"قسد" تتكبّد خسائر جديدة شمالي وشرقي سورية

"قسد" تتكبد خسائر جديدة شمالي وشرقي سورية

13 فبراير 2024
قصف مدفعي يستهدف وسط بلدة الشعفة الخاضعة لـ"قسد" (Getty)
+ الخط -

أعلنت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مقتل مزيد من عناصرها هذا الأسبوع، إثر هجمات قالت إنها من تابعين لقوات النظام السوري وتنظيم "داعش" في دير الزور والحسكة، فيما تعرضت مناطق تخضع للمليشيات إلى قصف مدفعي مصدره مناطق سيطرة النظام السوري.

وقالت "قسد"، في بيان مساء أمس، إنها فقدت اثنين من عناصرها جراء هجمات من "مرتزقة النظام السوري" في ريف دير الزور الشرقي، وعنصرا بهجوم من خلايا تنظيم "داعش" في مدينة الحسكة يوم السبت الفائت.

وكانت المليشيا قد أعلنت أمس عن مقتل خمسة من عناصرها بهجوم من "مرتزقة النظام السوري" في ريف دير الزور، ومقتل عنصر من جراء قصف تركي طاول موقعاً لها في ناحية منبج بريف حلب.

كما فقدت المليشيا سبعة من عناصرها الأسبوع الماضي، جراء قصف موقع لها ضمن حقل العمر النفطي الذي تتمركز فيه أيضا قوات أميركية، في إطار التحالف الدولي ضد "داعش". وقالت "قسد" إن القصف مصدره مناطق سيطرة النظام السوري، واتهمت المليشيات المدعومة من إيران بالوقوف وراءه.

وفي الشأن، قالت وكالة أنباء "هاوار" إن قصفاً مدفعياً استهدف وسط بلدة الشعفة الخاضعة لقسد في ريف دير الزور الشرقي، مساء أمس، مضيفة أن مصدر القصف مناطق سيطرة النظام السوري. وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد جاء القصف عقب قصف من مناطق "قسد" بالهاون استهدف مواقع للنظام في ناحية البوكمال.

من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قصفاً من الجيش التركي طاول بعد منتصف الليلة الماضية مواقع لقسد في ناحية شيروا بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي. وذكرت المصادر أن القصف تسبب بوقوع خسائر بشرية.

ومساء أمس، استهدفت طائرة مسيّرة، يُرجح أنها تركية، سيارة يعتقد أنها لقيادات أو عناصر من "حزب العمال الكردستاني"، بالقرب من جامع الفاروق في حي الموظفين بمدينة القامشلي في ريف الحسكة. وذكرت مصادر محلية أن القصف أدى إلى مقتل من كان في السيارة.

وكانت مصادر إعلامية مقربة من "قسد" قد نقلت أمس بياناً عما تسمى "قوات تحرير عفرين" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، حيث تبنت تنفيذ 3 عمليات أسفرت عن مقتل وإصابة 5 من عناصر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في منطقتي إعزاز وعفرين بريف حلب الشمالي.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن دوي انفجارات مجهولة المصدر سُمع في ناحية الميادين مساء أمس، تزامنا مع تحركات للمليشيات المدعومة من إيران، ولم تؤكد المصادر وقوع قصف جوي أو بري على المنطقة التي سمع فيها دوي الانفجارات.

من جانبها، قالت وكالة أنباء "نورث برس" إن غارات جوية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي ضد "داعش" استهدفت مواقع للفصائل المدعومة من إيران في محيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي. ونقلت الوكالة أن المواقع المستهدفة تقع في منطقة الشبلي في محيط مدينة الميادين، حيث توجد مستودعات أسلحة جرى إفراغها مؤخرا.

تصاعد التوتر بين "قسد" ومليشيات النظام بريف دير الزور

من جهة أخرى، أُصيب عناصر من قوات "الحرس الجمهوري" التابعة لقوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، جراء اندلاع اشتباكات مع قوات قسد بريف دير الزور الشرقي، تزامنا مع تجدد الاشتباكات بين "قسد" ومليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا وإيران بريف دير الزور الغربي، وسط تصاعد الهجمات بين الطرفين خلال الآونة الأخيرة.

وقال الناشط عبد الحكيم البخيت، مسؤول شبكة "عكيدات نيوز" العاملة في منطقة ريف دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن 3 عناصر بينهم ضابط برتبة ملازم أول من "اللواء 103" العامل تحت مظلة "الحرس الجمهوري" التابع لقوات النظام السوري، أُصيبوا اليوم الثلاثاء، إثر استهدافهم من قبل عناصر القنص التابعين لقسد، في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، شرق البلاد.

وأكد البخيت أن الخلاف بين قوات "قسد" من جهة، وقوات "الحرس الجمهوري" من جهة أخرى، يعود لعمليات التهريب من خلال العبارات النهرية، في ظل سيطرة قوات النظام على الضفة الغربية من نهر الفرات (بادية الشامية)، في حين تُسيطر "قسد" على الضفة الشرقية (بادية الجزيرة).

إلى ذلك، استهدفت قوات "قسد" مساء اليوم الثلاثاء، بقذائف الهاون، مدينة الميادين التي تُسيطر عليها المليشيات المدعومة من إيران، بريف دير الزور الشرقي، دون معرفة حجم الخسائر الناجمة عن الاستهداف.

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات بين مليشيا "الدفاع الوطني" من جهة، وقوات "قسد" من جهة أخرى، على ضفة نهر الفرات، قرب بلدة الهرموشية بريف دير الزور الغربي، شرق سورية، تزامنا مع حالة استنفار للطرفين على ضفتي النهر.

وأشار البخيت إلى أن سبب تصاعد حدة الاشتباكات بين "الدفاع الوطني" من جهة وقوات "قسد" من جهة أخرى، يأتي عقب اتهام الأخيرة مليشيا الدفاع الوطني بدعم هجمات أبناء العشائر العربية ضد قوات "قسد" في أرياف دير الزور الشرقية والغربية.

وبيّن البخيت أن عددا من أبناء قبيلة "العكيدات" يعملون في صفوف "الدفاع الوطني"، موضحاً أنهم يقاتلون باسم قبيلة "العكيدات"، وليس باسم المليشيا التي يعملون في صفوفها.

وفي منتصف سبتمبر/ أيلول العام الفائت 2023، أعلن إبراهيم الهفل، شيخ قبيلة "العكيدات" عن تشكيل ما سماه "جيش قوات العشائر العربية"، وذلك بهدف قتال قوات "قسد" بأرياف محافظة دير الزور، وذلك بعد إعلان الهفل النفير العام ضد المليشيا، عقب اعتقال الأخيرة قائد مجلس دير الزور العسكري المدعو أحمد الخبيل المعروف باسم "أبو خولة" في نهاية أغسطس/آب العام الفائت، وهو أحد مشايخ عشيرة "البكير" التابعة لقبيلة "العكيدات"، خلال استدراجه إلى مقر مظلوم عبدي في استراحة الوزير، ضمن مدينة الحسكة، شمال شرق سورية.