مباحثات أردنية سعودية حول تعزيز العلاقات الثنائية ومستجدات المنطقة

مباحثات أردنية سعودية حول تعزيز العلاقات الثنائية ومستجدات المنطقة

16 يناير 2021
شهدت العلاقات الأردنية السعودية خلال السنوات الأخيرة فتوراً كبيراً بين البلدين (فرانس برس)
+ الخط -

عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم السبت، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، مباحثات موسعة، في العاصمة السعودية الرياض، ركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتناولت المستجدات الإقليمية والدولية، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومجلس التعاون الخليجي.

واستعرض الصفدي مع الأمير فيصل التطورات الإقليمية، في سياق التنسيق والتشاور المستمر بين المملكتين في جهودهما لحل الأزمات الإقليمية وحماية مصالحهما المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار. وأكدا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وتعميق التعاون العربي خدمة للقضايا العربية المشتركة، وفق بيان صادر عن الخارجية الأردنية.

وشهدت العلاقات الأردنية السعودية خلال السنوات الاخيرة فتوراً كبيراً بين البلدين، بسبب الخلافات حول أولويات المنطقة، والدور الإقليمي لكليهما، إضافة إلى الوصاية على المسجد الأقصى.

وبحث الصفدي والأمير فيصل التحركات التي تستهدف إيجاد أفق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والدائم وفق حل الدولتين وعلى أساس القانون الدولي ومبادرة السلام العربية. وفي هذا السياق، أطلع الصفدي الأمير فيصل على نتائج اجتماع مجموعة ميونخ الذي عقد في القاهرة أخيراً. 

وفي مؤتمر صحافي عقب المباحثات، وبشأن علاقات المملكة العربية السعودية مع دولة قطر، قال الأمير فيصل: "العلاقات الدبلوماسية الكاملة سيتم استعادتها، ونأمل أن نكون قادرين على إعادة فتح السفارات في الأيام القادمة، الأمر فقط يتعلق بالخطوات اللوجستية اللازمة لإعادة فتحها". 

وأضاف الأمير فيصل: "التنسيق والتعاون في طرح قضايا الإقليم العربي أمام المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، من أولويات التنسيق الذي نقوم به، وهو من الأمور التي سيتم مناقشتها، سواء داخل مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية وبين الدول العربية".

من جانبه، الصفدي قال إن اللقاء جاء في فترة تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق بين المملكتين، مثمناً الدعم المستمر في مساعدة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية، "والرعاية الكبيرة التي توليها لحوالى نصف مليون أردني يقيمون ويعملون في السعودية".

وأوضح الوزير الأردني أنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، "القضية المركزية الأساس، موقف المملكتين واحد، نريد سلاماً عادلاً شاملاً قائماً على حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وفقاً للمرجعيات الدولية، ولمبادرة السلام العربية حتى تنعم منطقتنا بالسلام الذي تستحقه وتحتاجه".

وأضاف: "نتفق على رفض التدخلات في الشؤون العربية، أيّاً كان مصدرها، ونتفق أيضاً على أننا نريد أن ننهي التوتر في المنطقة، ولكن من أجل إنهاء التوتر في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بإيران، يجب أن نعالج جميع أسباب هذا التوتر، بما في ذلك التدخلات في الشؤون العربية".

وزاد الصفدي: "عديد قضايا ساخنة في المنطقة، من القضية الفلسطينية، القضية الأساس، إلى سورية، إلى ليبيا، إلى اليمن، إلى مكافحة الإرهاب، كلها قضايا ننطلق في معالجتها من ذات الرؤى التي حددتها القيادتان، ونستهدف حلها وتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز العمل والأمن العربي المشترك". 

 وفي رد على سؤال عن علاقة الأردن بمجلس التعاون الخليجي، قال الصفدي: "نعتز بالعلاقات التي تربطنا بمجلس التعاون الخليجي، هذه علاقات تتطور بشكل دائم وعلاقات تستند إلى تاريخ كبير من التعاون والتفاعل. نعمل مع كل الأشقاء من أجل تطوير هذه العلاقات في كل المجالات، هنالك مصالح أمنية، مصالح اقتصادية، مصالح سياسية تجمعنا، وبالتالي في هذا الإطار نعمل معاً".

وتابع في هذا السياق: "وأؤكد ما قاله الأمير بأننا نتطلع إلى مرحلة من العمل العربي المشترك أكثر فاعلية، وأكثر تنسيقاً وأكثر تعاوناً في ضوء مخرجات قمة العُلا، وفي مواجهة تحديات جديدة خصوصاً مع التغيرات في المشهد الدولي، حيث هنالك إدارة أميركية جديدة ستبدأ عملها خلال أيام، وهذا كما نتفق يستدعي أن ننسق مواقفنا بما ينعكس خيراً علينا وعلى منطقتنا وعلى قضايانا بشكل عام".

من جانبه، أضاف الأمير فيصل: "توجد علاقة اقتصادية قوية وتكامل اقتصادي جيد بين المملكتين بحكم الجيرة قبل كل شيء. هناك تبادل تجاري في شتى المجالات، إذ تستورد المملكة منتجات عديدة من الأردن، كما الأردن يستورد من المملكة، وأعرف أن هناك استثماراً متبادلاً بشكل كبير وفعال، والمستثمرون السعوديون نشطون في الأردن".

وفي الشأن الإقليمي، قال الأمير فيصل: "ناقشنا جملة من القضايا الإقليمية والدولية، ويأتي في مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أكدنا ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وأهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين لتحقيق السلام في المنطقة".

 وأضاف أنه تم أيضاً مناقشة الأوضاع في كل من سورية واليمن ولبنان وليبيا والتدخلات الخارجية في المنطقة. وأكد أن "المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية متوافقتان في رؤاهما حيال هذه القضايا، والتنسيق قائم على أعلى المستويات بين البلدين".

المساهمون