معركة البيضاء: عشرات القتلى في حرب شوارع بين الجيش اليمني والحوثيين

معركة البيضاء: عشرات القتلى في "حرب شوارع" بين الجيش اليمني والحوثيين

08 يوليو 2021
مركز مديرية الزاهر شهد الخميس حرب شوارع (Getty)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى، الخميس، في معارك طاحنة بين القوات المشتركة الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين في مركز مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء، التي تتصاعد فيها الأعمال القتالية لليوم السابع على التوالي.  

وقالت مصادر محلية وعسكرية موالية للحكومة الشرعية، لـ"العربي الجديد"، إن مركز مديرية الزاهر شهد، اليوم الخميس، حرب شوارع، عقب هجوم واسع للحوثيين لاستعادة المدينة من قبضة القوات المشتركة من الجيش والمقاومة وألوية العمالقة التي كانت قد سيطرت عليها أول من أمس الثلاثاء.  

وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثيين دفعت بمجاميع ضخمة على متن أكثر من 30 دورية عسكرية إلى مركز مديرية الزاهر، قبل أن تقوم القوات الحكومية المشتركة بمطاردتهم إلى أطراف المدينة، بعد معارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى.  

وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت، في وقت سابق من الخميس، استعادة مركز مديرية الزاهر في البيضاء، بعد عملية عسكرية بدأتها أمس الأربعاء، ونشرت لقطات لمقاتليها من داخل شوارع المدينة، لكن الجيش اليمني أعلن على الفور أن قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف السعودي "تتعامل مع مجاميع حوثية حاولت استعادة بعض المواقع التي خسرتها أخيراً بمديرية الزاهر". 

كما أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، مساء الخميس، أن قوات الجيش مسنودة بمقاومة آل حميقان وألوية العمالقة، تصدّت لهجوم معاكس نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في جبهتي الحازمية والزاهر بمحافظة البيضاء. 

وفيما أكد المسؤول اليمني أنه تمت استعادة السيطرة على كامل مركز مديرية الزاهر، بعد تسلل العشرات من عناصر المليشيات الحوثية إليه، ذكرت مصادر قبلية أن مواجهات ما زالت محتدمة في أطراف المدينة، وتحديدا في مناطق الروضة والخلوة.  

وساندت مقاتلات التحالف السعودي القوات الحكومية في معارك البيضاء، وأحصت قناة "المسيرة" الحوثية 4 غارات على مواقع الجماعة في مديريتي ناطع وذي ناعم، فضلا عن 3 غارات فقط على مديرية صرواح، غربي مأرب، التي انحسر فيها القتال بشكل لافت خلال الأيام الماضية.  

ولم تكشف القناة الحوثية عن حجم الخسائر البشرية جراء الغارات أو المعارك، لكن ناشطين موالين للحكومة الشرعية نشروا لقطات تظهر عددا من الجثث قالوا إنها لمقاتلين حوثيين في شوارع مركز مديرية الزاهر. 

في المقابل، أكدت مصادر قبلية أن معركة استعادة مركز مديرية الزاهر خلفت أيضا خسائر بشرية في صفوف القوات المشتركة الموالية للحكومة الشرعية، وخصوصا أن المواجهات دارت من مسافة صفرية.  

أبعاد سياسية للمعركة  

وخلافا لتخفيف الضغط على مدينة مأرب النفطية التي تتعرض لهجمات حوثية منذ فبراير/شباط الماضي، تحظى معركة البيضاء بكثير من الاهتمام لدى أطراف النزاع اليمني، حيث تنظر إليها الحكومة الشرعية والتحالف السعودي الداعم لها كورقة سياسية من شأنها إجبار الحوثيين على تقديم تنازلات وخفض سقف شروطهم المرتفع بالنسبة لمبادرات السلام المطروحة.  

ولمّح وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إلى ذلك بشكل ضمني، وقال خلال لقائه المبعوث السويدي إلى اليمن بيتر سيمنبي، إن محافظة البيضاء "تشهد متغيرات متسارعة على الأرض"، عقب انتصارات كبيرة لصالح الجيش الوطني والمقاومة، واسترداد عدد من المديريات والمناطق والتقدم باتجاه مركز المحافظة. 

وتعي جماعة الحوثيين خطورة حصول أي تغير في خريطة النفوذ على عملية السلام، وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام، اليوم الخميس، أن التحالف السعودي الإماراتي "يواجه في البيضاء وغيرها واقعا يستحيل تجاوزه مهما حاول"، في إشارة إلى استحالة إخضاع جماعته بالخيار العسكري مع استحداث جبهة البيضاء. 

واتهم عبد السلام الولايات المتحدة باستخدام "خطاب تكتيكي مخادع" في عملية السلام، وذلك بدعم القوات الحكومية عندما تحرز انتصارات ميدانية، والعودة للمطالبة بالاستجابة للسلام ووقف إطلاق النار عندما تتغير الحقائق على الأرض لصالح جماعة الحوثيين.  

ويشير حديث المسؤول الحوثي إلى إعلان واشنطن استئناف تقديم الدعم للقوات المسلحة اليمنية وبناء قدراتها في مكافحة الإرهاب والتطرف والتهريب غير المشروع وضمان حرية الملاحة، بعد توقف منذ أواخر 2014.  

ولم يتغير الخطاب الأميركي بشأن عملية السلام، ومساء اليوم، الخميس، اتهمت سفارة واشنطن لدى اليمن جماعة الحوثيين بـ"الإصرار على التصعيد العسكري ورفض مبادرات السلام".  

ودعت السفارة الأميركية، في تغريدة على "تويتر"، الحوثيين إلى القبول بوقف إطلاق النار والدخول في المفاوضات السياسية بشكل فوري.

المساهمون