مناطق "قسد" تحت الحصار بعد إغلاق المعابر مع النظام وشمالي العراق

مناطق "قسد" تحت الحصار بعد إغلاق المعابر مع النظام وشمالي العراق

19 ديسمبر 2021
تشهد مناطق النظام نزوحاً كبيراً نحو مناطق شمال شرقيّ سورية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تعيش مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية في شرق سورية حالة من الحصار منذ أيام، بعد مبادرة قوات النظام السوري إلى إغلاق المعابر بين مناطق سيطرتها، ومناطق سيطرة الإدارة في محافظة الرقة، بالتزامن مع إغلاق مماثل للمعابر بين مناطق شمال شرقي سورية وإقليم كردستان العراق.

وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام أغلقت منذ الأربعاء الماضي معبري السبخة والطبقة في ريف الرقة الغربي، اللذين يصلان مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بمناطق سيطرة النظام، وذلك إثر موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها مناطق النظام نحو مناطق شمال شرقي سورية نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي.

وأضاف المصدر أن قوات النظام أغلقت معبر الطبقة منعاً لتدفق عدد أكبر من السكان نحو مناطق الإدارة الذاتية، ومنعت مرور حتى الحالات الإنسانية والمرضى. ولم يستبعد أن تكون الخلافات بين مليشيات قوات النظام على تقاسم الإتاوات سبباً إضافياً في إغلاق المعابر، متوقعاً أن تعود للعمل في أية لحظة.

ويتزامن إغلاق المعابر مع فترة تسجيل طلاب الشهادة الثانوية بين 15 و28 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، بالنسبة إلى الطلبة الراغبين في تقديم امتحانات الشهادة في المدارس التابعة للنظام. ويتخوف الطلاب من تأخر تسجيلهم للامتحان النهائي، ما دفع بعضهم إلى سلوك طرق التهريب للوصول إلى مدينة السبخة شرقي الرقة، بغية تسجيل أسمائهم على امتحان الشهادة الثانوية، رغم مخاطر التهريب.

مصادرة مواد غذائية

وعلى صعيد متصل، صادرت مليشيا الدفاع الوطني المدعومة من روسيا، أمس السبت، مواد غذائية جلبها الأهالي من مناطق سيطرة قوات "قسد" إلى مناطق سيطرة النظام غرب الفرات، بالقرب من بلدة معدان عتيق شرقي الرقة.

وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية، أن دوريات لمليشيا الدفاع الوطني داهمت ضفاف نهر الفرات شرقي بلدة معدان عتيق، في أثناء تنقل بعض الأهالي بين ضفتي نهر الفرات لقضاء حاجاتهم اليومية وتوفيرها من مناطق سيطرة قوات "قسد"، وصادرت مقتنياتهم التي تحتوي على المواد الأساسية مثل السكر والزيت والسمن، إضافة إلى بعض الأغذية الأخرى. وأضافت أن عناصر الدفاع الوطني اعتدوا بالضرب المبرح على اثنين من أصحاب الزوارق الذين ينقلون الأهالي بين ضفتي نهر الفرات، وذلك نتيجة رفض الأهالي دفع إتاوات لهم.

وكان الجانبان، النظام و"قسد"، قد اتفقا في إبريل/نيسان الماضي على إعادة افتتاح المعابر بينهما، بحيث تزود "قسد" النظام بالنفط بمعدل 200 شاحنة أسبوعياً، إضافة إلى دفع رسوم عبور من قبل السيارات التجارية تصل إلى 30 في المائة من قيمة البضائع و5000 ليرة سورية لكل شخص يدخل من مناطق قوات النظام إلى مناطق "قسد".

ويتزامن إغلاق المعابر مع النظام، مع قيام حكومة إقليم كردستان العراق، الخميس الماضي، بإغلاق معبر "فيش خابور" على نهر دجلة بين العراق وسورية، باستخدام كتل إسمنتية ضخمة، بعد محاولة تنظيم "الشبيبة الثورية" التابع لحزب "الاتحاد الديمقراطي" اقتحام البوابة.

مليشيا "الحرس الثوري" تصادر عشرات الدراجات النارية

من جهتها، صادرت مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" عشرات الدراجات النارية خلال الساعات الأخيرة، تعود ملكيتها لمدنيين في بلدة خربة التياس شرقي حمص، بذريعة أنها قد تقوم برصد المواقع العسكرية وتنفيذ عمليات اغتيال.

وذكر الناشط محمد التدمري لـ"العربي الجديد"، أن عشرات العناصر من مليشيا الحرس الثوري جابوا البلدة وأطرافها، وعمدوا إلى مصادرة كل دراجة نارية تقع عليها أنظارهم، حيث صودر خلال الحملة عشرات الدراجات النارية التي تعتبر وسيلة النقل الأساسية بالنسبة إلى أهالي البلدة، بسبب انخفاض ثمنها وتدني استهلاكها للوقود.

وأوضح أن قوات النظام السوري لم تتدخل لوقف الحملة، مشيراً إلى أنّ الدراجات المصادرة نُقلت إلى مدينة حمص، تمهيداً ربما لبيعها، علماً أن أغلبها مرخص ومسجل نظامياً في دائرة المرور التابعة للنظام السوري.

المساهمون