف الأحمد الصباح، إضافة إلى الصراع العنيف بين أفراد الأسرة الحاكمة على المناصب الإدارية والوزارات وهو أمر تعترف به الحكومة بشكل متواصل.