قتلى وجرحى من الجيش العراقي بهجوم لداعش في صحراء الرطبة

قتلى وجرحى من الجيش العراقي بهجوم لداعش في صحراء الرطبة

18 ديسمبر 2023
اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، إن قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي تعرضت لاعتداء إرهابي من قبل مسلّحي تنظيم داعش في صحراء الرطبة الحدودية مع الأردن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش.

وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة، لا سيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن "عناصر تنظيم داعش شنوا هجوماً، فجر اليوم الاثنين، على نقطة عسكرية تابعة للفرقة الخامسة للجيش العراقي، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين" في الرطبة.

وأضافت المصادر أن "الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الجيش وإصابة خمسة آخرين، فيما شنت القوات العراقية المشتركة عملية أمنية لمتابعة ملاحقة عناصر تنظيم "داعش"، وسط استنفار أمني كبير داخل مركز قضاء الرطبة خشية من تسلل عناصر "داعش" إلى القضاء مع عملية الاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات".

هذا الهجوم الذي يتزامن مع فتح صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية التي تُجرى في البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة، هو الأول من نوعه منذ عدة أسابيع في المحافظة الغربية الحدودية مع دول السعودية، والأردن، وسورية.

وفي السياق، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد الشريفي، لـ"العربي الجديد"، إن هجوم اليوم "يهدف إلى إرباك المشهد الانتخابي، على الرغم من أن التنظيم فقد كل مقومات التأثير على أي مشهد".

وبيّن الشريفي أن "ضعف تنظيم داعش وتراجعه بشكل كبير، لا يعنيان أنه لا يشكل تهديداً، ولهذا يجب التعامل بجدية مع أي تحركات مشبوهة للتنظيم، إذ سيعمل على استغلال الفرص، والبحث عن الثغرات، لشن عملياته الإرهابية سواء ضد المدنيين أو القوات الأمنية".

وأضاف الخبير الأمني أن "المناطق الصحراوية ومنها الرطبة ما زالت تضم خلايا تنظيم داعش ومضافات لهذا التنظيم، رغم كل العمليات الأمنية والعسكرية بهذه المناطق طيلة السنوات الماضية، وهذا يؤكد أن هناك جيوباً خفية لهذا التنظيم تسهل تحركاته، والقضاء على هذه الجيوب يكون من خلال الجهد الاستخباراتي ومساعدة أهالي تلك المناطق".

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية قبل عدة أشهر، بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحد من حركاتهم.

وتواصل القوات العراقية منذ عدة أشهر ما تصفها بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.