"قسد" تنفي منح مهلة للنظام السوري للخروج من الحسكة

"قسد" تنفي منح مهلة للنظام السوري للخروج من الحسكة

23 يناير 2021
"قسد" تواصل حملات الاعتقال في مناطق مختلفة شرقي الفرات (فرانس برس)
+ الخط -

نفى مسؤول في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم السبت، الأنباء التي جرى تداولها أخيراً، حول منح "قسد" مهلة للنظام السوري للخروج من محافظة الحسكة، شرقي البلاد.

وقال المتحدث باسم "الإدارة الذاتية" الكردية التابعة لـ"قسد"، لقمان أحمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ الإدارة لم تمنح النظام مهلة للخروج من المربع الأمني في الحسكة، كذلك فإنها لم تمنع دخول المواد الغذائية إليه، متهماً قوات النظام بالتحرش بالمدنيين في بعض المناطق.

وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت أنّ مليشيا "قسد" منحت النظام مهلة حتى 20 يناير/ كانون الثاني الجاري لسحب قواته من الحسكة، مضيفة أنّ روسيا طلبت تمديد المهلة أسبوعاً آخر.

وشهد مخيم الهول شرقي الحسكة، الذي يضمّ خليطاً من نازحين سوريين ولاجئين عراقيين وأجانب من عائلات "داعش"، اليوم السبت، عملية قتل جديدة هي الرابعة عشرة منذ بداية العام الحالي. وقالت مصادر محلية إنّ قاطني المخيم عثروا، فجر اليوم السبت، على جثة لاجئ عراقي مقتول برصاصتين بالرأس من قبل مجهولين.  

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ القوات التركية انتشرت بشكل مكثف على طريق حلب – اللاذقية (إم 4) من الجهة الجنوبية لمدينة إدلب، وسط ترقب لتسيير دورية منفردة على الطريق الدولي.

وكانت قد دخلت، أمس الجمعة، عدة آليات تركية محملة بالمعدات اللوجستية والعسكرية إلى منطقة قسطون بسهل الغاب غربي حماة، بهدف استكمال إنشاء النقطة العسكرية الجديدة في المنطقة، وتعزيزها بالعناصر والمعدات. 

وأمس الجمعة، دعت الأمم المتحدة، الجهات المسيطرة على مخيم الهول في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، لضمان أمن سكانه وعاملي الإغاثة الإنسانية فيه.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ينس لاركيه، خلال مؤتمر صحافي، إنّ مخيم الهول أكبر مخيم للاجئين والنازحين في سورية، ويضم حالياً 62 ألف شخص، 80٪ منهم من النساء والأطفال.

وأشار إلى تلقي الأمم المتحدة تقارير عن مقتل 12 شخصاً من سكان المخيم، بينهم 11 سورياً وامرأة عراقية لاجئة، في الفترة بين 1 و16 يناير/كانون الثاني الجاري، مؤكداً أنّ جرائم القتل في المخيم تشكل خطراً كبيراً على إيصال الأمم المتحدة مساعدات إنسانية ضرورية إلى سكان المخيم.

من جهة أخرى، سبّب تسرب نفطي من أنبوب ضخ رئيسي تلوث مياه نهر الجراح شرقي سورية. ويقسم نهر الجراح، الواقع شرق القامشلي بحوالى 30 كيلومتراً،  ناحية القحطانية في محافظة الحسكة إلى نصفين. 

وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك مخاوف لدى الأهالي من وصول مشتقات التسرب النفطي إلى سد مزكفت وبحيرتها التي تقع ضمن محمية طبيعية، وتضم العديد من أنواع الطيور والحيوانات والأسماك، فضلاً عن الغطاء النباتي، وتعتبر من الأماكن القليلة لترفيه السكان والخروج للطبيعة.

في تطورات أخرى، قتل مجهولون مسؤولتين في الإدارة الذاتية الكردية شرقي سورية، فيما شنّت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملات اعتقال جديدة في المنطقة. وفي شمال غرب سورية، تبادلت قوات النظام السوري القصف مع الفصائل المقاتلة في المنطقة، فيما أنشا الجيش التركي نقطتي مراقبة جديدتين في سهل الغاب بريف حماة.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ مجهولين أقدموا، مساء أمس الجمعة، على قتل امرأتين تعملان في "الإدارة الذاتية" الكردية في شرق الفرات. وأوضحت المصادر أنه عُثر على جثتي رئيسة مجلس تل الشاير سعدة الهرماس ومسؤولة الاقتصاد في المجلس إسلام لطيف الحسين على الطريق العام في منطقة الدشيشة، بعد خطفهما لمدة ساعتين، إثر اقتحام منزلهما وخطفهما بسيارة تقل 8 عناصر على الأقل.

