محاولة اغتيال الكاظمي: القوى الحليفة لإيران بين التشكيك والإدانة

محاولة اغتيال الكاظمي: القوى الحليفة لإيران بين التشكيك والإدانة

07 نوفمبر 2021
انتشار قوات الأمن العراقي على مداخل المنطقة الخضراء عقب محاولة الاغتيال (فرانس برس)
+ الخط -

تباينت ردات فعل القوى الحليفة لإيران التي تقود منذ أسابيع حراكاً رافضاً لنتائج الانتخابات، إزاء محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها فجر اليوم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بين التشكيك في محاولة الاغتيال وإدانتها.

وشكك زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، عبر بيان، في العملية، معتبرًا إياها "محاولة لخلط الأوراق".
وقال الخزعلي "بعد مشاهدتنا صور الانفجار الذي حصل في منزل رئيس الوزراء، وملاحظة عدم وقوع ضحايا، فإننا نؤكد ضرورة التحقق منه من قبل لجنة فنية متخصصة وموثوقة، للتأكد من سببه وحيثياته، فإذا لم يكن انفجارًا عرضيًا أو ما شابه، وكان استهدافًا حقيقيًا، فإننا ندين هذا الفعل بكل صراحة".

pic.twitter.com/n36eIMuTtW

— قيس الخزعلي (@Qais_alkhazali) November 7, 2021

وشدد الخزعلي على ضرورة البحث عن منفذي المحاولة ومعاقبتهم وفق القانون، مشيرًا إلى أنها محاولة لخلط الأوراق على "جريمة قتل المتظاهرين والاعتداء عليهم وحرق خيمهم"، مشيرًا إلى تحذيراته التي أطلقها قبل أيام حول نية "أطراف مرتبطة بجهات مخابراتية قصف المنطقة الخضراء وإلقاء التهم على فصائل المقاومة".

وقبل ساعات من الهجوم، أطلق الخزعلي تهديدات مباشرة لرئيس الحكومة الكاظمي، وذلك تعليقًا على المواجهات بين قوات الأمن وأنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات.
من جانبه، دان زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي محاولة اغتيال الكاظمي، مشيرًا إلى أن هذا العمل مرفوض ويهدف إلى تصعيد الوضع الأمني العام.
ودعا في تغريدة له إلى "معالجة الأمور بحكمة وروية بعيدًا عن العنف"، مشددًا على "ضرورة الشعور بالمسؤولية ومنح العقلاء من السياسيين فرصة معالجة الأمور بعيدًا عن ردود الفعل المتشنجة".

ان استهداف منزل السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عمل مرفوض ومدان فهو تصعيد في الوضع الأمني العام الذي يعاني من تحديات وخروقات متزايدة. إننا ندعو إلى معالجة الامور بحكمة وروية بعيدا عن العنف وندعو إلى الشعور بالمسؤولية والهدوء..

— Nouri Al-Maliki (@nourialmalikiiq) November 7, 2021

وأكد أهمية "استمرار التحقيقات النزيهة في أحداث الأيام الماضية من قتل المعتصمين واستخدام مفرط للقوة"، مشيرًا إلى أن "واجب الجميع إبعاد أجواء التوتر الأمني والالتزام بالأساليب الديمقراطية الدستورية".

بدوره، وصف زعيم تحالف "النصر" حيدر العبادي محاولة الاغتيال بـ"المشبوهة"، وقال في تغريدة له "أدين الاعتداء المشبوه الذي استهدف الكاظمي، وأدعو للحذر من خلط الأوراق"، مبينًا أنه "بالأمس قُتل المتظاهرون السلميون، واليوم استهداف رئيس الوزراء، لسنا في ساحة قتال يا سادة. المرحلة حرجة، واليقظة وضبط النفس ضرورة، والحوار والتفاهم والتضامن غدت قضايا وجودية للدولة".

أدين الإعتداء "المشبوه" الذي استهدف السيد الكاظمي، وأدعو للحذر من خلط الأوراق؛ بالامس قتل المتظاهرين السلميين واليوم استهداف رئيس الوزراء، لسنا في ساحة قتال يا سادة!! المرحلة حرجة، واليقظة وضبط النفس ضرورة، والحوار والتفاهم والتضامن غدت قضايا وجودية للدولة.. حمى الله العراق وأهله

— Haider Al-Abadi حيدر العبادي (@HaiderAlAbadi) November 7, 2021

أما رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم، فحذّر من خطورة محاولة الاغتيال، قائلًا في بيان له إن "استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر، ومن شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسمعة العراق أمام الرأي العام العالمي".
وأضاف أن "استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد يمثل تطورًا خطيرًا ينذر بأحداث أخطر إذا لم يتدارك العقلاء وأصحاب القرار تداعياتها، ويخاطر بالمنجزات التي تحققت على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي".

