ما نعرفه عن القيادي في "حزب الله" وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل

ما نعرفه عن القيادي في "حزب الله" وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل جنوبي لبنان

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
08 يناير 2024
+ الخط -

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني وسام حسن طويل باستهداف سيارة كان بداخلها في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، وذلك على وقع ارتفاع مستوى المواجهة على الجبهة الجنوبية، التي تظهر التطورات الميدانية انتقالها إلى مرحلة جديدة عقب اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي.

ونعى "حزب الله" في بيان "القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد) من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان"، ونشر أيضاً مجموعة صور له يظهر في إحداها برفقة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سابقاً قاسم سليماني.

وقالت أوساط في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إن "القائد وسام حسن طويل هو أخ الشهيد القائد فادي حسن طويل الذي انضم إلى صفوف المقاومة الإسلامية عام 1982، وشارك في عدة مهام جهادية ونوعية، واستشهد عام 1987 مع ثلة من المجاهدين في عملية بدر الكبرى، يوم شنت المقاومة هجوماً واسعاً على قوات الاحتلال وعملاء إسرائيل في الجنوب".

وأضافت المصادر ذاتها، شريطة عدم ذكر أسمائها، أن "وسام من عائلة تضم عناصر في حزب الله، وجميعهم من المجاهدين، وقد استشهد أحدهم في جنوب لبنان، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بقصفٍ إسرائيلي".

وأشارت إلى أنّ "وسام طويل كانت له بصمة كبيرة في ميادين سورية والعراق، ومن أبرز مرافقي قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في الساحات، كما رافق القائدين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، وهو من المسؤولين البارزين في وحدة الرضوان".

ويعتبر سحب عناصر وحدة الرضوان التابعة لـ"حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني من الشروط التي تطلبها إسرائيل ضمن أي اتفاق يحصل لوقف المواجهات الدائرة في الجنوب اللبناني.

وسام حسن طويل أبرز الشخصيات العسكرية لحزب الله في هذه الحرب

ويّعد وسام طويل من أبرز الشخصيات العسكرية التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء المعركة في جنوب لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.

ونشر "حزب الله" مساء اليوم الاثنين، نبذة عن طويل الملقب بالحاج جواد، قائلاً إنه "التحق بصفوف المقاومة الإسلامية في العام 1989، وخضع للعديد من الدورات العسكرية، وتدرج في مراحل التدريب العسكري وصولاً لأعلى مستوياته، وساهم بشكل كبير وفعّال في بناء وتطوير الجهاز التدريبي في المقاومة الإسلامية".

وأضاف: "شارك طويل في العديد من عمليات المقاومة الإسلامية، خاصة النوعية، قبل تحرير الجنوب في العام 2000، وتسلّم مهمة الاستطلاع في محور إقليم التفاح بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في نيسان 1996، ليتولى بعدها نيابة مسؤولية المحور ذاته".

وقال "حزب الله" إن "طويل شارك في العمليات النوعية التي استهدفت مواقع العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بعد تحرير الجنوب في العام 2000، وشارك في عملية الأسر النوعية (الوعد الصادق) في العام 2006 وحرب تموز".

كذلك "واكب ورافق العديد من الشهداء القادة في المقاومة الإسلامية، منهم الحاج رضوان (عماد مغنية)، السيد ذو الفقار (مصطفى بدر الدين)، الحاج أبو محمد الإقليم...".

وأضاف "حزب الله" أن "طويل قاد العديد من العمليات النوعية التي استهدفت تنظيمات إرهابية في سورية".

ولفت إلى أنه "بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، قاد طويل العديد من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع وانتشار جيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية".

وأشار "حزب الله" إلى أن طويل الحائز على تنويه من الأمين العام حسن نصر الله "اغتاله العدو أثناء توجهه إلى قريته خربة سلم في جنوب لبنان".

وتأتي العملية اليوم في وقتٍ تشتعل الجبهة الجنوبية وسط ارتفاع منسوب القلق من حرب شاملة، خصوصاً بعد التطورات الميدانية الأخيرة، من اغتيال العاروري وردّ "حزب الله" باستهداف قاعدة ميرون الإسرائيلية.

كما تطرح عملية اغتيال طويل اليوم، وقبلها العاروري، في معقل "حزب الله" ومربعه الأمني، الضاحية الجنوبية لبيروت، علامات استفهام حول المرحلة الجديدة التي انتقلت إليها المواجهة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، وما إذا كان الأخير سيكثف من اغتيال المسؤولين.

وينتظر في المقابل الردّ من جانب "حزب الله" على اغتيال وسام طويل، علماً أن ردود فعله على اغتيال العاروري لم تنتهِ بعد بحسب ما تؤكد أوساطه لـ"العربي الجديد"، ما يؤشر إلى أن الساعات والأيام المقبلة من شأنها أن تشهد تطوراً خطيراً على الجبهة الجنوبية.

وعلى الرغم من هذه التطورات الميدانية العسكرية الدقيقة، لا يزال المسؤولون في "حزب الله" يؤكدون أنهم لا يريدون اتساع المعارك ولا يريدون الحرب، ولكنهم مستعدون للحرب في حال العدوان الإسرائيلي.

وتوجّه رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، الذي اغتيل نجله بقصفٍ إسرائيلي جنوبي لبنان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في موقفٍ له اليوم، إلى الاحتلال الإسرائيلي بالقول: "إذا أردتم حرباً واسعة تعتدون فيها على بلادنا، فسنذهب فيها إلى النهاية، ونحن لا نخاف تهديدكم، ولا قصفكم، ولا عدوانيّتكم، وقد حضّرنا لكم ما لم تتوهّموه في يومٍ من الأيام".

ذات صلة

الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة

سياسة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، إن أكثر من 100 مجندة إسرائيلية رفضن العمل في وحدة المراقبة بجيش الاحتلال إثر صدمة عملية "طوفان الأقصى"
الصورة
حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في خانيونس كبير (ياسر قديح/ فرانس برس)

مجتمع

عاد بعض أهالي مدينة خانيونس ليرووا ما شاهدوه من فظائع ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابها منها. هؤلاء تحدثوا عن جثامين متحللة ودمار كبير في الممتلكات.