مسيرات وغضب شعبي في عدة عواصم بعد مجزرة المستشفى المعمداني

مسيرات وغضب شعبي في عدة عواصم بعد مجزرة المستشفى المعمداني

عواصم

العربي الجديد

avata
العربي الجديد
توقيع
17 أكتوبر 2023
+ الخط -

خرجت مظاهرات في بلدان عربية ومناطق أخرى بالعالم، مساء اليوم الثلاثاء، للتنديد بالمجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي إثر قصفه المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بقطاع غزة، ما أدى لاستشهاد أكثر من 500 فلسطيني، في حصيلة غير مسبوقة والأثقل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وحاول متظاهرون أردنيون غاضبون الوصول إلى مبنى سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الرابية غرب العاصمة عمان، بعد دعوات للاحتشاد أمامها احتجاجا على مجزرة المستشفى المعمداني.

وطالب المتظاهرون الحكومة الأردنية بطرد سفير دولة الاحتلال، روجيل راحمان، وإغلاق السفارة، فيما حاولت قوات الأمن الأردنية منع المتظاهرين من اقتحام السفارة.

ونفى مصدر أمني للإعلام المحلي ما تردد حول اقتحام إحدى السفارات في منطقة الرابية، مؤكداً أنه جرى التعامل مع مجموعة الأشخاص المحتجين الذين تجمعوا على مقربة من السفارة الإسرائيلية محاولين الوصول إليها وتم إبعادهم عن محيطها.

وانتفض الشارع الأردني غضبا بعد وصول أنباء استهداف المستشفى المعمداني في قطاع غزة والذي يأوي مئات النازحين.

من جهة أخرى، نظم "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" وقفة حاشدة مساء اليوم الثلاثاء بمنطقة العبدلي نصرة للمقاومة في فلسطين وإسنادا لأهل غزة الصامدين بوجه العدوان الإسرائيلي.

وردد المشاركون في الوقفة هتافاتٍ تطالب العالم الحر والأنظمة العربية والإسلامية بالتدخل العاجل لوقف نزيف الدم الذي يسيل في غزة على يد جيش الاحتلال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لإنقاذ آلاف الجرحى والمصابين.

كما رفع المشاركون لافتات تحيي المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني والتضحيات التي قدمها في سبيل حماية القدس والمسجد الأقصى في وجه مشاريع التقسيم والتهويد، والدفاع عن حقوقه المشروعة.

تظاهرة غاضبة في إسطنبول

كذلك تظاهر آلاف المواطنين الأتراك وأبناء الجاليات العربية والإسلامية في إسطنبول أمام القنصلية الإسرائيلية في المدينة، معربين عن غضبهم بعد مجزرة المعمداني.

ومع انتشار أخبار سقوط أكثر من 500 شهيد، توجه المتظاهرون بشكل فردي وبدعوات من قبل منظمات المجتمع المدني إلى مقر القنصلية الإسرائيلية بمنطقة ليفنت.

واتخذت السلطات الأمنية إجراءات مشددة لمنع اقتراب المتظاهرين من القنصلية، فيما حمل المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية مرددين هتافات "الموت لإسرائيل".

ومن المنتظر أن تتوسع دائرة المشاركة مع دعوات مستمرة للتظاهر بعد حالة من الغضب سادت في تركيا على جميع المستويات الشعبية والرسمية والسياسية والإعلامية، وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

ودان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قصف المستشفى، وكذلك أبرز مسؤولي الحكومة، كما صدرت تصريحات وبيانات من قادة الأحزاب السياسية المختلفة منددة بالمجزرة الإسرائيلية.

تظاهرات حاشدة في بيروت

وفي لبنان، شهد مبنى كل من السفارتين الفرنسية والأميركية في بيروت تحركات حاشدة احتجاجاً على مواقف الدولتين المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي وتضامناً مع غزة.

وقام متظاهرون برشق مبنى السفارة الأميركية في منطقة عوكر بالحجارة، وسط ترديد هتافات رافضة للتطبيع ومستنكرة للمجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.

المشهد نفسه تكرر أمام مبنى السفارة الفرنسية في بيروت، التي شهد محيطاً تحركاً غاضباً من قبل مواطنين توافدوا بكثافة إلى المكان حاملين الأعلام الفلسطينية، موجهين رسائل بأن هذه القضية هي قضية فرنسية وفرنسا جزء أساسي من الاضطهاد الحاصل، خصوصاً بدعمها الاحتلال، وسكوتها عن الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق المدنيين والأطفال.

وشهدا أيضاً مناطق عدّة في بيروت مسيرات حاشدة ترفع الأعلام الفلسطينية وهتافات تدين المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليوم وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات، بعد استهدافها المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بمدينة غزة.

تنديد مغربي بمجزرة مستشفى المعمداني

وفي المغرب خرجت مظاهرات في مدن عدة، بينما ندد نشطاء خلال وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، بالمجازر والإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والتي كان آخرها مجزرة مستشفى المعمداني.

وطالب المشاركون، في الوقفة التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، بوقف المجازر في قطاع غزة، معتبرين أن الاحتلال بلغ عدوانه الهمجي إلى استهداف المشافي وقتل الآمنين والمرضى والجرحى جراء بربريته التي تجاوزت كل الأعراف الدولية.

وردد المحتجون شعارات منددة بمجزرة المستشفى المعمداني بغزة وبالتواطؤ الأميركي والصمت العربي وبالتطبيع، وأخرى مؤيدة للمقاومة الفلسطينية.

كما رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "المغرب تنصر القدس وترفض التطبيع"، وعرفت الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها عشرات المغاربة من مختلف الأعمار، حرق العلم الإسرائيلي.

