مواقف متباينة حيال طلب أربيل نشر قوات أميركية على الحدود مع سورية

مواقف متباينة حيال طلب أربيل نشر قوات أميركية على حدود إقليم كردستان مع سورية

24 ديسمبر 2020
محاولات تسلل لمقاتلي "الكردستاني" من سورية إلى العراق (علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -

تباينت المواقف في العراق بشأن الطلب الذي قدمته حكومة إقليم كردستان للولايات المتحدة الأميركية بإرسال قوات لضبط الأمن على الحدود بين الإقليم وسورية، على خلفية المناوشات الأخيرة مع مسلحي حزب "العمال الكردستاني" قرب الحدود التي تربط إقليم كردستان بالأراضي السورية.

وفي الوقت الذي يصر فيه مسؤولون أكراد على ضرورة وجود قوات أميركية لإثبات حسن نية الإقليم، الذي لا يريد الدخول في حرب مع أي طرف، في إشارة منه لحزب العمال ومليشيات سورية كردية تنشط على الجانب الثاني من الأراضي السورية، يرى أعضاء في البرلمان العراقي أن الطلب الكردية غير شرعي. 

وأمس، الأربعاء، أكد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، جوتيار عادل، أن حكومة الإقليم طلبت رسميا من الولايات المتحدة إرسال قواتها إلى الحدود بين إقليم كردستان وسورية، موضحا، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل، أن هذا الطلب جاء لإثبات عدم وجود نية لدى الإقليم للدخول في حرب مع أحد، وكذلك من أجل حماية الحدود بشكل أفضل.

كما قال نائب رئيس ديوان مجلس وزراء إقليم كردستان عزيز أحمد، اليوم الخميس، إن أربيل طلبت رسميا من أميركا تسيير دوريات على الحدود مع سورية، وذلك على خلفية محاولات مقاتلي "العمال الكردستاني" الأخيرة للتسلل من سورية إلى الأراضي العراقية. 

وأوضح عزيز، في إيجاز صحافي، أن رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في اتصال هاتفي بينهما، أول من أمس (الثلاثاء)، برغبة حكومة الإقليم في تمركز قوات أميركية في منطقة معبر فيشخابور الحدودي (الواقع على المثلث الحدودي بين العراق وسورية وتركيا)، مبينا أن تسيير الدوريات الأميركية في تلك المنطقة يساهم في الحد من عمليات التهريب عبر الحدود، كما سيمنع تسلل مقاتلي "العمال الكردستاني" وإمداداتهم. 

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن وكيل وزارة البشمركة بإقليم كردستان، سربست لزكين، عن نشوب قتال على الحدود الدولية بين العراق وسورية، بين القوات التابعة لها ومسلحين من "العمال الكردستاني" حاولوا التسلل إلى داخل أراضي العراق الواقعة ضمن حدود إقليم كردستان. 

رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في اتصال هاتفي بينهما أول من أمس (الثلاثاء)، رغبة حكومة الإقليم في تمركز قوات أميركية في منطقة معبر فيشخابور الحدودي

ويعد هذا الاشتباك بين قوات البشمركة ومسلحي "الكردستاني" هو الثالث من نوعه في غضون أقل من شهر واحد، ما أسفر عن مقتل ضابط بقوات البشمركة وإصابة آخرين بتلك المواجهات، التي يؤكد مراقبون أنها تهدد بتفجر المواجهات بين الجانبين في أي وقت. 

ووصف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي بدر الزيادي، اليوم الخميس، رغبة أربيل بالاستعانة بقوات أميركية لحماية حدود كردستان مع سورية بالقول إنها "تصرف سيئ ويسيء للعراق"، موضحا، في حديث نقلته وسائل إعلام محلية، أن كردستان لا تمتلك حق مخاطبة دولة أخرى. 

ولفت إلى عدم وجود تهديد من جانب الأراضي السورية يتطلب الاستعانة بالقوات الأميركية، مشيرا إلى وجود إمكانية لإرسال قوة من الجيش أو الشرطة الاتحادية إذا تطلب الأمر. 

إلا أن عضوا آخر في البرلمان أكد، لـ"العربي الجديد"، وجود خطر كبير يمثله تسلل عناصر "العمال الكردستاني" من سورية إلى العراق، موضحا أن السلطات العراقية مطالبة بأن تعترف بحجم الخطر الذي يمثله وجود "الكردستاني" في الأراضي العراقية، ودليل ذلك قيامه بشكل متكرر بعرقلة الاتفاق الموقع قبل شهرين بين بغداد وأربيل لتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار بمحافظة نينوى، وإخراج القوات غير النظامية منها.

وبين أن القوات الأميركية موجودة في إقليم كردستان في إطار التحالف الدولي، كما أنها تتمركز بقاعدة عسكرية في أربيل معروفة للجميع وبموافقة السلطات العراقية، مشددا على ضرورة حصول تحرك سريع لكبح جماح "العمال الكردستاني" الذي يصر على الاستهانة بسيادة العراق ومقدراته وأرواح أبنائه. 

وفي السياق، اعتبر عضو التحالف الكردستاني محمد الجاف أن الدعوة إلى وجود قوات أميركية على الحدود تعمل على ضبط الشريط الحدودي مع سورية تصب في مصلحة العراق ككل.

وأضاف أن "مسلحي حزب العمال و(قسد) يمتهنون التهريب، بما فيه تهريب النفط وعناصر (داعش) إلى العراق، مقابل مالغ ضخمة، ونعتبر أن طلب انتشار القوات الأميركية الموجودة أصلا في الشمال السوري، وتمركزها على الحدود أمر فيه مصلحة"، موضحاً أنه "من المبكر الاعتراض، لأن واشنطن لم ترد أصلا على الطلب"، وفقا لقوله.

المساهمون