محكمة أميركية تستدعي بن سلمان والقحطاني عبر "واتساب"

محكمة أميركية تستدعي بن سلمان والقحطاني عبر "واتساب"

30 أكتوبر 2020
محمد بن سلمان تسلم استدعاء المحكمة(Getty)
+ الخط -

استدعت محكمة واشنطن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و9 سعوديين آخرين بالإضافة لمؤسسة "مسك" الخيرية، في الدعوى القضائية التي رفعها المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري ضدهم، عبر تطبيقي "واتساب" و"سيغنال"، بحسب وثائق المحكمة التي حصلت شبكة "سي أن أن" الأميركية على نسخة منها ونشرتها أمس، الخميس.
وأظهرت وثيقة لمحكمة واشنطن، بتاريخ أمس الخميس، 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أنها أرسلت مذكرة ورسائل استدعاء للأمير محمد بن سلمان عبر "واتساب" باللغتين العربية والإنكليزية، في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها الشبكة الأميركية صورة عن المحادثة على "واتساب"، تظهر وصولها واستلامها من المرسل إليه.
وأرسلت المذكرة تحديداً الساعة الرابعة وخمس دقائق عصراً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة (الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت السعودية)، وشاهدها المرسل إليه بعد وصولها بنحو 20 دقيقة.

الصورة
وثائق سي أن أن بن سلمان

كما وجهت المحكمة مذكرات استدعاء أيضاً إلى مؤسسة "مسك" الخيرية و9 أشخاص سعوديين مدعى عليهم، بينهم بدر العساكر وسعود القحطاني وأحمد عسيري، عبر تطبيقي "واتساب" و"سيغنال"، بحسب الوثائق التي عرضتها شبكة "سي أن أن".

الصورة
وثائق سي أن أن بن سلمان 2

وكان خالد الجبري، نجل سعد الجبري، قد أكد في شهر أغسطس/آب الماضي، أن والده أقام دعوى قضائية ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعدما فشلت مساعيه على مدار 3 سنوات في استخدام كل وسائل "الدبلوماسية الهادئة والمصالحة" مع الحكومة "من دون فائدة".
وكان الجبري اليد اليمنى لوليّ العهد السعودي السابق محمد بن نايف، ويعتبر اليوم أبرز المطلوبين لمحمد بن سلمان.
وشغل الجبري، الموجود حالياً في كندا بعدما انتقل إليها من الولايات المتحدة تحسباً لاحتمال تسليمه إلى السعودية، مناصب عدة على مدى عقود. وفضلاً عن كونه وزير دولة سابقاً وعضواً في مجلس الوزراء، فإنه كان المسؤول الأول عن جهاز الاستخبارات السعودي أثناء تولي الأمير محمد بن نايف مقاليد وزارة الداخلية قبل سنوات، إضافة إلى عمله مستشاراً أمنياً وحلقة وصل بين الأمير محمد بن نايف وأجهزة الاستخبارات الغربية.
وذكر خالد الجبري، في مقابلة خاصة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، في أغسطس، أن أسرته واجهت "حملة إرهابية غير قانونية عابرة للحدود"، كانت تسعى إلى قتل والده وأخذ شقيقيه (عمر وسارة)، المحتجزين في السعودية حاليًا، كـ"رهائن".

 

وكشف الجبري عن أنه كان هناك تهديد مماثل لحياة والده "قبل أسبوعين"، وأن أجهزة الاستخبارات في كندا وأميركا كانت مطلعة على ذلك. وتابع: "في النهاية، دُفعنا إلى السعي للمحاسبة والعدالة من خلال (رفع قضية أمام) محكمة اتحادية أميركية، ونأمل أن تساعدنا القضية الحالية في إنهاء هذا العذاب، وحرية عمر وسارة ولمّ شملهما معنا وحماية والدي، ونهاية الكابوس لعائلتي".
وقال خالد الجبري، عن الدعوى القضائية المقامة من قبل والده: "نحن نحب السعودية، وليست لدينا أجندة.. نأمل أن يأتي الطرف الآخر إلى الطاولة، وأن يأتوا من أجل الدفاع عن هذه المزاعم. لا داعي لخطف الأبناء أو إرسال فرق الاغتيال".
وجاء في الدعوى القضائية، وفق ما كشفته صحيفة "ذا ستاندرد" الكندية، أن فرقة اغتيال خاصة تُعرف باسم "فرقة النمر" أرسلت إلى تورنتو الكندية، حيث يقيم الجبري، بعد أيام قليلة من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول، الذي تواصل السلطات السعودية إنكارها ضلوع بن سلمان فيه.

وبحسب الصحيفة، فإن فرقة الاغتيال تعقّبت الجبري إلى كندا بعد زرع برنامج تجسس في هاتفه. وبحسب فحوى الوثيقة القضائية، فإن فريق الاغتيال حمل معه "حقيبتين من أدوات الطب الشرعي، بالإضافة إلى عنصر متخصص في تنظيف مسرح الجريمة، ومدرب في قسم الأدلة الجنائية تماماً، مثل أخصائي الطب الشرعي الذي كان مسؤولاً عن تقطيع جثة خاشقجي بمنشار عظام". وتضيف الوثيقة أن أفراد الخلية حاولوا دخول كندا متخفّين، "عبر السفر من خلال فيزا سياحية، ومحاولة الدخول عبر أكشاك مختلفة".
ووفقًا للدعوى أيضاً، فقد نشر بن سلمان "شبكة عملاء سريين" في الولايات المتحدة، في محاولة منه لتعقب مكان الجبري، وقد احتك هؤلاء في أكثر من مناسبة بنجل الجبري وأصدقائه في بوسطن.
وتضاف محاولة الاغتيال المذكورة إلى سلسلة محاولات فاشلة أخرى لتعقّب الجبري منذ عام 2017، بدأت بمراسلات مباشرة من بن سلمان نفسه لإقناع الأخير بالعودة، عبر إغرائه بـ"وظيفة كبيرة" تارة، ومحاولة إقناعه بوجود مسألة حساسة تخص بن نايف وتتطلب وجوده في البلاد لأخذ مشورته؛ ثمّ تبعت ذلك محاولة استدراجه من خلال صديق قديم له التقاه في كندا، وحاول إقناعه بالعودة إلى إسطنبول "ليكون قريباً من عائلته"؛ ثمّ سعت السلطات السعودية لاستعادته عبر "إنتربول"، ثم اعتقلت ابنيه اللذين بقيا في السعودية واحتجزتهما كرهينتين للضغط عليه.