وقفة في المغرب تضامناً مع غزة (العربي الجديد)
تم إحراق العلم الإسرائيلي خلال الوقفة (العربي الجديد)

وقال الكاتب العام لـ"مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين" عزيز هناوي، لـ"العربي الجديد"، إن "المجزرة التي ارتكبها الصهاينة في غزة مساء الثلاثاء، مجزرة بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، بشراكة أميركية وبتغطية من الدول العربية"، معتبرا أن "كل دقيقة يستمر فيها القائم على مكتب الاتصال الإسرائيلي دافيد غوفربن في الرباط وصمة عار في جبين كل المغرب الرسمي والشعبي".

وتابع: "أميركا الصهيونية شريكة مباشرة في الإرهاب والقتل الجماعي الممنهج لأطفال ونساء غزة. كما أن الذين قاموا بتبييض التطبيع بقضية الصحراء المغربية يمكنهم الآن الاستمتاع بدماء وأشلاء مئات الأطفال والنساء في هولوكوست غزة الشهيدة".

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية المغربية، ليل الثلاثاء، أن المملكة المغربية تدين بشدة "قصف القوات الإسرائيلية مستشفى المعمداني في قطاع غزة وما خلفه من ضحايا بالمئات من بين الجرحى والمصابين".

مسيرات ليلية في تونس تنديدا بالمجزرة

خرج آلاف التونسيين في مسيرات ليلية في العاصمة ومحافظات صفاقس وبنزرت والقيروان وقابس ومدينة جربة تنديدا بالقصف الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة، مؤكدين دعم غزة ومطالبين بطرد السفير الفرنسي من تونس.

ورفع المحتجون شعارات: "مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة"، و"شعب غزة لا يهان"، و"الدم العربي واحد"، و"الشعب يريد طرد السفير".

وشارك عدة تونسيون ومنظمات ومكونات من المجتمع المدني والأحزاب في المسيرة التي انتظمت بشارع بورقيبة بالعاصمة تونس، وصولاً إلى سفارة فرنسا.

مسيرة بتونس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي (العربي الجديد)
المحتجون يطالبون بطرد السفير الفرنسي (العربي الجديد)

وقال الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، لـ"العربي الجديد": "إثر العدوان الغاشم الذي جد في غزة واستهدف مستشفى ومدنيين ومرضى، فإن الجماهير الشعبية انتفضت بكل عفوية وجابت شارع بورقيبة تنديدا بهذا العدوان الغاشم".

وأضاف المغزواي أن "دعم المقاومة الصامدة مستمر وقد ألحقت هذه المقاومة خسائر بالعدو يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) وكبدته هزائم إستراتيجية وعسكرية، ومعركة تحرير فلسطين ليست معركة الفلسطينيين فقط، بل هي معركة كل العرب".

وبين أن "المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات وعلى الجميع المساهمة في المعركة لدحر العدو"، مضيفا أن "الناس هبوا من كل مكان واستجابوا لدعم القضية الفلسطينية".

وقال الناشط السياسي لسعد حمدي إن "الشعب التونسي انتفض تلقائيا دون تأطير من أحد، ولكن جمعته القضية الفلسطينية"، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد": "الشعوب التي تحترم الإنسانية لا يمكن أن تكتفي بالصمت"، مشيرا إلى أن "الشعب التونسي انتقض من الشمال إلى الجنوب من أجل الثكالى والأطفال وكل الذين استشهدوا في مستشفى غزة ومن أجل الدم الفلسطيني".

وأضاف المتحدث ذاته أن "العزة للمقاومة والخزي لبعض الأنظمة العربية التي لا تدافع عن حق الفلسطيني"، مؤكدا أنه "عاش عقودا في انتظار هذه اللحظة التاريخية التي ينتصر فيها الفلسطينيون وأن ساعة النصر دقت".

 وأكدت مواطنة تدعى فتحية أن "الشعب الفلسطيني سينتصر والشعب العربي الأبي سيبقى صامدا"، مؤكدة أن "التونسيين مع فلسطين وكذلك عدة شعوب من العالم باتت مع الحق الفلسطيني".

وقالت الخمسينية منية إنها "كانت تتمنى لو أن تونس قريبة من فلسطين ولهما نفس الحدود ليهب الشعب إلى غزة فالشباب لن يتوانوا في دعم فلسطين"، فيما أشار محتج أخر يدعى محمد إلى أنه "لابد من حلول عاجلة وتحرير كامل لفلسطين".

وقفات تضامنية ليلية في مدن جزائرية عقب المجزرة

خرجت جماهير جزائرية غاضبة الليلة في العاصمة وعدة مدن في مسيرات ووقفات عفوية في أعقاب القصف الإسرائيلي الدموي على المستشفى المعمداني في غزة.

وتجمع المئات من المتظاهرين في وسط مدينة وادي سوف، ورددوا هتافات مؤيدة للمقاومة وللشعب الفلسطيني ومنددة بالتواطؤ الغربي مع إسرائيل.

وفي العاصمة جرت محاولات لتنظيم وقفات محدودة في ساحة الشهداء وسط العاصمة، وقرب مقر حركة مجتمع السلم، لشجب العدوان الإسرائيلي على غزة، وإظهار الإسناد الكامل للشعب الفلسطيني والسكان في غزة، وتم بسبب الدعوة إلى التظاهر توقيف الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري.

وفي مدن سطيف (شرق) ووهران (غرب) وغرداية (وسط)، نُظمت وقفات تضامنية دعما للشعب الفلسطيني ورفضا للعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه