كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين بوجود حاملة طائرات أميركية

كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين بوجود حاملة طائرات أميركية

06 أكتوبر 2022
الإطلاق الأخير هو السادس لكوريا الشمالية في غضون 12 يوماً (Getty)
+ الخط -

أعلنت بيونغ يانغ، الخميس، أنّ التجارب التي أجرتها في الآونة الأخيرة على إطلاق صواريخ باليستية هي "إجراء مضادّ" للمناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي.

جاء ذلك بعدما أطلقت كوريا الشمالية، الخميس، صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه ساحلها الشرقي نحو اليابان، في أعقاب تدريبات صواريخ مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وعودة حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة، رداً على أحدث اختبارات صاروخية أجرتها بيونغ يانغ.

وهذا الإطلاق هو السادس في غضون 12 يوماً، والأول منذ إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا متوسط المدى فوق اليابان، يوم الثلاثاء.

وأكدت هيئة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية والحكومة اليابانية الإطلاق. 

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للصحافيين: "هذه هي سادس مرة في هذه الفترة الوجيزة... هذا أمر غير مقبول قطعاً".

وجاء الإطلاق بعد نحو ساعة من تنديد كوريا الشمالية بما قالته الولايات المتحدة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، حول "إجراءات الرد التي اتخذها الجيش الشعبي الكوري على التدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية".

وفي بيان أعلنته وزارة خارجية كوريا الشمالية، نددت بيونغ يانغ بإعادة نشر واشنطن حاملة طائرات أميركية في المياه، قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية، قائلة إنها تشكل تهديداً خطيراً لاستقرار الأوضاع.

وأعيد نشر حاملة الطائرات رونالد ريغان، ومجموعتها القتالية على نحو مفاجئ بعد إجراء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات صواريخ نادرة الحدوث شرقي كوريا الشمالية. يأتي هذا رداً على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً فوق اليابان هذا الأسبوع.

وكان الجدل حول كيفية التعامل مع إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي، فوق الأراضي اليابانية، الثلاثاء، قد أدى إلى انقسام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المنقسم بالفعل بشدة، يوم الأربعاء، إذ أصرّت روسيا والصين على أن التدريبات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة دفعت كوريا الشمالية إلى التحرك.

وانتهت جلسة الأربعاء دون اتفاق على الخطوات التالية، على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة وحلفائها من أن عدم قدرة المجلس على التوصل إلى توافق بشأن العدد القياسي لإطلاق كوريا الشمالية للصواريخ، هذا العام، كان بمثابة تشجيع لكوريا الشمالية وتقويض لسلطة الأمم المتحدة.

وقال هيروشي مينامي، نائب ممثل اليابان لدى الأمم المتحدة، وأحد أولئك الذين حثوا المجلس، دون جدوى، على العودة إلى موقفه الموحد السابق بشأن إطلاق كوريا الشمالية: "يجب على هذا المجلس أن يتصرف، ويتخذ إجراء يعيد مصداقيته".

يقول بعض الخبراء إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يدفع باتجاه تطوير ترسانة نووية كاملة قادرة على تهديد البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأراضي حلفاء الولايات المتحدة، بهدف انتزاع تنازلات من تلك الدول.

أصرت نائبة ممثل روسيا في الأمم المتحدة آنا إيفستينييفا، أمام أعضاء مجلس الأمن، على أن تلك التدريبات "غير المسؤولة" التي تقودها الولايات المتحدة، إلى جانب التحالفات الأميركية المتزايدة مع الشركاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، هي التي دفعت كوريا الشمالية إلى اتخاذ إجراء.

ووصف نائب ممثل الصين لدى الأمم المتحدة جينج شوانغ الأمر بأنه مواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وحث على اتباع نهج أكثر تصالحية من قبل واشنطن.

وانتهت جلسة الأربعاء بدعوة غامضة لمزيد من النقاش حول هذه المسألة. لقد كانت أحدث مثال على الاستقطاب المتزايد بين روسيا والصين، ضد زملائهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

وقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا، والتأكيد العسكري الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وردّ الولايات المتحدة عليها، ومسائل أخرى، إلى شلل الانقسام في مجلس الأمن بشأن العديد من الإجراءات الرئيسية. وذلك لأن جميع الأعضاء الخمسة الدائمين لديهم حق النقض (فيتو) ضد إجراءات المجلس.

وفرض مجلس الأمن عقوبات بعد أول تجربة نووية لكوريا الشمالية عام 2006، وشددها على مدى سنوات سعيا لكبح جماح برامجها النووية والصاروخية الباليستية ووقف التمويل.

لكن في مايو/أيار الماضي، منعت الصين وروسيا قرارًا لمجلس الأمن كان من شأنه أن يشدد العقوبات على إطلاق الصواريخ، في أول خلاف خطير في المجلس بشأن العقوبات ضد كوريا الشمالية.

قالت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، لأعضاء مجلس الأمن، يوم الأربعاء، إن عمليات إطلاق الصواريخ السابقة هذا العام قد تم إطلاقها بوضوح دون أي تدريبات عسكرية أميركية متزامنة أو أي محفزات واضحة أخرى، واصفة سلوك كوريا الشمالية بأنه "تصعيد بمبادرة ذاتية".

وقالت: "لن نتسامح مع أي دولة تلقي باللوم على أفعالنا الدفاعية ... على أنها سبب متأصل لهذه التهديدات". وأضافت أن "الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي لأن كوريا الديمقراطية تهدد بشكل مباشر" الولايات المتحدة أو حلفاءها.

(العربي الجديد، وكالات)