مصر تتلقى رداً جديداً من إدارة بايدن بشأن أزمة سد النهضة

مصر تتلقى رداً جديداً من إدارة بايدن بشأن أزمة سد النهضة

09 فبراير 2021
القيادة السياسية المصرية تراهن على إحداث اختراق في موقف بايدن (إدواردو سوتيراس/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، اليوم الثلاثاء، عن تلقي القاهرة رداً من الإدارة الأميركية الجديدة، بشأن إمكانية لعب دور في حل أزمة سد النهضة، على غرار الإدارة السابقة، التي قادت وساطة، لم تكتمل، بين الأطراف الثلاثة.

وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجانب الأميركي بعث برسالة مفادها بأنّ الإدارة الحالية تعيد دراسة الأزمة برمتها للتوصل لرؤية شاملة بشأن الأزمة، وتحديد طبيعة الدور الذي من الممكن أن تشارك به".

وأوضحت المصادر أنّ الموقف الأميركي الذي اتضح عبر الرسائل المتبادلة بين الجانبين في هذا السياق، يؤكد التوصل لصيغة تضمن الأمن والسلم الدوليين، والحفاظ على الاستقرار النسبي في منطقة القرن الأفريقي.

وأضافت المصادر أنّ "القيادة السياسية المصرية، تراهن على إحداث اختراق في موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تنحاز نسبياً إلى الجانب الإثيوبي، بسبب ضغوط الكتلة ذات الأصول الأفريقية في الكونغرس التي عملت أديس أبابا على إقناعها بموقفها منذ نهاية الفترة الرئاسية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".

يأتي هذا في وقت أعرب فيه مبعوث الاتحاد الأوروبي للسودان بيكا هافيستو عن أسفه لفشل مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث إثيوبيا ومصر والسودان.

وقال هافيستو، في تصريحات صحافية، أمس الاثنين، إنه على الأطراف الثلاثة التوصل إلى اتفاق قبل الملء الثاني للسد المقرر في يوليو/ تموز المقبل، مشدداً على ضرورة أن "يتشارك السودان ومصر وإثيوبيا المعلومات والخرائط المتعلقة بسد النهضة".

وذكّر بأن الاتحاد الأوروبي يُعد أحد المراقبين في مفاوضات سد النهضة، وأكد دعمه للأطراف "للجلوس على طاولة المفاوضات مجدداً ولحلحلة الخلافات".

 

من جهته، أعلن السودان تمسّكه بتوسيع مظلة الوسطاء خلال محادثات سد النهضة، وذلك خلال لقاء وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، أمس الاثنين، مع السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم لتوضيح موقف بلاده من ملف السد الإثيوبي.

وأكد وزير الري السوداني لدى لقائه السفير الهندي وسفيرة النرويج على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة، بحسب بيان نشرته وزارة الري السودانية.

وقدم الوزير عباس شرحاً مفصلاً للتأثير السالب لأي موقف أحادي من قبل إثيوبيا بالبدء في الملء الثاني لسد النهضة، في يوليو/ تموز المقبل، حتى من دون التوصل إلى اتفاق أو تبادل البيانات.

وشدد على "ضرورة توسيع مظلة الوسطاء لتضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي أطرافاً دولية ذات وزن لتدفع بالعملية التفاوضية شبه المتوقفة".

وأشار إلى أنّ القرار الأحادي لملء السد "يؤثر بشكل مباشر على سد الروصيرص وعلى كل الحياة على النيل الأزرق خلف السد"، موضحاً أنّ هذه الخطوة تهدد حياة وسلامة نحو نصف سكان السودان على ضفاف النيل الأزرق.

وقال عباس، في تصريحات، إنّ الكهرباء التي يولدها سد مروي ستتأثر في يوليو/ تموز المقبل، بنسبة 30% للسنة المتوسطة حتى لو كان هناك اتفاق.

أما إثيوبيا فتؤكد أنها لن تقبل بأي اتفاق حول سد النهضة لا يتفق مع مضمون إعلان المبادئ الموقع في مارس/ آذار 2015.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن استمرار مصر في المفاوضات "بالصبر والثبات"، مطمئناً المصريين من المخاوف حول استمرار إثيوبيا في التفاوض، وقائلاً إنّ "مصر مستمرة في التفاوض الذي يتطلب المزيد من الوقت والإجراءات".