استهدفت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، اليوم الإثنين، قرى وبلدات في منطقة ريف حلب الغربي، ومنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، ومنطقتي جبل الزاوية وجبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، فيما أكد قيادي في المعارضة السورية أن العمل العسكري "ليس قريبا في إدلب".
وقال الناشط علي حاج سليمان، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتمركزة في معسكر جورين غرب حماة، استهدفت بالمدفعية الثقيلة وصواريخ من نوع (غراد) قرى الحميدية، والزقوم، والحلوبة، في منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، بالإضافة لقصف مماثل طاول قرى الفطيرة، وسفوهن، وكفر عويد، وفليفل ضمن منطقتي جبل الزاوية وجبل شحشبو جنوب محافظة إدلب"، مؤكداً أن "القصف أدى لدمار واسع في الأراضي الزراعية وممتلكات المدنيين في المنطقة".
وأوضح سليمان أن "المليشيات الإيرانية المتمركزة في الفوج 46 استهدفت بقذائف الهاون والمدفعية بلدات كفر عمة، والهباطة، وتديل غرب محافظة حلب، دون وقوع إصابات بشرية، بالإضافة لاستهدافات بالرشاشات الثقيلة من قبل عناصر الفوج طاولت الأراضي الزراعية المحيطة ببلدة كفر نوران في الريف ذاته".
وتواصل قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران التصعيد في "منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، وذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية بينها دبابات لـ"الفرقة 25 مهام خاصة" خلال الـ48 ساعة الماضية إلى منطقة الحامدية القريبة من مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب.
وأكد العقيد مصطفى بكور، المتحدث باسم "جيش العزة"، أحد الفصائل المنضوية ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في (منطقة إدلب)، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "النظام لم يتوقف يوماً عن تعزيز قواته واستبدالها في ريف إدلب وغيرها من مناطق التماس، وهو كل فترة عندما تشتد الخلافات بين الروس والأتراك يعلن عن تعزيزات وخطط للاقتحام، ويصعد عسكرياً بالقصف والمجازر بحق المدنيين؛ لذلك هذا الأمر أصبح طبيعياً لدى الجميع".
ويرى القيادي في المعارضة السورية أن "العمل العسكري للنظام وروسيا على محافظة إدلب ومنطقة جبل الزاوية ليس قريبا".
وحول استهداف منطقة باب الهوى السبت، لفت بكور إلى أنه "في ظل التهديدات التركية بعملية عسكرية على تل رفعت وما حولها، والجميع يعلم أن تل رفعت تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بحماية روسية؛ فأعتقد بأن قصف منطقة باب الهوى جاء في إطار ردع تركيا عن متابعة تهديداتها".
وعن الجولة الجديدة للجنة الدستورية المنعقدة اليوم الإثنين بين وفدي المعارضة السورية والنظام السوري، أشار بكور إلى أن "اللجنة الدستورية منذ انطلاقتها الأولى انبثقت عن أستانة في ظروف معينة، وكل المتابعين يعلمون أن مهمتها ليست صياغة دستور ينهي المأساة السورية، وإنما هي لعبة روسية لتعويم نظام الأسد وتبرئته من المجازر والجرائم بنص دستوري يصوغه من يدعون أنهم أبناء الثورة السورية، بينما هم منصات تمثل مصالح دول أجنبية".
اتهامات روسية لفصائل المعارضة
في سياق متصل، ادعى نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، الإثنين، أن فصائل المعارضة السورية تستهدف مواقع قوات النظام السوري، وقاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف اللاذقية بطائرات مُسيرة، وتستخدم المدنيين في إدلب كدروع بشرية، و"لا يمكننا قبول هذا الوضع، وشركاؤنا يعرفون ذلك".
وتأتي ادعاءات نائب وزير الخارجية الروسي بالتزامن مع تعزيزات عسكرية جديدة دفعت بها "الفرقة 25 مهام خاصة"، اليوم الإثنين، إلى خطوط التماس الفاصلة بين قوات المعارضة وقوات النظام جنوب محافظة إدلب.
وتتألف تعزيزات "الفرقة 25" من 40 سيارة عسكرية ونحو 250 عنصراً من معسكراتها بريف حماة الشرقي، واستقرت في قرية تلمنس شرق مدينة معرة النعمان بريف إدلب الشرقي، كما أن الفرقة أرسلت قبل يومين تعزيزات عسكرية ضمت دبابات إلى قرية الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، إن "الاجتماع الذي استضافته دمشق يوم الأحد بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ركز على إعادة اللاجئين السوريين والنازحين إلى ديارهم".
وأشارت وكالة "تاس"، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، إلى أن "الجانبين تبادلا الآراء حول الوضع الراهن في سورية وما حولها، وآفاق تعزيز عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة، مع إيلاء اهتمام خاص لإجراءات المساعدة الدولية للعودة الطوعية للسوريين".
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن "المبعوث الرئاسي الروسي الخاص للتسوية السورية ألكسندر لافرنتيف، ونائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين، التقيا مع الرئيس السوري بشار الأسد"، مؤكدةً أن الطرفين "بحثا الوضع الحالي في سورية والمساعدات الإنسانية للسوريين".