ماذا يحصل في جزر سليمان؟

جزر سليمان: أعمال شغب بعد احتجاجات على رفض رئيس الوزراء الاستقالة

25 نوفمبر 2021
مبان تحترق في هونيارا في جزر سليمان بعد أعمال الشغب (شارلي بيرينغ/فرانس برس)
+ الخط -

اندلعت أعمال شغب، اليوم الخميس، في هونيارا، عاصمة جزر سليمان، تخلّلها إحراق عدد من المباني، بعد محاولة متظاهرين اقتحام مقرّ البرلمان، احتجاجاً على رفض رئيس الوزراء ماناسيه سوغافار الانصياع لمطلبهم بالاستقالة.

وقال شهود عيان، ووسائل إعلام محلّية، إنّ آلاف المتظاهرين اجتاحوا الحيّ الصيني في هونيارا في خرق لإجراء حظر التجوّل الذي فرضته السلطات في أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة الأربعاء.

وأظهر بثّ حيّ عدداً من المباني أضرمت فيها النيران في حين ارتفعت في سماء العاصمة سحب الدخان.

وأكد سوغافار أنّ حكومته لا تزال تسيطر على الوضع، وأضاف: "أقف أمامكم اليوم لإبلاغكم بأنّ بلادنا كلها بأمان، حكومتكم في مكانها وتواصل قيادة الأمة" مضيفاً أنّ الذين يقفون وراء أعمال الشغب "سيواجهون أثقل أحكام القانون".

وقال سوغافار إنّ المتورطين في الاضطرابات الأخيرة "ضللهم" أشخاص لا ضمير لهم. وأضاف"صدقاً كنت أعتقد أننا تجاوزنا أحلك الأيام في تاريخ بلدنا، لكن ... (هذه الأحداث) تذكير مؤلم بأنّ أمامنا طريق طويل".

وتابع "الآن مئات المواطنين يطبقون القانون كما يشاؤون. إنهم مصممون على تدمير أمتنا ... والثقة التي بنيناها شيئا فشيئا بين شعبنا". وأكد قائلاً "لا أحد فوق القانون (...) هؤلاء الأشخاص سيواجهون عواقب أفعالهم".

الصورة
رئيس الوزراء في جزر سليمان ماناسيه سوغافار (روبرت توبونجي/فرانس برس)
سوغافار قال إنّ المحتجين "ضللهم" أشخاص لا ضمير لهم (روبرت توبونجي/فرانس برس)

بعد فشلهم في اقتحام البرلمان، الأربعاء، أعاد مثيرو شغب تجميع أنفسهم بعد يوم وعاثوا خراباً في الحي الصيني وفي مركز للشرطة، حسبما ذكر أحد الأهالي لوكالة "فرانس برس".

وقال الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه إنّ الشرطة أقامت حواجز لكن من دون أن تبدو أي مؤشرات على تراجع أعمال الشغب.

وقال إنّ "مثيري الشغب يتحركون والوضع متوتر جداً"، فيما أفادت وسائل إعلام محلية عن أعمال نهب واستخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع.

وأتى معظم المتظاهرين في هونيارا، وفق تقارير، من جزيرة مالايتا المجاورة، حيث طالما اشتكى الأهالي من تهميش الحكومة المركزية لهم.

من جهته، دعا زعيم المعارضة ماثيو ويل رئيس الوزراء إلى الاستقالة قائلاً إنّ الاستياء إزاء قرارات مثيرة للجدل اتُخذت خلال عهده، أدى إلى أعمال العنف.

وقال في بيان "للأسف فإن الاستياء والغضب المكبوت لدى الناس ضد رئيس الوزراء يمتدّان بشكل لا يمكن السيطرة عليه إلى الشارع، حيث استغل انتهازيون الوضع الخطير والمتدهور بالفعل".

أستراليا سترسل قوة حفظ سلام إلى جزر سليمان 

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، اليوم الخميس، أنّ أستراليا ستنشر قوة من الشرطة والجيش لحفظ السلام في جزر سليمان، بهدف وضع حد ليومين من أعمال الشغب العنيفة والاحتجاجات المناهضة لحكومة هونيارا.

وقال موريسون "هدفنا هو إرساء الاستقرار والأمن"، مضيفاً أنه تلقى طلباً للمساعدة من رئيس الوزراء ماناسيه سوغافار.

وقالت وزارة الخارجية النيوزيلندية الخميس إنها لم تتلق اتصالاً من حكومة جزر سليمان طلباً للمساعدة.

أدت خلافات مماثلة بين الجزر إلى نشر قوة لحفظ السلام بقيادة أستراليا في جزر سليمان بين الأعوام 2003 و2017.

الصين تُعبّر عن "قلق شديد" إزاء أعمال الشغب في جزر سليمان

وتعرضت متاجر في الحي الصيني بهونيارا للنهب والحرق، ما دفع بسفارة بكين للتعبير لحكومة جزر سليمان عن "قلق بالغ". وذكرت في بيان أنّ السفارة "طلبت من جزر سليمان اتخاذ كافة التدابير الضرورية لتعزيز حماية المؤسسات الصينية والأفراد".

وعبّرت الصين الخميس عن "قلق شديد" بعد أعمال الشغب في جزر سليمان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان للصحافيين "نطلب من حكومة جزر سليمان اتّخاذ كل الإجراءات الضرورية لتأمين حماية الرعايا الصينيين والمؤسسات الصينية".

وعارضت الحكومة المحلية في الجزيرة بشدة قرار جزر سليمان نقل الاعتراف الدبلوماسي من تايوان إلى الصين في 2019، في خطوة يقف وراءها سوغافار الذي يقول منتقدون إنه مقرّب جداً من بكين.

واندلعت أعمال شغب في أعقاب الانتخابات العامة في 2006، تم خلالها تسوية مساحة كبيرة من الحي الصيني في هونيارا بالأرض وسط شائعات عن أعمال تجارية مرتبطة ببكين قامت بتزوير النتائج.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون