مجموعة السبع تعارض العسكرة الصينية في آسيا والمحيط الهادئ وبكين تحتج

مجموعة السبع تعارض "العسكرة" الصينية في آسيا والمحيط الهادئ.. وبكين تحتج

20 مايو 2023
عبّرت المجموعة عن سلسلة من المخاوف (جوناثان أرنست/فرانس برس)
+ الخط -

شدّد قادة دول مجموعة السبع، اليوم السبت، على أنهم يعارضون "أنشطة العسكرة" التي تمارسها الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لكنهم أكّدوا أيضاً إرادتهم بناء "علاقات بنّاءة ومستقرة" مع بكين.

وفي بيان صدر خلال لقاء القادة في هيروشيما، عبّرت المجموعة عن سلسلة من المخاوف بشأن الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للصين، لكنها عمدت أيضاً إلى إبقاء الباب مفتوحاً أمام التعاون وتجنب تأجيج التوترات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومجموعة السبع واليابان.

وقالت مجموعة السبع: "نحن مستعدون لبناء علاقات بنّاءة ومستقرة مع الصين، ونحن مدركون أهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا مباشرة".

وأضافت: "إن مناهج سياستنا ليست مصممة لإلحاق الضرر بالصين، ولا نسعى لإحباط تقدّم الصين الاقتصادي وتنميتها"، مشيرة إلى أن المجموعة لا تعمل على "فصل (اقتصاداتها عن الصين) ولا تتقوقع على نفسها".

مع ذلك، أوضح البيان مخاوف الكتلة واسعة النطاق بشأن استعداد بكين لتطبيق تدابير تجارية في النزاعات الدبلوماسية وتصميم مجموعة السبع على تقليل المخاطر عبر إضعاف النفوذ الصيني على سلاسل التوريد الحساسة.

وتابع البيان: "تتطلّب المرونة الاقتصادية التخلص من المخاطر والتنويع". وتعهدت المجموعة "بتقليل التبعيات المفرطة في سلاسل التوريد الحيوية لدينا".

وحذر البيان من "العسكرة" الصينية في بحر الصين الجنوبي، مشدداً على أن "السلام والاستقرار" في مضيق تايوان "أساسيان" للأمن العالمي.

ودعت الصين إلى "الضغط على روسيا لتوقف عدوانها العسكري ولتسحب فوراً وبشكل كامل وغير مشروط قواتها من أوكرانيا".

الصين تحتج لدى اليابان

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم السبت، إن بكين تعارض بشدة البيان المشترك لمجموعة السبع وأبلغت اليابان، مستضيفة القمة، بذلك.

وأضافت الوزارة في بيان أنها قالت لليابان إن مجموعة السبع تجاهلت مخاوف الصين ووجهت انتقادات لها، وأقحمت نفسها في شؤونها الداخلية، بما في ذلك قضية تايوان.

وأفاد البيان بأن الصين عبرت عن انزعاجها البالغ وسجلت اعتراضها الشديد لدى اليابان.

بدورها، حذرت سفارة الصين في بريطانيا دول المجموعة، اليوم السبت، من أن أي أقوال أو أفعال تضر بمصالح بكين ستقابل "بإجراءات مضادة قوية وحازمة".

وفي موسكو، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، أن القرارات التي اتخذت في قمة السبع، تهدف إلى "احتواء" روسيا والصين.

وقال لافروف في اجتماع متلفز: "انظروا إلى القرارات التي نوقشت واتخذت اليوم في قمة مجموعة السبع في هيروشيما، وتهدف إلى احتواء كل من روسيا والصين".

لقاءات على هامش القمة

وخلال لقاء عقد على هامش القمة، تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن نيودلهي ستقوم بكل ما في وسعها لوضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا.

وعقد مودي وزيلينسكي اجتماعا هو الأول بينهما منذ الغزو الروسي مطلع 2022.

وقال مودي متوجها الى زيلينسكي: "أتفهم الألم الذي تشعر به وكذلك ألم المواطنين الأوكرانيين. يمكنني أن أؤكد لك أننا، الهند وأنا شخصيا، سنقوم بكل ما في وسعنا لحلّ ذلك".

وامتنعت الهند، التي تربطها علاقة وثيقة قديمة بروسيا، عن إدانة غزو الأخيرة أراضي أوكرانيا.

كما تعدّ نيودلهي من كبار مستوردي المعدات العسكرية من موسكو، وزادت منذ العام الماضي وارداتها من نفطها بعد العقوبات التي فرضتها دول غربية على استيراد الخام الروسي.

من جهته، أفاد حساب الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تليغرام بأن زيلينسكي "شكر للهند دعمها وحدة أراضي بلادنا وسيادتها، خصوصا في مقار المنظمات الدولية"، إضافة الى المساعدات الإنسانية التي وفّرتها لكييف.

إلى ذلك، التقى زيلينسكي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعتبر أن حضور الرئيس الأوكراني القمة شخصيا بدلا من التحدث عبر الفيديو، كما كان مقررا سابقا، يشكل "فرصة فريدة".

وأضاف ماكرون: "أعتقد أن ذلك يمكن أن يغيّر المعطيات"، مجددا تأكيد وقوف باريس الى جانب كييف "حتى النهاية". بدوره، شكر زيلينسكي فرنسا على "دعمها".

والتقى الرئيس الأوكراني أيضا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي غادرت القمة مبكرا لقيادة جهود مواجهة الفيضانات في بلادها. كما التقى نظيرها البريطاني ريشي سوناك.

وقال الرئيس الأوكراني عبر تليغرام إنه شكر لسوناك "الدور القيادي للمملكة المتحدة في التحالف الدولي" لتزويد كييف بطائرات مقاتلة وتدريب طياريها.

كما بحث زيلينسكي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في القيود الأوروبية على بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية، معتبرا أنه "من غير المقبول" أن يجرى تمديد هذه القيود لما بعد الخامس من يونيو/حزيران.

وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق على تقييد استيراد بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية حتى التاريخ المذكور سعيا للحد من الفائض في الكميات المتوفرة.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)