بريطانيا تتوعد بعقوبات
توعّدت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، روسيا بعقوبات موسعة "تطاول أي شركة مرتبطة بروسيا"، قائلة إن "المسؤولين في الكرملين لن يكون لديهم مكان للاختباء".
تنعقد حاليًا جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك بشأن الأزمة المتصاعدة حول أوكرانيا، والتي تهدّد باندلاع حرب بين روسيا وحلف شمالي الأطلسي. وتشهد الجلسة اتهامات متبادلة، لا سيما بين واشنطن وموسكو؛ ففيما أكّد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الولايات المتحدة تريد "خلق حالة من الهستيريا" و"خداع المجتمع الدولي باتهامات لا أساس لها"، ردّت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد بأن نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا يبرر عقد اجتماع في الأمم المتحدة، لأن هذه القوات العسكرية "تهدد الأمن الدولي".
وأكدت أن على مجلس الأمن أن يحمي أمن وسلامة دولة في الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن "عدوان روسيا لا يهدد أوكرانيا فقط بل يهدد أوروبا والنظام العالمي".
ولم تتمكن روسيا من الحصول على قرار بإلغاء الاجتماع خلال تصويت إجرائي، صوتت فيه عشر دول من أصل 15 لصالح عقد الجلسة التي بدأت للتو.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بشأن الأزمة الأوكرانية بناء على طلب الولايات المتحدة، التي تكثف مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي جهودها لثني موسكو عن غزو أوكرانيا، في وقت تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة على روسيا.
توعّدت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، روسيا بعقوبات موسعة "تطاول أي شركة مرتبطة بروسيا"، قائلة إن "المسؤولين في الكرملين لن يكون لديهم مكان للاختباء".
وعاد السفير الروسي في الأمم المتحدة ليؤكد أن بلاده لا تخشى الحديث عن الوضع في أوكرانيا، ولكنها لا تفهم ما الذي يجرى نقاشه اليوم في مجلس الأمن. وقال إن الادعاءات الغربية تبث الذعر، وبدأت تؤثر على الوضع الاقتصادي في أوكرانيا". ثم أضاف "يبدو لنا كما لو أنكم تنتظرون بفارغ الصبر أن تتحول اتهاماتكم إلى وقائع. ولطالما رفضت روسيا هذه الاتهامات ولم يصدر عن أي مسؤول روسي أي تهديد بالهجوم على أوكرانيا".
ثم شكك بالأرقام الأميركية حول وجود مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية. وذكّر الدول الأعضاء "بالادعاءات الأميركية عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وهو ما لم يكن صحيحا، واجتاحوا العراق وقاموا بتدميره". واتهم الولايات المتحدة بالنفاق وقال "إنها تنشر الأسلحة النووية والقوات العسكرية حول العالم على بعد آلاف الأميال عنها، ناهيك عن مقتل الآلاف بسبب الاجتياحات العسكرية الأميركية ودعمها لأخرى".
ومن جهتها، طلبت السفيرة الأميركية حق الرد، وقالت إن الخطوات الروسية والتهديد بالعدوان هي فعل استفزازي. وقالت إن بلادها أوضحت أنها ملتزمة بالمسار الدبلوماسي وأنه سيتم الحكم على روسيا من أفعالها. ثم طلب ممثل روسيا الرد بدوره وقال "لا نفهم ما هي الاستفزازات والتهديدات التي يتم الحديث عنها الآن. ولكن لم نسمع أي إشارة إلى اتفاقات مينسك أو قرار مجلس الأمن 2202، ولهذا دليل كبير".
إلى ذلك، عبّر ممثل الصين تسانغ ينغ عن اعتراضه على عقد الاجتماع، واعتبر أنه كان من الأفضل الاستمرار بسياسات المفاوضات خلف أبواب مغلقة. وأشار إلى الموقف الروسي الذي يدعي بأنه لا ينوي اجتياح أوكرانيا. وشدد على "ضرورة الاستمرار بقنوات الحوار الموجودة والدبلوماسية الهادئة بدلا من دبلوماسية الأبواق." وقال إن جلسة مجلس الأمن تزيد من التوتر وتؤججه بدلا من تهدئة الوضع. ووصف توسع "الناتو" بالأمر المعقد، وشدد على ضرورة وقف التفكير بعقلية الحرب الباردة وأخذ المخاوف الروسية كذلك بعين الاعتبار.
من جهتها، ردت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد على نظيرها الروسي قائلة إن التهديد فعلي، وإن وجود أكثر من مئة ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية يقلق الدول الأوروبية، وهو الذي يزيد التصعيد وليس الطلب الأميركي بنقاش الموضوع والاستماع لجميع الأطراف.
ولفتت الانتباه إلى ما أسمته "ضرورة توضيح الحقائق"، وقالت "حشدت روسيا قوة عسكرية على طول حدوديها مع أوكرانيا تصل إلى مئة ألف جندي، وهذا أكبر حشد في أوروبا منذ عقود. ونقلت خمسة آلاف جندي إلى بيلاروسيا وأسلحة مضادة للطائرات، ونعتقد أنها تريد نشر ثلاثين ألف جندي هناك. هذا بالإضافة إلى الهجمات السيبرانية والدعاية والخطابات العدوانية، وهذا تصعيد شهدناه من روسيا بشكل متكرر".
بدوره، اتهم مندوب أوكرانيا في مجلس الأمن روسيا بحشد 130 ألف جندي على الحدود، قائلًا إن ذلك يمثّل تهديدا مباشرًا لبلاده.
من المتوقع أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف صباح غدٍ الثلاثاء، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.
بموازاة جلسة مجلس الأمن المنعقدة في نيويورك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيره إلى روسيا من أنّها ستتحمل "عواقب وخيمة" إن رفضت المسار الدبلوماسي لحلّ الأزمة الأوكرانية.
وقال بايدن في بيان إن "اجتماع مجلس الأمن (الدولي) اليوم (الاثنين) هو خطوة حاسمة لجعل العالم يوحّد الصوت" بشأن هذه الأزمة.
من جهته، دعا المندوب الصيني في مجلس الأمن الدولي أطراف الأزمة إلى الهدوء وعدم التصعيد، والتخلّي عن "عقلية الحرب الباردة" في التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
اتهم السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا الطرف الأميركي بقيادة حملة مضللة بطلبه عقد اجتماع مفتوح في مجلس الأمن حول التطورات على الحدود الأوكرانية الروسية وتأجيج التوتر. وقال إن بلاده ترفض عقد الاجتماع، ثم طلب من رئاسة مجلس الأمن، النرويج، أن تصوت الدول الأعضاء على عقد الاجتماع أو عدمه.
وقال "إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا وسط الشهر القادم لنقاش الوضع في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ضمن إحاطته الدورية، وكان يمكن للطرف الأميركي أن يناقش الموضوع في تلك الجلسة لكنه مشغول بدبلوماسية الميكروفون".
قال المندوب الروسي في مجلس الأمن إنه لم يصدر عن أي مسؤول أو سياسي روسي تصريح بالهجوم على أوكرانيا، مضيفًا أنّ كل ما يحدث مجرد ادّعاءات.