مناظرة الجمهوريين الأولى: ترامب الغائب الحاضر ولا نجم بين المتنافسين

مناظرة الجمهوريين الأولى: ترامب الغائب الحاضر ولا نجم بين المتنافسين

24 اغسطس 2023
يفتقر المرشحون الجمهوريون الثمانية لنوع من الكاريزما التي يمتلكها ترامب (Getty)
+ الخط -

بقيت المناظرة الأولى التي جرت الليلة الماضية بين المرشحين الجمهوريين في حدود الروتين الباهت الذي لم يخرج عن المألوف، سواء في الطرح أو الأداء، وهو ما ترك بلا شك بعض الخيبة لدى قيادات من الجمهوريين المناوئين لترامب كانت تتطلع إلى تفوق يحققه بعضهم أو أحدهم للانتقال إلى موقع المرشح الواعد الذي يمكنه منافسة ترامب. 

وكان ترامب الذي منعته متاعبه القانونية المحرجة من المشاركة في المناظرة، أبرز الحاضرين مع أن اسمه ذُكر مرتين، إذ إن معظم المتنافسين نأوا عن تحدّي الرئيس السابق، باستثناء الحاكم السابق لولاية أركنساس آسا هاتشنسون، الذي أعلن رفضه دعم ترامب إذا قضت المحكمة بإدانته جنائياً، حتى لو فاز بترشيح الحزب.

أما باقي المرشحين فلجأوا إلى تدوير الزوايا أو إلى اعتماد الأسلوب الترامبي الشعبوي نفسه، كما فعل المرشح الثري فيفاك رامسواي (من أصول هندية)، الذي وعد بإصدار عفو عن ترامب إذا فاز بالرئاسة، لتحظى تصريحاته بتأييد وترحيب الجمهور الذي قاطع المرشحين الآخرين الذين تجرأ بعضهم على إبداء انتقادات خجولة ولو مشروعة لترامب.

مع ذلك كانت المناسبة فرصة لبعض المرشحين لإثبات جدارته وقدرته على اجتذاب الاهتمام لزحزحة أو خلخلة قاعدة ترامب. من بينهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، إلا أنه وبحسب الردود الأولية بقي عاجزًا عن تسجيل لقطات أصلية " تبقى في الذاكرة"، ولم يأت بجديد من النوع الذي يستوقف أو يستحق الذكر. 

كذلك كان الانطباع عن نائب الرئيس السابق مايك بنس، الذي برغم خبرته وتجربته المؤلمة مع الرئيس ترامب، بقي معلقاً بين الابتعاد الخجول عن هذا الأخير والتوجه الأساسي إلى شريحة الأنجيليين المحافظين المنتمي إليها، من غير مراعاة قضايا واعتبارات تهم قطاعات أخرى واسعة ومؤثرة انتخابيا، مثل القطاع النسوي وقضية الإجهاض التي يدور حولها خلاف حتى داخل الصف الجمهوري. 

وربما كان التعويل أكبر على حاكم ولاية نيو جرسي سابقاً كريس كريستي، كحزبي تقليدي وصاحب خطاب قابل للتسويق ويحظى بدعم قيادات حريصة على استعادة الحزب من ترامب. لكنه لم يكن عند المستوى المطلوب في طرح نفسه كبديل جدّي ونهائي لترامب، وإذا لم يخرج من المناظرة كخاسر فبالتأكيد لم يخرج كرابح. 

الوحيدة التي جاءت بشيء لافت ومن خارج الخط السائد كانت نيكي هيلي، السفيرة السابقة والحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولينا، إذ تمايزت عن الآخرين لكن رصيدها ما زال أقل من 5%.

ولا بد أن ترامب الغائب عن المناظرة، شعر بالارتياح بعد أداء خصومه الثمانية الذين يجمع ما بينهم قاسم مشترك يتمثل في افتقارهم لنوع من الكاريزما التي يتفوق ترامب عليهم فيها بأشواط، إضافة لتفوقه حتى الآن برصيد جمهوري متقدم بفارق شاسع على أي منهم. 

وتبقى المراهنة على تفاقم مشكلات ترامب القانونية التي تهدد بمحاكمات تنتهي بإدانات جنائية لا يقلل ترامب من مخاطرها ويحاول إبعادها عنه من خلال التلويح بـ"العنف" الذي أعاد التذكير به اليوم في مقابلته التي جرى بثها في وقت المناظرة. 

وربما من حسن حظ المتناظرين أن فقر أدائهم سرعان ما ستحجبه أحداث اليومين القادمين، خاصة يوم غد الجمعة، حيث من المتوقع أن تنشغل الساحة بتوقيف الرئيس ترامب في سجن مقاطعة فلتون في ولاية جورجيا لاتخاذ الإجراءات التمهيدية للمحاكمة في قضية انتخابات الولاية وذلك قبل إخلاء سبيله بكفالة مالية مقدارها 200 ألف دولار، خلافا للمرات السابقة التي جرى فيها صرف النظر عن الكفالة. 

وسيبقى ترامب في طليعة الطامحين الجمهوريين بالفوز بالترشيح حتى الامتحان الثاني في 27/9 القادم، على أن يجري استدعاؤه إلى المحكمة في أواخر الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول القادم لإبلاغه بمحتويات لائحة الاتهام في هذه القضية وبنقل تلفزيوني مباشر خلافا للمرات السابقة، لأن قانون الولاية يسمح بنقل وقائع الجلسة.

المساهمون