أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الإثنين، أنه "سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية"، في وقت دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين.
وجاء الإعلان القطري وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الإعلامي، الذي أشار إلى أن ميقاتي أجرى، في اليوم الأول لمشاركته في قمة غلاسكو للمناخ، سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الأزمة التي يمرّ بها، وقد "شكر ميقاتي أمير قطر على موقفه الدائم الداعم للبنان"، وفق ما جاء في البيان.
2/10 وفي هذا الاطار التقى الرئيس ميقاتي امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء اكد امير قطر انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريبا ...@TamimBinHamad pic.twitter.com/EcQQz8RtwQ
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) November 1, 2021
لقاء بين ميقاتي ونظيره الكويتي
كذلك، أكد رئيس الوزراء اللبناني لنظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح خلال اجتماعهما "حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوّة والتعاون". وقال بيان ميقاتي إن "رئيس وزراء الكويت أكد حرص بلاده على لبنان، وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي". كما شدد على أن "لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة أو ثغرة، وسيجد كلّ الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية".
وعقد رئيس الحكومة اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا. وخلال الاجتماع، أكدت جورجييفا أن صندوق النقد الدولي "عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية"، معتبرة أن "خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين لأنها باب الحل الوحيد المتاح".
عون يطلع من ميقاتي على نتائج اتصالاته
في السياق نفسه، واصل رئيس الجمهورية ميشال عون قبل ظهر اليوم اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول اليمن.
وتشاور عون مع ميقاتي في الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.
وقالت الرئاسة اللبنانية إن "عون يواصل مشاوراته في هذا الصدد، انطلاقاً من الموقف الذي كان أعلنه السبت الماضي، والذي أكد فيه حرصه على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وضرورة مأسسة هذه العلاقات ومعالجة ما يطرأ من إشكالات من خلال الحوار المباشر".
ماكرون لميقاتي: متمسكون باستقرار لبنان
ومساءً، أجرى ميقاتي محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر انعقاد "مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي" في مدينة غلاسكو في اسكتلندا. وعبّر ماكرون عن "تمسك فرنسا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي"، وفق ما أفاد بيان رئاسة مجلس الوزراء.
ميركل تؤكد استعداد ألمانيا لدعم لبنان
واجتمع ميقاتي كذلك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي أكدت "استعداد ألمانيا لدعم لبنان في كل المجالات". وأعطت "توجيهات فورية إلى مستشاريها للنظر في المطالب اللبنانية التي عبّر عنها الرئيس ميقاتي، لا سيما في مجال البنية التحتية، ومواكبة مسار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وملف اللاجئين السوريين" (تصر السلطات اللبنانية على توصيفهم بالنازحين).
وشددت ميركل على "حرص ألمانيا على دعم استقرار لبنان واستعادة عافيته".
لبنان يدعو السعودية إلى الحوار
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، السعودية، اليوم إلى الحوار لحلّ الأزمة الراهنة بين الدولتين. وقال بو حبيب لوكالة "فرانس برس"، إن "المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية"، مضيفاً "لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير، فقط كي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة".
بدوره، أكد مصدر مقرب من وزير الخارجية اللبناني لـ"العربي الجديد"، أن دعوة السعودية إلى الحوار تأتي في إطار ضرورة التباحث في المشكلة لحلها، ونأمل أن يكون الردّ إيجابياً، لافتاً إلى أن خلية الأزمة أوقفت اجتماعاتها، ولكن المشاورات ستبقى مستمرّة لإيجاد الحل للأزمة.