بدوره، اتهم زعيم تحالف "الفتح"، الذي يمثل الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري زعيم التحالف من وصفهم بـ"طرف ثالث"، في الوقوف وراء العملية، وعلى غرار زعماء فصائل مسلحة شككوا في العملية طالب بـ "التحقيق في الموضوع والتثبت من الحقائق وكشف من يقف وراء ذلك ومحاسبته أيًا كان".

وختم العامري، "نحذر من أنّ طرفًا ثالثًا يقف وراء الحدث من أجل خلط الأوراق وخلق الفتنة".

طائرات مفخخة أُطلقت من قرب المنطقة الخضراء

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية، أن محاولة الاغتيال جرت بثلاث طائرات مسيرة، وأن القوات الأمنية تمكنت من إسقاط اثنتين منها، إذ قال مدير إعلام الوزارة اللواء سعد معن، في تصريح لقناة العراقية الرسمية، إن "محاولة الاغتيال تمّت من خلال 3 طائرات مسيرة، أسقطت اثنتان منها، أما الثالثة فقد هاجمت منزل رئيس الوزراء".

وأكد "فتح تحقيق واسع، فضلًا عن تشكيل فرق عمل كاملة تعمل على تسخير جميع الموارد والجهود للوصول للجناة من خلال متابعة وتحديد الكاميرات ومناطق الانطلاق، فضلًا عن الآلية المستخدمة".

ويشرف على اللجنة جهاز المخابرات العراقي إلى جانب مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، والفريق أحمد أبو رغيف مسؤول وكالة الاستخبارات بوزارة الداخلية، ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عبد الأمير يار الله، إلى جانب قيادات أمنية وعسكرية أخرى أبرزها الفريق أحمد سليم قائد عمليات الجيش في بغداد.

وحسب مصادر أكدت لـ"العربي الجديد"، فإن قيادة العمليات المشتركة في بغداد ستصدر مساء اليوم موقفا جديدا يتضمن آخر تفاصيل محاولة الاعتداء التي اعتبرتها "عملية إرهابية تستهدف حياة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".

قيادة العمليات المشتركة في بغداد ستصدر مساء اليوم موقفا جديدا يتضمن آخر تفاصيل محاولة الاعتداء

وأظهرت صور للأمن العراقي تداولتها وسائل إعلام عراقية محلية عمليات رفع مقذوف حربي غير منفلق على سطح منزل الكاظمي، إضافة إلى صور لطائرتين مسيرتين تم إسقاطهما من قبل الأمن العراقي.

وكشفت مصادر أمن عراقية في بغداد لـ"العربي الجديد"، أحدها ضابط في استخبارات وزارة الدفاع عن أن اللجنة المكلفة بالتحقيق ستقدم تقريرها الأولي خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة للرأي العام العراقي حيال محاولة اغتيال الكاظمي.

وأكدت أن التحقيقات الأولية لجهاز الأمن الوطني يؤكد أن الطائرات المفخخة التي استهدفت منزل الكاظمي مماثلة لنسخ أخرى استخدمت في تنفيذ هجمات على مصالح أميركية آخرها في الخامس من يوليو/ تموز الماضي على السفارة الأميركية في بغداد.

وتابع أن التحقيقات الحالية تشير إلى أن الطائرات المستخدمة في الهجوم "مجهزة لجعلها قادرة على حمل شحنات متفجرة وتعرف بأنها بدائية التوجيه بمعنى أنه لا يمكن التحكم بها إلا داخل نطاق لا يزيد على 5 كم، ما يجعل فرضية إطلاق الطائرة من على مقربة من المنطقة الخضراء هي الأقرب حاليا"؟

وكشف عن "عرض مسؤولين أميركيين المساعدة بالتحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي، لكن الجانب العراقي ولحساسية الموقف من جهة كون الطرف المتهم هي الفصائل المسلحة المدعومة من إيران اعتبر أنه يقوم بما ينبغي للتوصل إلى الحقيقة".

ورفع الأمن العراقي مقذوفا حربيا من ضمن المقذوفات التي ألقيت على منزل الكاظمي ولم يتفجر، وأظهرت لقطات لأفراد الدفاع المدني وهم يفجرون المقذوف وسط نهر دجلة على الجهة المقابلة لمنزل رئيس الوزراء العراقي.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن للقناة الحكومية الرسمية (العراقية)، إن تحقيقا واسعا وفرق عمل كاملة بدأت الوصول إلى الجناة من خلال متابعة مناطق الانطلاق والآلية المستخدمة في محاولة الاغتيال، وأكد معن وقوع إصابات بين بعض الموجودين في منزل الكاظمي من أفراد الحماية جراء محاولة الاغتيال، مشيرا إلى أنهم يتلقون العلاج. فيما أكد المتحدث العسكري باسم الكاظمي، اللواء يحيى رسول أن الأوضاع الأمنية مستقرة في المنطقة الخضراء.