قناة إسرائيلية تستعرض أهداف المغرب من أول اتفاق أمني مع الاحتلال

أوضحت قناة التلفزة الإسرائيلية "12"، أن اتفاق التعاون الأمني العلني الذي وقّعه المغرب وإسرائيل أخيراً، وكان أول اتفاق من نوعه يتم التوصل إليه مع دولة عربية، يهدف إلى تحقيق أكثر من هدف.

وفي تحليل أعدّه أستاذ الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية إيلي فودا، اعتبر أن المغرب اختار أن يكون الدولة العربية الأولى التي توقع على اتفاق عسكري علني مع إسرائيل، مشيراً إلى أن مصر والأردن اللتين ترتبطان باتفاقيتي سلام بإسرائيل، لم توافقا على التوقيع على مثل هذا الاتفاق.

وأبرز حقيقة أن مذكرة التعاون الأمني بين إسرائيل والمغرب تتضمن تبادل المعلومات الاستخبارية، توثيق العلاقة بين الصناعات العسكرية (وهو ما يعني شراء المغرب أسلحة ووسائل قتالية من إسرائيل)، وتنظيم مناورات عسكرية مشتركة.

وأشارت القناة إلى أن محمد السادس، من خلال مذكرة التعاون الأمني مع إسرائيل، معني أيضاً بتوثيق وتوسيع الحوار الاستراتيجي مع تل أبيب في كل ما يتعلق بمواجهة تهديدات مشتركة، وضمنها "التنظيمات الإرهابية".

"بادرة حسن نية"

وبحسب القناة، فإن المغرب من خلال توسيع التطبيع وإظهار العلاقات السرية مع إسرائيل، يريد التعبير عن بادرة حسن نية تجاه إدارة جو بايدن، لتأكيد إسهامه في مسار التطبيع، وذلك لضمان أن يلتزم بايدن بتطبيق قرار سلفه دونالد ترامب المتعلق بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء. وبرأيه، من بين الأهداف الإضافية للحرص على إبراز العلاقات العسكرية والأمنية مع إسرائيل، "ردع" الجزائر.

من جهة ثانية، أشار فودا إلى أن مصلحة إسرائيل تكمن في التوقيع على الاتفاق الأمني مع المغرب في حقيقة أنه يسهم في تعزيز مكانتها الإقليمية، فضلاً عن أن الجيش وشعبة الاستخبارات العسكرية في تل أبيب معنيان بتدشين علاقات أمنية مباشرة مع المؤسسة المغربية، من دون أن يكونا مضطرين للخدمات التي يقدمها الموساد في هذا الجانب، كما رأى فودا.

وأوضح أن سرعة وتيرة تطور العلاقات بين المغرب وإسرائيل بعد التوقيع على اتفاق التطبيع بينهما مفاجئة، حيث تم تشكيل فرق عمل مشتركة وزيارات متبادلة، إذ زار وزيرا الخارجية والأمن الإسرائيليّان يئير لبيد وبني غانتس، الرباط.

رصد

التحديثات الحية

"هآرتس": إسرائيل باعت المغرب مسيّرات انتحارية

وأوضح أن العلاقات بين إسرائيل والمغرب ذات جذور طويلة، وتنطوي على مركبات عديدة من التعاون على المستوى السياسي، الاستخباري، العسكري والمدني، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي كانت العلاقات الأمنية والعسكرية والاستخبارية تتم في السرّ، فإن العلاقات المدنية بين الجانبين كانت تتم في العلن، بسبب الدور النشط للجالية اليهودية في المغرب، وطابع علاقتها مع اليهود من أصول مغربية في إسرائيل.

وحول الجذور التاريخية للعلاقات بين الجانبين، ذكر فودا أن العلاقة بين إسرائيل والمغرب تكرست بفعل وجود أعداء مشتركين، مثل نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر، مشيراً إلى أن تل أبيب قدّمت مساعدات للمغرب لتحسين قدرته على مواجهة الجزائر وجبهة البوليساريو. وبحسب فودا، فإن الحاجة لتنظيم هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، حفزت تل أبيب أكثر على توثيق التعاون مع نظام الحكم في الرباط.

ووفقاً لفودا، فإن المغرب سمح لضباط إسرائيليين كبار بزيارة الصحراء، حيث برز منهم رئيس الوزراء ووزير الأمن السابق إيهود باراك، الذي كان قائداً لوحدة الصفوة "سييرت متكال".

وأشار إلى أن شعبة العلاقات الدولية في جهاز الموساد، المعروفة بـ "تيفيل"، كانت مسؤولة عن إدارة العلاقة مع المغرب، حيث أشار إلى دور الملك الحسن الثاني في التوسط بين إسرائيل والرئيس المصري السابق أنور السادات.