نجاح لحركات التضامن مع فلسطين ضد مؤسسات بريطانية داعمة للاحتلال

نجاح لحركات التضامن مع فلسطين ضد مؤسسات بريطانية داعمة للاحتلال الإسرائيلي

03 فبراير 2024
تحولت المظاهرات لأجل فلسطين جزءًا من المشهد الأسبوعي في لندن (ربيع عيد/ العربي الجديد)
+ الخط -

حققت حركات التضامن مع فلسطين في بريطانيا نجاحات جديدة في الأيّام الأخيرة ضمن حراك وقف الحرب الإسرائيليّة على غزّة، وفي محاربة دعم مؤسسات وشركات بريطانية للاحتلال الإسرائيلي.

آخر هذه الإنجازات تمثل في رضوخ شرطة لندن لمطالب منظمي تظاهرة اليوم السبت في لندن ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، بأن تنتهي عند مقر الحكومة البريطانيّة، بعدما عارضت الشرطة ذلك سابقًا، مع العلم أن التظاهرات الوطنيّة السابقة كان معظمها ينتهي أمام مقر الحكومة البريطانيّة.

وتخرج في لندن دورياً تظاهرات وطنيّة ضخمة للمطالبة بوقف حرب إسرائيل على الفلسطينيين في غزّة خلال الأشهر الأخيرة، رافعة شعارات تطالب بوقف الدعم الرسمي البريطاني لإسرائيل ووقف تزويد الأخيرة بالسلاح.

ويأتي هذا القرار بعد أن رفضت السلطات البريطانيّة مرارًا الطلبات المقدمة من العديد من المنظمات المناصرة للفلسطينيين بشأن مسار المسيرة ونقاط انطلاقها وانتهائها في لندن، لكنها في النهاية قبلت مطالب المتظاهرين.

ويرى منظمو المسيرة أن انتهاء التظاهرة في منطقة "وايتهول" كان ضروريًّا لتجنب الاكتظاظ وضمان سلامة المتظاهرين، لا سيما في ظل الأعداد الكبيرة المتوقعة مشاركتها.

وتنطلق اليوم تظاهرة وطنيّة ضخمة وسط لندن ضد الإبادة الجماعيّة في غزّة، يُتوقع أن يشارك فيها مئات الآلاف على غرار التظاهرات الوطنيّة السابقة التي تنظّمها حركات التضامن مع فلسطين دورياً منها: المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (PFB)، وحملة التضامن مع فلسطين (PSC)، والرابطة الإسلاميّة في بريطانيا (MAB)، وائتلاف أوقفوا الحرب (Stop The War Coalition)، وجمعية أصدقاء الأقصى (FOA)، وحملة نزع السلاح النووي (CND).

مواجهة بنك "باركليز"

وفي نجاح جديد لنشاط حركة المقاطعة في بريطانيا، أعلنت حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في مدينة مانشستر أن حملتهم ضد بنك "باركليز" حققت نجاحًا، تمثّل في وقف جامعة مانشستر متروبوليتان التعامل مع البنك وإنهاء الخدمات المصرفيّة معه لمدّة عامين.

ويأتي هذا الإعلان بعد حملات متواصلة لحركات التضامن مع فلسطين ضد بنك "باركليز" بسبب دعمه الاحتلال الإسرائيلي، إذ يُتهم البنك باحتفاظه باستثمارات تزيد عن مليار جنيه إسترليني في شركات تصنيع الأسلحة التي تسهل قتل الفلسطينيين، بما في ذلك الاستثمارات في أنظمة شركة "إلبيت" للأسلحة، و"بي إيه إي سيستمز" وغيرها.

مظاهرة أمام بنك باركليز في مدينة برايتون السبت الماضي (موقع حركة التضامن)
مظاهرة أمام بنك باركليز في مدينة برايتون السبت الماضي (موقع حركة التضامن)

وقالت حركة التضامن في مانشستر، في بيان أول أمس: "هذه شركات لها سجل حافل في تزويد الجيش الإسرائيلي بالمعدات اللازمة لتحويل شعب بأكمله إلى ساحة اختبار للأسلحة، ولمحوه من على وجه الأرض. لا ينبغي لأي جامعة أن تستثمر في الإبادة الجماعيّة. لا ينبغي لأي جامعة أن تستفيد من الدم الفلسطيني، لا ينبغي لأي جامعة أن تشارك في قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني".

وشكرت الحركة نقابتي الطلاب والأساتذة في الجامعة لمشاركتهم للحملة ودعمهم، مؤكدين مواصلتهم نشاطهم، حتى تقوم الجامعة بسحب استثماراتها بالكامل من بنوك تمويل الإبادة الجماعية مثل HSBC وباركليز".

