ليبيا: واشنطن تبحث مع حفتر توحيد الجيش

ليبيا: واشنطن تبحث مع حفتر توحيد الجيش

18 يناير 2023
حفتر التقى أوردمان ودي لامونتاني (تويتر)
+ الخط -

بحث مسؤولان أميركيان مع قائد قوات شرق ليبيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اليوم الأربعاء، "أهمية إعادة توحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطياً"، في وقت أطلق 49 مرشحاً محتملاً للرئاسة مبادرة لإجراء الانتخابات المتعثرة.

وقال المكتب الإعلامي لقوات شرق ليبيا، في بيان مقتضب، إنّ حفتر التقى في مكتبه بمدينة بنغازي، اليوم، كلّاً من القائم بالأعمال في السفارة الأميركية ليزلي أوردمان، ونائب قائد القوات الجوية الأميركية في أفريقيا الجنرال جون دي لامونتاني.

وفي حين لم يتطرق البيان إلى تفاصيل اللقاء، قالت السفارة الأميركية لدى ليبيا، عبر "تويتر"، إنّ الهدف من اللقاء كان "مناقشة التنسيق الأمني، بما في ذلك الطيران، وأهمية توحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطياً".

وأمس الثلاثاء، بحث أوردمان مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح "أهمية بناء الوحدة ورأب صدع الخلافات، لخدمة مصالح الشعب الليبي وتحقيق مطلبه في اختيار قادته الذي طال انتظاره (عبر إجراء الانتخابات)"، وفق تغريدة للسفارة.

والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، في 12 يناير/ كانون الثاني الحالي، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس.

ووفقاً لما نقلته منصة "حكومتنا" الرسمية، فقد أكد بيرنز، خلال اللقاء، ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، مشيداً بحالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة. من جهته، أكد الدبيبة أن الهدف هو استقرار ليبيا ودعمها دولياً من أجل الوصول إلى الانتخابات.

وبعد مغادرة طرابلس، توجه بيرنز إلى بنغازي حيث التقى مع حفتر، الذي فضّل عدم نشر أي تفاصيل حول الزيارة واللقاء.

وتعذر إجراء انتخابات في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021 بسبب خلافات بين مؤسسات الدولة، لا سيما بشأن قانوني الانتخاب.

وتتصارع على السلطة في ليبيا، منذ مارس/ آذار 2022، حكومتان، إحداهما برئاسة فتحي باشاغا وكلفها مجلس النواب بطبرق، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلّفها برلمان جديد منتخب.

مبادرة لإجراء الانتخابات

إلى ذلك، أطلق 49 مرشحاً محتملاً للرئاسة في ليبيا، اليوم، مبادرة لإجراء الانتخابات المتعثرة، تتضمن منح السلطة التشريعية مؤقتاً للمجلس الأعلى للقضاء، وتشكيل حكومة مصغرة.

وأعلن المرشحون أنهم سلّموا مبادرتهم إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، ودعوا فيها المجتمع الدولي إلى "تبنيها كخريطة طريق للخروج من المراحل الانتقالية".

وتتضمن المبادرة، وفق وكالة الأناضول، خريطة طريق محددة بتواريخ للوصول إلى الانتخابات التي تعذر إجراؤها في 24 ديسمبر من العام الماضي، وتقضي المبادرة بـ"تسليم السلطة لرئيس الدولة والبرلمان المنتخبين في موعد لا يتجاوز تسعة أشهر".

والطريق إلى هذه المرحلة يمرّ بأن "يصدر المجلس الأعلى للقضاء مراسم بمنح إجازة مفتوحة لمجلسي النواب والدولة (نيابي استشاري) وحل الحكومتين، ويتولى المجلس الرئاسي مهامهما".

ووفق المبادرة، "يسمّي المجلس الأعلى للقضاء، في عشرة أيام، رئيس حكومة يشكل حكومة مصغرة من كفاءات لم يتولوا مناصب سيادية في السابق، ويقدمها للمجلس الأعلى للقضاء لاعتمادها خلال عشرة أيام". وتنصّ على أن "تقتصر مهام الحكومة على تسيير الأعمال، والإعداد للانتخابات، وتهيئة الظروف لإجرائها، والقيام بالإصلاحات". فيما يتولى مجلس القضاء "إعداد القاعدة الدستورية والتشريعات الخاصة بالانتخابات في موعد لا يتجاوز 60 يوماً من أول اجتماع له، ولا يتجاوز 120 يوماً في حال إجراء استفتاء على المسائل الخلافية".

كما تنص المبادرة على أن "يوافي مجلس القضاء مفوضية الانتخابات بالقاعدة الدستورية والقوانين اللازمة لاستئناف عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في موعد لا يتجاوز 100 يوم من مباشرته أعماله".

وبعدها، "تجدد مفوضية الانتخابات سجل الناخبين لاستئناف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإصدار القوائم النهائية بما يتوافق مع القاعدة الدستورية خلال 60 يوماً من استلام القاعدة".

وأخيراً، "تُجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة خلال 45 يوماً من إصدار القوائم النهائية للمرشحين"، و"حلّ مجلسي النواب والدولة بمجرد إعلان النتائج"، بحسب المبادرة.

ومن بين الموقعين على المبادرة، مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي الذي نشرها على صفحته بـ"فيسبوك"، والبرلمانيان السابقان عبد المجيد غيث والشريف الوافي، ورجلا الأعمال إسماعيل اشتيوي وعارف النايض.

اتفاقية بين الأمم المتحدة وإسبانيا لدعم العملية الانتخابية

وفي سياق متّصل بملف الانتخابات الليبية، وقّعت الأمم المتحدة وإسبانيا، اليوم، اتفاقية لتوفير الدعم الفني والاستشاري للعملية الانتخابية المتعثرة.

وقالت المفوضية الليبية للانتخابات في بيان، وفق "الأناضول"، إنه بحضور رئيسها عماد السايح، "وقّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مع سفارة إسبانيا، الأربعاء، اتفاقية دعم مشروع (بيبول)".

وهذا المشروع تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، و"يهدف إلى توفير الدعم الفني والاستشاري للعملية الانتخابية"، وفق البيان.

ووقّع الاتفاقية عن البرنامج الأممي مارك أندريه فرانش، فيما وقعها عن الحكومة الإسبانية السفير الإسباني لدى ليبيا خافيير لاراشي.

وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقَع البرنامج الأممي اتفاقية مماثلة مع الحكومتين الألمانية والفرنسية لدعم مشروع "بيبول".

المساهمون