مسؤول سعودي يكشف دور الرئيس الصيني في تسهيل الاتفاق مع إيران

مسؤول سعودي يكشف دور الرئيس الصيني في تسهيل الاتفاق مع إيران

15 مارس 2023
المسؤول: الرئيس الصيني أعرب عن رغبته في أن تكون الصين جسرا بين السعودية وإيران (Getty)
+ الخط -

أفاد مسؤول سعودي، اليوم الأربعاء، بأن الزعيم الصيني شي جين بينغ عرض على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نهاية العام الماضي التوسط لتحقيق مصالحة بين المملكة وإيران، مما أدّى بالنهاية إلى اتفاق إنهاء القطيعة.

وكانت طهران والرياض قد أنهتا، الجمعة الماضي، سبع سنوات من القطيعة في بيان ثلاثي مع الصين، بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها بكين من 6 إلى 10 مارس/ آذار الحالي.

وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أن المحادثة الأولية بين الزعيم الصيني وولي العهد الأمير محمد بن سلمان جرت خلال لقاءات ثنائية في قمة بالرياض في ديسمبر/ كانون الأول.

وتابع أن "الرئيس الصيني أعرب عن رغبته في أن تكون الصين جسرا بين المملكة العربية السعودية وإيران. ورحب سمو ولي العهد بذلك"، مضيفا أن الرياض ترى أن بكين في وضع "فريد" حاليا لتوسيع نفوذها في الخليج.

وقال المسؤول: "بالنسبة لإيران على وجه الخصوص، تحتل الصين المرتبة الأولى أو الثانية في ما يتعلق بشركائها الدوليين. وبالتالي فإن النفوذ مهم في هذا الصدد، ولا يمكن أن يكون لديك بديل مماثل في الأهمية".

وقد أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس لمحادثات الأسبوع الماضي في بكين.

وتضمّن ذلك تبادل آراء موجز بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن أواخر ديسمبر/كانون الأول، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير/ شباط.

وقال المسؤول إن دور الصين يرجّح أن يساعد على صمود بنود الاتفاق، واصفا الدولة الآسيوية بأنّها "مساهم رئيسي في أمن واستقرار الخليج".

وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهدًا لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في "الشؤون الداخلية".

وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة، رغم توتر هذه العلاقة بسبب قضايا من بينها سجل المملكة في مسألة حقوق الإنسان وخفض إنتاج النفط الذي أقرته منظمة "أوبك +" العام الماضي.

وقال المسؤول السعودي: "الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان للغاية، ونأمل بالتأكيد ألا نكون طرفا في أي منافسة أو نزاع بين القوتين"، مشددا على أنّه تم إطلاع المسؤولين الأميركيين قبل سفر الوفد السعودي إلى بكين وقبل الإعلان عن الاتفاق.

جلسات مكثفة وقضايا شائكة

في بكين، شهدت المحادثات بحسب المسؤول السعودي "خمس جلسات مكثفة للغاية" حول القضايا الشائكة بما في ذلك الحرب في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا دعما للحكومة فيما تدعم طهران الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأوضح المسؤول أن المحادثات أسفرت عن "التزامات ملموسة" بشأن اليمن لكنه لم يكشف عنها.

وتابع أن "إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات بدون طيار وأشياء أخرى. لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وينبغي أن تفعل الكثير"، مضيفا أن على إيران وقف "إمداد الحوثيين بالسلاح"، وهي تهمة تنفيها طهران.

وقال المسؤول إن الرياض تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة التي انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الفصائل اليمنية.

وأوضح: "نحن نتشارك أيضًا في حدود طويلة مع اليمن، وبالتأكيد لن نتسامح مع أي تهديد لأمننا من أي مكان. يمكن لإيران ويجب أن تلعب دورًا رئيسيًا في الترويج لذلك ونأمل أن تفعل ذلك".

وقال إن محادثات بكين شهدت أيضا تجديد التزام الجانبين بعدم مهاجمة بعضهما البعض في وسائل الإعلام، لكنّه أشار إلى إن السعودية ليست من يوجه قناة "إيران انترناشونال"، وهي قناة باللغة الفارسية مقرها لندن وتعتبرها طهران "منظمة إرهابية" وقد اتّهمت السعودية بتمويلها.

وتابع: "ليست وسيلة إعلامية سعودية ولا علاقة لها بالسعودية"، مشيرا إلى أن الخطوة التالية في تنفيذ اتفاق التقارب هي اجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.

دور روسي أيضاً

وفي وقت سابق اليوم، كشفت مصادر مطلعة على حيثيات الاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات، عن أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ناقش مع القيادة الروسية المباحثات مع السعودية قبل التوصل للاتفاق.

ولفتت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" إلى أن شمخاني كان قد بحث مع القيادة الروسية، خلال زيارته إلى موسكو مطلع الشهر الماضي، طلب الصين التوسط بين طهران والرياض لاستئناف العلاقات، والمباحثات المرتقبة في بكين، والتي توجت باتفاق لاستئناف العلاقات.

وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن روسيا رحبت بالأمر، وأنها لعبت الدور في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية. وأكدت أن "الاتفاق بين إيران والسعودية حدث شرقي بامتياز"، مشيرة إلى أن بحث شمخاني، الطلب الصيني في روسيا، "يظهر الأبعاد الشرقية للاتفاق" في بكين بين طهران والرياض.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون