تعود قصة الطيار الروسي قسطنطين ياروشينكو، البالغ من العمر 53 عاما، والذي أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، عن استبداله بالسجين الأميركي تريفور ريد، إلى عام 2010، حين اعتقله أفراد الجهاز الأميركي لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الشرطة المحلية في ليبيريا، ليتم ترحيله سرا إلى الولايات المتحدة.
ومن اللافت أن قضية ياروشينكو، الذي تم اتهامه بتنظيم آلية دولية لتهريب الكوكايين، شكل سابقة في اعتقال الأجهزة الخاصة الأميركية مواطنا روسياً على أرض دولة ثالثة وترحيله إلى الولايات المتحدة.
وبحسب رواية الادعاء، تواطأ ياروشينكو مع مجموعة من الأشخاص المتورطين في تجارة الكوكايين في كولومبيا، واعتقل عدد من مواطني نيجيريا وكولومبيا وسيراليون في القضية ذاتها.
وتشير بيانات الأجهزة الاستخباراتية الأميركية إلى أن هؤلاء كانوا يعتزمون نقل ثلاث دفعات من الكوكايين من كولومبيا إلى ليبيريا وغانا بوزن إجمالي حوالي 4 أطنان وبقيمة 100 مليون دولار، مع تحويل جزء من الشحنة بدفعات صغيرة إلى نيويورك، ولذلك كانت نيابة نيويورك هي التي رفعت الدعوى.
وبعد بدء التحقيق القضائي في فبراير/شباط 2011، رفض ياروشينكو الاعتراف بالتهم الموجهة إليه والقبول بالصفقة ما قبل القضاء. وبعد إدانته بالتآمر لتهريب دفعة كبيرة من المخدرات، صدر بحقه في سبتمبر/أيلول 2011 حكم بالسجن لمدة 20 عامًا.
وبعد فشل جميع المحاولات الروسية لمطالبة الولايات المتحدة بترحيل ياروشينكو إلى روسيا لاستكمال مدة العقوبة على أرض وطنه أو العفو عنه، بدأت موسكو تقترح على واشنطن في عام 2019 باستبداله بأحد المواطنين الأميركيين المسجونين في روسيا.
وتوجت هذه الجهود بعد عملية تفاوضية طويلة، بوصول ياروشينكو إلى مطار منتجع سوتشي، جنوب روسيا، أمس، على متن رحلة خاصة نفذت بواسطة طائرة "أنطونوف-148" قادمة من العاصمة التركية أنقرة التي سبق للولايات المتحدة أن نقلته إليها بعد استبداله بالجندي ريد.
يذكر أن روسيا اعتقلت ريد، وهو جندي سابق بمشاة البحرية الأميركية، في موسكو في أغسطس/آب 2019 بتهمة الاعتداء على أفراد الشرطة في سيارتهم، وفي عام 2020، صدر حقه حكم بالسجن لمدة تسع سنوات.