مهندسو السويداء يطالبون نقابتهم بالاستقلال عن هيمنة حزب البعث

مهندسو السويداء يطالبون نقابتهم بالاستقلال عن هيمنة حزب البعث والسلطات الأمنية

14 فبراير 2024
تجمع عشرات المهندسين أمام مبنى النقابة وسط مدينة السويداء (العربي الجديد)
+ الخط -

تجمّع عشرات المتظاهرين من المهندسين والمهنيين، صباح اليوم الأربعاء، أمام مبنى نقابة المهندسين وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، مطالبين النقابة بالاستقلال عن هيمنة حزب البعث والسلطات الأمنية.

وكان "تجمع المهندسين الأحرار" قد دعا لاستقلالية النقابات وأطلق شعار "معاً لاستعادة النقابات"، معتبراً أن حزب البعث والسلطات الأمنية قد توغلت في الهيمنة وفي تسييس العمل النقابي، وقد حان الوقت الذي تتحرر به هذه النقابات ويستعيدها أصحابها وفق قانون يضمن استقلاليتها. 

المهندس نضال سلوم قال لـ"العربي الجديد" إنّ "السلطة الأمنية عاثت فساداً في جميع النقابات المهنية، من خلال تعيين أزلامها في مراكز القرار وتنفيذ سياساتها، حتى أصبحت هذه النقابات مراكز لخدمة الحزب الحاكم والسلطة وبؤراً للفساد الحكومي، متجاوزة بهذا القانون الذي وضعته، وقد حان الوقت الذي تستعيد فيه هذه النقابات مكانها الطبيعي في خدمة أعضائها والذود عنهم". 

وأضاف سلوم: "هذا الاحتجاج هو بداية لعمل دؤوب من أجل تحرير النقابة من حزب البعث، وللضغط على رئيس النقابة والهيئة الإدارية لأخذ دورهم الصحيح بالوقوف إلى جانب حقوق الأعضاء، وتذكيرهم بأنّ العملية الديمقراطية والمحاسبة آتية لا محالة، وأن الشعب لن يسامح". 

معلمو السويداء يتضامنون مع زميلهم

وكان تجمّع المعلمين قد حاصر أبواب مديرية التربية في السويداء، صباح الاثنين الماضي، لمنع مدير التربية أكرم الحسنية من الدخول إلى المديرية، وذلك بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي منحها له المتظاهرون أثناء اعتصامهم قبل ذلك بأسبوع، بالعودة عن قرار فصل المدرس صدام النجم، أو اتخاذ موقف تجاه هذا الفصل "التعسفي"، وإعلان الاستقالة من منصبه. 

وبعد الانتظار، اكتشف المحتجون أنّ مدير التربية في السويداء لم يغادر المبنى منذ الليلة السابقة خوفاً من منعه من الدخول وممارسة سلطته. 

ورصد "العربي الجديد" دخول مجموعة من المتظاهرين والمدرسين إلى مبنى التربية في السويداء حينها، حيث طالبوا المدير بإصدار كتاب فوري يقضي بإعادة المدرس صدام النجم إلى عمله، وكتاب آخر يندد بالقصف الجوي الأردني الذي أودى بحياة مدنيين ومن بينهم المدرّسة فاتن الحلبي في بلدة عرمان جنوب السويداء قبل أسابيع. 

وقال أحد المتظاهرين لمدير التربية في السويداء، وفق ما رصده "العربي الجديد"، إنّ "الشعب ليس مضطراً للتضحية مقابل أن يبقى (بشار) الأسد جالساً على كرسيه يبيع ويشتري بدماء الشعب السوري وينهب بخيرات الوطن". وأضاف: "لن نقبل أن تتكالب الأجهزة الأمنية والإدارات والمرتشين وبائعي البلد على كل من يقول كلمة حق". 

وأضاف أحد رجال الدين لمدير التربية أيضاً "نحن ما زلنا سلميين منذ ستة شهور وسنبقى وإذا لم تقف معنا فلن نقبل بك.. إن الحزب قد انتهى". 

وكان المدرّس صدام النجم قد فصل من التدريس بقرار من المحافظ بسبب قيادته للحراك في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، وتشكيله تجمع المعلمين ضمن حراك السويداء المناهض للنظام.

وقدّم النجم طلب تظلم إداري لمدير التربية وبحضور عدد من المدرسين والمحامين، جاء فيه أنّ "القرار قد صدر مخالفاً للقانون وهو تعسفي وعدم مشروعي أو ملائم وصادر عن جهة غير ذات صفة قانونية، وقد أضر بحقوقي المعنوية والمادية والقانونية، لهذا أطلب إلغاء قرار كف اليد وإعادتي إلى عملي بقوة القانون وطي القرار". 

الناشط المدني أيمن نوفل قال لـ"العربي الجديد": "لا يختلف مدير التربية عن أي مسؤول في الحزب والدولة قد وصل إلى منصبه نتيجة ثقة القيادة الحزبية والأمنية به، وكنّا كمدرسين ومتظاهرين من جميع الفئات نراهن على صحوة الضمير لدى مسؤولي القطاع التربوي وفشل رهاننا، فمدير التربية لا يختلف عن أمين فرع الحزب وغيره من المدراء العامين، جميعهم أدوات في يد السلطات، ويكفيهم ذلاً أن يناموا في مكاتبهم ويدخلوا من الأبواب الجانبية أو يقفزوا عبر الأسوار، ليعرفوا أن هذه المكاتب لا تحصنهم من إرادة الجماهير، وأن سقوطهم قريب". 

بدوره أكد الناشط المدني منيف رشيد لـ"العربي الجديد" أن قضية المدرس صدام النجم لدى الحراك الشعبي، لها اعتبارات أكبر من إعادة موظف إلى عمله، وخاصة كون الموظف مدرساً ويتبع لمديرية التربية والتعليم.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال المهندس وائل حاتم، إنّ "التجمعات المهنية الداعمة للحراك في السويداء ومن ضمنها تجمع المهندسين عمدت منذ بداية الحراك إلى توحيد الجهود والمشتركات فيما بينها تحت مسمى التجمع المهني، وما نشهده اليوم من حراكات على مستوى نقابة المهندسين هو بفضل توحيد تلك الجهود والعمل تحت اسم التجمع المهني وبالتشارك مع معظم الفعاليات الثورية على مستوى المحافظة. لذا، من الطبيعي أن يشمل مسير حراكنا معظم النقابات الثانية وسنكون معاً كجسم ثوري واحد في أي امتداد ثوري وطني على مستوى المحافظة".

ويراهن حاتم من خلال الاعتصامات النقابية، كما يقول، على تكريس ثقافة المحبة والسلمية، وبناء جسور الثقة بين المحتجين وبين من لم يؤمن بعد بالحراك الذي يصفه بـ"العظيم"، و"بالتالي، يمكن المراهنة على ازدياد الزخم الثوري في المحافظة وسورية كلها".

ويرى أن هذه "الخطوة تعتبر خطوة متقدمة على مستوى الحراك ونقلة للأمام بطريق تحرير النقابات المهنية من سلطات الأمر الواقع، وبالرغم من أن المفاعيل على المدى المنظور لن تكون ملموسة، وأن نجاح هذا الاعتصام الثوري السلمي بمستوى الحضارة التي لخصها، فإنني أعتقد أن الرسالة وصلت بشكل حازم وواعٍ، وسيكون لها أثر كبير في قادم الأيام".

المساهمون