أفادت مصادر مطلعة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية"، بمقتل ثلاثة عناصر يتبعون مليشيا "كتائب سيد الشهداء" (العراقية) التي تحظى بدعم كامل من "الحرس الثوري الإيراني"، إثر هجوم شنه مجهولون على حاجز عسكري للمليشيا في محيط منطقة السفيرة جنوب محافظة حلب.
وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"،أن قرابة 12 مسلحاً مجهولي الهوية، هاجموا عند منتصف ليل الأربعاء – الخميس، حاجزاً عسكرياً لمليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية، عند طريق البري، بجانب معمل الجرارات، على طريق بلدة السفيرة جنوب محافظة حلب، وهي منطقة تبسط المليشيات الإيرانية نفوذها عليها بشكلٍ كامل.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم الذي استخدمت فيه الأسلحة الفردية، أسفر عن مقتل كل من القيادي بدر المكنى بأبو عريض (عراقي الجنسية)، وعيسى عليان، وهو عنصر محلي يعمل في المليشيا، ينحدر من منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، وقيصر صفوان (سوري الجنسية) أيضاً، من أبناء محافظة اللاذقية.
وأضافت المصادر أن الهجوم أيضاً أوقع أربعة جرحى بينهم قيادي يدعى رضوان (عراقي الجنسية)، تم نقلهم لنقطة طبية تُسيطر عليها المليشيات الإيرانية على مقربة من معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب المحافظة، كما فرضت المليشيات الإيرانية طوقاً أمنياً في المنطقة عقب الهجوم، بالتزامن مع نشر حواجز مؤقتة على مداخل ومخارج المنطقة، مع تفتيش المارة بمن فيهم عناصر قوات النظام.
ولفتت المصادر إلى أن المهاجمين استقلوا سيارتي دفع رباعي، وكانوا يرتدون بزات عسكرية، وعقب الهجوم توجهوا إلى قرية رسم النقل بالريف ذاته، واختفوا بتلك المنطقة التي تُسيطر عليها أيضاً مليشيات إيرانية.
وتشكلت مليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية، في عام 2013، وهدفها حماية المراقد التي يقدسها المسلمون الشيعة، بحسب مؤسسيها. وشاركت في العديد من المعارك إلى جانب قوات النظام والمليشيات التي تدعمها إيران في سورية، وخسرت عشرات القتلى من عناصرها (العراقيين والسوريين)، معظمهم في المعارك التي كانت المليشيا مشاركةً فيها بمدينة حلب ومحيطها، شمال غرب البلاد، ودير الزور شرق سورية، والغوطة الشرقية من دمشق جنوب سورية.
وفي السياق، حصل "العربي الجديد" على معلومات من المصادر ذاتها، تُفيد بأن مجموعة مجهولة تستقل سيارة عسكرية هاجمت قبل أيام بالأسلحة الفردية، حاجزاً عسكرياً لكتائب "حزب الله" اللبناني، قرب محطة المياه التي يُسيطر عليها عناصر الحزب بالقرب من بلدة الخفسة شرق محافظة حلب. وأكدت المصادر أن الهجوم أدى لمقتل كل من يوسف الرحمو، وينحدر من بلدة السفيرة جنوب حلب، وفادي الكريم، الذي ينحدر من بلدة الفوعة شمال إدلب، وإصابة عمر مأمون المنحدر من بلدة النيرب شرق إدلب، وهم سوريو الجنسية، ولفتت المصادر إلى أن القتلى والجرحى نقلتهم سيارات إسعاف تابعة لـ"حزب الله" إلى مستشفى دير حافر شرق محافظة حلب، الذي تُسيطر عليه المليشيات الإيرانية.
