كشف مصدر حكومي عراقي مسؤول، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، عن وجود لجنة أمنية عراقية، في مخيم الهول السوري، منذ أيام، في مهمة بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تسريع إجراءات نقل العائلات العراقية من المخيم إلى داخل العراق وتحديداً لمخيم الجدعة الواقع جنوبي الموصل ضمن محافظة نينوى، شمالي البلاد.
وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أمس الاثنين، عن اتفاق دولي لتفكيك مخيم الهول، من دون ذكر أي تفاصيل تتعلق بالدول الموقعة على الاتفاق أو الجدول الزمني لتنفيذه، مؤكداً أن مجموع الموجودين حالياً في المخيم أكثر من 60 ألف شخص، غالبيتهم عراقيون وسوريون، إلى جانب جنسيات من 50 دولة أخرى.
وجاء الإعلان بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها مسؤولون في بغداد مع ممثلي بعثات وسفراء دول غربية وأوروبية مختلفة، بحثت بالمجمل قضايا أمنية، على رأسها قضية مخيم الهول شرقي سورية، على مقربة من الحدود العراقية.
وكشف مسؤول أمني عراقي رفيع لـ"العربي الجديد" أن "لجنة أمنية عليا تضم كلاً من جهاز المخابرات، والأمن الوطني، ومستشارية الأمن القومي، وقيادات العمليات المشتركة، توجد حالياً داخل مخيم الهول، بهدف العمل على إنهاء ملف وجود العوائل العراقية بهذا المخيم، خصوصاً أن هناك عوائل بلا أي أوراق رسمية وبعض الأطفال بدون ذويهم، فهذا الأمر يحتاج إلى تدقيق أمني قبل نقلهم إلى العراق".
وبيّن أن "اللجنة العراقية حاضرة منذ أيام في مخيم الهول، وتشرف حالياً على إعادة مجموعة من العائلات من الهول الى الجدعة خلال الأيام المقبلة، كما تقوم بجمع معلومات عن بعض الأشخاص في المخيم من العراقيين، الذين عليهم مؤشرات أمنية بهدف نقلهم إلى السجون العراقية ومحاكمتهم داخل العراق".
من جهته قال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين بالعراق، كريم النوري، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "العراق يدرك خطورة مخيم الهول على أمنه القومي واستقراره ولهذا هو يعمل بشكل كبير لإنهاء هذا الملف خلال المرحلة المقبلة، فهناك تخوف من أن يكون هذا المخيم مصنعاً لجيل إرهابي جديد".
وكشف النوري أن "أي عائلة لا تعود للعراق إلا بعد التدقيق الأمني، وهناك لجنة عراقية مختصة في مخيم الهول تعمل على تدقيق هويات العوائل هناك لمنع نقل أي إرهابي أو متورط بالإرهاب من العوائل في مخيم الجدعة بمحافظة نينوى".
وبين أن "انهاء وجود ملف مخيم الجدعة، يحتاج إلى تعاون دولي كبير مع العراق، وهذا ما نعمل عليه حالياً، وهناك تحرك من قبل بعض الدول بالتعاون مع العراق لإغلاق ملف هذا المخيم".
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، كشف المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، عن "تعاون مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) من خلال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة"، مؤكداً أن هذا التعاون هو "في المجال الأمني"، وأيضاً في ما يتعلق بمخيم الهول.
وأطلقت السلطات العراقية في بغداد، بالتعاون مع منظمات أممية، سلسلة برامج نفسية وتعليمية تستهدف الأسر التي أُعيدت واستقرت في مخيم الجدعة، الواقع في ضواحي مدينة الموصل شمالي العراق، وقد تمكنت خلال الأشهر الماضية من إعادة ما يزيد عن 600 عائلة من مخيم الهول إلى داخل العراق، كما أعادت العشرات من تلك العائلات إلى مدنها الأصلية في العراق بعد انتهاء إخضاعهم لسلسلة من دورات التأهيل.
ومنتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، حذر قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، من أنّ الوضع في مخيم الهول الذي يقع بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، يمثل "أزمة دولية تتطلب حلاً"، مشدداً على أنّ الحل الوحيد لهذه الأزمة هو "إعادة سكان المخيم إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم".
وأكدت السلطات العراقية في وقت سابق أن العائلات التي تعاد من مخيم الهول هي أسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.