مركز دراسات روسي: تراجع في تبعية العالم العربي للولايات المتحدة
مركز دراسات روسي: تراجع في تبعية العالم العربي للولايات المتحدة
اعتبر مركز دراسات روسي في تقرير بعنوان "التوجهات الإقليمية في الشرق الأوسط: الديناميكية السياسية والاقتصادية"، أوردت صحيفة "فيدوموستي" الروسية مقتطفات منه، اليوم الاثنين، أن الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو دفعتا عدداً من بلدان العالم العربي إلى تنويع علاقاتها الخارجية والحد من التبعية للولايات المتحدة.
وقال "المجلس الروسي للشؤون الدولية"، الذي يعرف نفسه بأنه منظمة غير ربحية معنية بدعم اتخاذ القرار في مهام السياسة الخارجية، إن عامي 2022 و2023 شهدا تراجعاً لأهمية بلدان العالم العربي بالنسبة إلى الغرب، مرجعين ذلك على وجه الخصوص إلى تحول الولايات المتحدة إلى دولة مكتفية ذاتياً في مجال الطاقة بفضل "الثورة الصخرية" وتوجهها نحو إنتاج النفط الصخري منذ بداية القرن الحالي.
وأوضح معدو التقرير أن هذا التحول كان أحد أسباب إعادة النظر في العلاقات الأميركية السعودية وسياسات واشنطن في المنطقة، فيما أدركت السلطات السعودية هي الأخرى أن اعتمادها على الولايات المتحدة مفرط لاسيما في مجال التكنولوجيا والأسلحة والدولار الأميركي كوحدة حسابات النفط.
وعلاوة على ذلك، قللت بلدان العالم العربي اعتمادها على إمدادات المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا مقابل زيادة الاعتماد على الهند وروسيا، وفق التقرير.
ومع ذلك، أقر المجلس الروسي بأن الولايات المتحدة وبلدان غرب أوروبا تبقى حتى الآن المورد الرئيسي للمعدات والتكنولوجيا إلى بلدان المشرق الإسلامي، متوقعاً في الوقت نفسه أن الاعتماد على واشنطن سيتراجع مع الانتقال التدريجي للمركز التكنولوجي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وبالتزامن مع ذلك، باتت بلدان الشرق الأوسط تبدي اهتماماً بالأسلحة الروسية والصينية والتركية، إذ قام وفد كبير تابع لمؤسسة "روس تيخ" التكنولوجية الحكومية الروسية بزيارة إلى السعودية في نهاية مايو/أيار الماضي، واستعرض خلاله قدرات المروحيات والشاحنات والأسلحة النارية أمام الجانب السعودي.
وفي وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، توجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى منطقة الخليج في جولة استغرقت يوماً واحداً فقط وشملت الإمارات والسعودية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية لم تنضم إلى أي عقوبات غربية ضد روسيا، بل تواصل موسكو تطوير علاقاتها التجارية والاستثمارية مع بلدان العالم العربي، ولعل في مقدمتها الإمارات التي بلغ حجم التبادل التجاري معها 9 مليارات دولار في العام الماضي قابلة لمزيد من الارتفاع هذا العام، ناهيك عن تحولها إلى إحدى الوجهات الرئيسية للاستثمارات السياحية الروسية.