وتبعد بلدة الدشيشة 85 كيلومتراً جنوب مدينة الحسكة، مركز المحافظة، شرقي سورية، وتشهد وضعاً أمنياً هشاً وعمليات اغتيال متكررة.

"قسد" تواصل الاعتقالات 

إلى ذلك، واصلت قوات "قسد" حملات الاعتقال في مناطق مختلفة شرقي الفرات. وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أنّ قوات "قسد" اعتقلت أكثر من 20 شاباً من أبناء قرية رويشد في ريف دير الزور الشرقي، بعد حملة دهم وتفتيش في القرية، ممن شاركوا في المظاهرات الأخيرة للمطالبة بالوقود وضد الفساد.

وذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أنّ قوة تتبع مجلسَ دير الزور العسكري التابع لـ"قسد"، بقيادة أبو علي دوشكا وحسام الجلال وأبو ليث خشام، شنت، مساء أمس الجمعة، حملة مداهمات واعتقالات في بلدات الصبحة وجديد عكيدات والعزبة وكشة وعظمان ورويشد، أدت إلى اعتقال عدد من الأشخاص، بعضهم ممن شارك في الاحتجاجات السلمية ضد الفاسدين في توزيع الوقود.

كذلك شنت "قسد" حملة مداهمات في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت عدداً من المدنيين واقتادتهم إلى جهة مجهولة. 

وكانت قوات "قسد" قد شنت حملة مداهمات في مناطق متفرقة من ريف دير الزور، في 20 الشهر الجاري، إذ داهمت قرية طيب الفال واعتقلت ثلاثة أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، كذلك داهمت منطقتي العزبة ومعيزيلة واعتقلت 8 أشخاص، بينهم عناصر سابقون من التنظيم. بالإضافة إلى ذلك، اعتُقِل شاب نازح يعمل حداداً بعد مداهمة مخيم للنازحين في قرية الصبحة.

مقتل عنصر من "حزب الله"

وفي سياق متصل، هاجم عناصر "قسد" أحد المعابر النهرية التي تستخدم للتهريب في بلدة الشحيل، وأطلقوا النار باتجاه نقاط النظام السوري في الضفة المقابلة في بلدة بقرص، وردّ عناصر النظام على النار بالمثل.

إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة، الليلة الماضية، داخل مقر لـ"حزب الله" اللبناني داخل حيّ العرضي في مدينة دير الزور، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخر بجروح بالغة، نُقل على أثرها إلى المشفى العسكري.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ مليشيا الحزب نشرت على أثر ذلك دوريات مكثفة ضمن أحياء سيطرتها في المدينة، وزادت الحواجز الأمنية بالقرب من مقراتها تحسباً لأي استهداف آخر.

تركيا تقيم نقطتي مراقبة 

وفي شمال غرب البلاد، قصفت قوات النظام السوري، فجر وصباح اليوم السبت، قرى وبلدات البارة ومحيط كنصفرة والفطيرة وبينين وفليفل في ريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت الفصائل المقاتلة مواقع لقوات النظام في قرية الملاجة وقرى وبلدات أخرى جنوبي إدلب.

وكانت القوات التركية قد أنشأت، يوم أمس الجمعة، نقطتي مراقبة جديدتين في بلدة قسطون في سهل الغاب بريف حماة.

وذكرت مصادر محلية أن الجيش التركي ثبت النقطة الأولى في مدرسة بلدة قسطون، والنقطة الثانية في تل قسطون الاستراتيجي، وسط انتشار للقوات التركية بشكل كثيف على الطريق الدولي (إم4).

وتعتبر هاتان النقطتان أولى النقاط التركية في المنطقة، حيث يأمل الأهالي أن يساعد وجودهما في الحد من القصف المتكرر على البلدة وعلى قرى سهل الغاب من جانب قوات النظام.

وتكمن أهمية تل قسطون في إشرافه على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي، ويطل على منطقة جورين، التي تعتبر من أبرز المواقع العسكرية لقوات النظام.

وتجددت الاشتباكات، الليلة الماضية، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بين فصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا وقوات "قسد"، على محاور قريتي جهبل والمشيرفة شرقي عين عيسى.