وشهدت بريطانيا يوم السبت الماضي، سلسلة مظاهرات أمام فروع بنك "باركليز" في عدد من البلدات والمدن، وذلك ضمن دعوة وطنيّة للتظاهر ضد البنك. وبحسب حركة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، فإن بنك "باركليز" يقوم "بتمويل هجوم الإبادة الجماعيّة الذي ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين".

وجاء في بيان الحركة: "لقد كشف بحثنا أن بنك باركليز يمتلك ما يزيد عن مليار جنيه إسترليني من الأسهم، ويقدم أكثر من 3 مليارات جنيه إسترليني في شكل قروض واكتتابات لتسع شركات تستخدم إسرائيل أسلحتها ومكوناتها وتقنياتها العسكرية في هجماتها على الفلسطينيين".

وأضاف البيان "يشمل ذلك شركة جنرال ديناميكس، التي تنتج أنظمة الأسلحة التي تسلح الطائرات المقاتلة التي تستخدمها إسرائيل لقصف غزة، وشركة إلبيت سيستمز، التي تنتج طائرات بدون طيار مدرعة، وذخائر وأسلحة مدفعية يستخدمها الجيش الإسرائيلي".

وأكّد البيان أن توفير الاستثمار والخدمات المالية من خلال "باركليز" لشركات الأسلحة هذه "يُسهّل توفير الأسلحة والتكنولوجيا للهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين". ودعا البيان "الأشخاص المعنيين إلى مقاطعة جميع خدمات باركليز حتى ينهي البنك تواطؤه الخطير في الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين".

ضغط على شركة "إلبيت" وشركائها

وفي نجاح آخر هذا الأسبوع، أعلنت حركة "بالستاين أكشن" التي تنشط من أجل إغلاق مصانع الأسلحة الإسرائيليّة في بريطانيا، عن إنهاء شركات النقل العملاقة Kuehne+Nagel (K+N)، جميع علاقاتها مع أكبر شركة أسلحة إسرائيلية "إلبيت سيستم"، وأنّها "لن تعمل معهم مرة أخرى في المستقبل". وبحسب بيان الحركة، فإن شركة النقل ردت على الحركة بالبريد الإلكتروني لتخبرهم بهذا القرار.

ويأتي الإعلان عن هذا القرار بعد حملة ضغط مباشرة قامت بها حركة "بالستاين أكشن"، تمثلت باقتحام مكاتب K+N في مدينة ليستر، وتحطيم النوافذ ورش الطلاء من الداخل خلال مايو/أيّار الأخير، مع اتخاذ العديد من الإجراءات المماثلة منذ ذلك الحين.

ويتّهم ناشطو حركة "بالستاين أكشن" شركة "إلبيت" الإسرائيلية بالتسبب بقتل الفلسطينيين، ويرفعون شعار إغلاقها (SHUT ELBIT DOWN) في جميع أنشطتهم، فيما كان المتظاهرون قد كثفوا من وجودهم أمام المصنع خلال العدوان الإسرائيلي على غزّة في الأشهر الماضية، وفي ظل الوجود المكثّف للمسيّرات، التي تنتجها "إلبيت"، فوق سماء غزّة التي تتعرض للإبادة.

(العربي الجديد)
ملثمون من حركة بالستاين أكشن أمام مصنع شركة إلبيت في مدينة ليستر أيار الماضي (ربيع عيد/العربي الجديد)

ويستهدف ناشطو "بالستاين أكشن" مصانع الشركة وأفرعها المختلفة في بريطانيا بعدة وسائل، منها احتلال الأسطح أو تكسير الشبابيك، أو رش الطلاء الأحمر على الواجهة وغيرها من الأفعال الراديكاليّة التي تتميّز بها الحركة، مستخدمة اللون الأحمر رمزاً لها للدلالة على الدماء المسفوكة التي تسببها منتجات "إلبيت".

وقال المتحدث باسم الحركة تعليقًا على هذا النجاح "يجب على جميع الشركات المرتبطة بشركة صناعة الأسلحة الإسرائيلية Elbit Systems أن تحذو حذوها وتنهي صلاتها بالإبادة الجماعيّة التي ترتكبها إسرائيل للشعب الفلسطيني. وستواصل الحركة استهداف كل من يسهل إنتاج أسلحة شركة إلبيت، والتي تم "اختبارها في المعركة" على الشعب الفلسطيني".

وخلص إلى القول "تضامنًا مع فلسطين، لن نتوقف حتى تختفي شركة إلبيت من الوجود".