ويشهد الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة حلب، والذي تُسيطر عليه المليشيات التي يدعمها "الحرس الثوري الإيراني"، استنفاراً أمنياً خلال الأيام الثلاثة الماضية، عقب تزايد الهجمات على حواجز وثكنات عسكرية تابعة لها في الريفين، دون تبني أي جهة تلك العمليات، لتُسجل جميعها ضد مجهول، مع العلم أن المنطقة لا تشهد نشاطاً لخلايا تنظيم "داعش"، التي تكثف هجماتها وكمائنها في البادية السورية، وتحديداً أرياف محافظات حمص وحماة ودير الزور الشرقية.
قتلى بألغام النظام و"داعش"
قُتل عنصران من "الجبهة الوطنية للتحرير"، إحدى تشكيلات "الجيش الوطني" المعارض، والعاملة في محافظة إدلب ومحيطها، مساء اليوم الخميس، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات قوات النظام على خطوط التماس، في جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، فيما قُتل مدنيان وجرح آخرون، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم (داعش)، في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
وأكد الناشط الإعلامي سعد زيدان، الفاعل في محافظة إدلب وريفها، لـ"العربي الجديد"، أن عنصرين من "الجبهة الوطنية للتحرير" قضيا، وأُصيب عنصر ثالث، إثر انفجار لغم أرضي زرعته قوات النظام في وقت سابق، على مقربة من خطوط التماس الفاصلة بين قوات المعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، ضمن الأراضي الزراعية المحيط ببلدة البارة بوابة جبل الزاوية من الجهة الجنوبية، جنوب إدلب.
من جهة أخرى، قال أحمد شيخو، مدير المكتب الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن عبوةً ناسفةً زرعها مجهولون انفجرت، الخميس، على طريق الكورنيش الشرقي لمدينة إدلب، ما أدى لوقوع أضرار مادية جسيمة في الطريق، دون تسجيل أي خسائر بشرية، وأكد أن "الخوذ البيضاء" استجابت للحادث وأمنت الطريق بعد تفقده من خلوه من أي مخلفات أخرى.
في سياق منفصل، حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر محلية، تُفيد بأن مدنيين اثنين قُتلا، مساء الخميس، وجرح تسعة آخرون، بينهم نساء بعضم تعرض للبتر بالساق والقدم، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي بسيارة زراعية كانوا يستقلونها بالقرب من منطقة سد وادي أبيض في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
في غضون ذلك، أُصيب عناصر من قوات "الفيلق الخامس" التابعة للنظام، والمدعومة من روسيا، إثر اشتباكات متقطعة اندلعت على مدار ساعات اليوم، مع خلايا تنظيم "داعش"، أثناء تمشيط البادية بالقرب من منطقة السخنة شرق محافظة حمص، كما شنت الطائرات الحربية الروسية ما يزيد عن 9 غارات جوية، استهدفت منطقة جباجب جنوب محافظة دير الزور، ومنطقة الرصافة غرب محافظة الرقة، مستهدفة خلايا التنظيم ونقاط تحصنه.
عودة الاغتيالات إلى درعا
إلى جنوب سورية، قُتل كل من وسيم محمود ناعم، المنحدر من قرية دير ماما بريف مصياف غرب محافظة حماة، وصخر فؤاد سلمان، المنحدر من قرية درميني بريف جبلة شرق اللاذقية، وهما من مرتبات فرع الأمن العسكري التابعة للنظام، إثر هجوم نفذه مجهولون بالأسلحة الفردية، مساء الخميس، استهدف سيارة كانت تقلهما مع عناصر آخرين في مدينة نوى غربي محافظة درعا، جنوب البلاد.
وفي السياق، أكد تجمع "أحرار حوران"، مقتل ياسين جمعة العبود، الملقب بـ"النسر"، أحد قادة مجموعات "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام، إثر استهدافه بعدة طلقات من قبل مجهولين، على الطريق الواصل بين بلدتي أم المياذن والنعيمة شرق درعا، ولفت التجمع إلى أن العبود عمل سابقاً في صفوف "الجيش الحر" المعارض، وبعد التسوية تزعم مجموعة تتبع لـ "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري.