مراهقون أوكرانيون يحفرون خنادق لتبديد مخاوفهم من غزو روسي محتمل

مراهقون أوكرانيون يحفرون خنادق لتبديد مخاوفهم من غزو روسي محتمل

15 فبراير 2022
مراهقون يحفرون خنادق على هضبة مطلّة على بحر آزوف في جنوب شرق أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

يرى الأوكراني ميخائيلو أنوبا البالغ 15 عامًا، كوابيس عن غزو روسي لبلاده خلال نومه. وللتخلّص من الكوابيس، يحفر أنوبا خنادق على هضبة مطلّة على بحر آزوف في جنوب شرق أوكرانيا ستساعد الجنود الأوكرانيين في حال شنّت روسيا هجوماً.

ويرتدي ميخائيلو زيّ تمويه خاصًا بقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قدّمه له والده بالتبني، وهو تلميذ في مركز إعادة تأهيل لليتامى وأطفال الشوارع والمناطق الفقيرة يقع في تشيرفوني، قرب ميناء ماريوبول الإستراتيجي.

ويقول "عندما قال أبونا، القسّ، إن بوتين قد يجتاحنا، بدأتُ أرى كوابيس، أفكّر في ذلك حتى قبل النوم". ويضيف "في حال اجتاحت روسيا أوكرانيا، قد تبدأ ذلك من ماريوبول"، إذ إن هذه المدينة تقع قرب خط الجبهة الفاصل بين الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية وتلك التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا المدعمون من موسكو، في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

عام 2014، تعرّضت المدينة لهجمات متكررة في الأشهر الأولى من النزاع بين كييف والانفصاليين الذين كانوا يحاولون السيطرة على مرفئها. ويمكن من تشيرفوني، عندما يكون الطقس مشمسًا، رؤية سفن روسية تقوم بمناورات في بحر آزوف.

ويعتبر ميخائيلو أن "هذه الخنادق ستكون مفيدة للعسكريين الأوكرانيين" مضيفًا "لقد حفرناها لمساعدة الجنود، اليوم نعززها. هذا واجبنا حاليًا".

وبدأ المراهقون بقيادة مدير المركز القسّ غينادي موخنيكو (53 عامًا)، وهو الأبّ بالتبني لبعض منهم، في بناء تحصينات منذ عامين، بعدما أطلق الجيش الروسي النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، على سفن أوكرانية كانت تحاول الوصول إلى ماريوبول عبر مضيق كيرتش.

غرف مطلّة على مناطق النزاع
يقول ستانيسلاف كابانوف، وهو قسيس في الجيش الأوكراني يبلغ 41 عامًا ومسؤول في مركز الأطفال اليتامى حيث يعيش ميخائيلو، "نحن جميعًا هنا في ماريوبول، في وضع خطير"، فيما يبدو خلفه نحو عشرة مراهقين ينظّفون خندقًا على شاطئ البحر.

ويتابع غينادي موخنيكو "الأطفال يضحكون، ويلعبون، لكنهم من الداخل خائفون. لقد أمضوا كلّ فترة طفولتهم خلف الجنود. منذ ثماني سنوات، يرون من غرفهم خطّ الجبهة".

في المجمل، يستقبل مركز "ريسبوبليكا يبلغريم" 40 طفلًا. يؤكد القساوسة أنه في حال حصل هجوم، سيكون الأطفال أول من يتمّ إجلاؤهم. في الانتظار، يتلقّون دورات إسعافات أولية ويساعدون العسكريين في بناء تحصينات.

وفي قاعة كبيرة في وسط المركز، حيث ثُبّتت أعلام أوكرانيا والولايات المتحدة على أغلفة قذائف، يعطي القس غينادي موخنيكو التعليمات للأطفال. ويقول "اليوم، سنحصّن الكهوف، وسنشتري قوارير غاز وسنضع خطة إجلاء. كل واحد منكم يجب أن يحضّر حقيبة صغيرة يضع فيها أغراضًا أساسية ووثائق. سأتفقدها هذا المساء".

ويضيف الرجل الذي يرتدي قميصًا أسود كُتبت عليه كلمة "حرية"، أن "الوضع خطير جدًا. لكن سنكون مستعدّين".

ويقف الأطفال على شكل دائرة، يمسكون أيدي بعضهم البعض ويصلّون من أجل السلام. بعد اختتام الصلاة بكلمة "آمين"، ينطلقون مجدّدًا للاستعداد للحرب فيحصّنون النوافذ بأكياس رملٍ ويحفرون خنادق.

(فرانس برس)

المساهمون