غياب التوافق يؤخر حسم الموعد النهائي للانتخابات العراقية

على الرغم من حديث سياسيين وبرلمانيين عراقيين عن قرب حسم الموعد النهائي للانتخابات المبكرة، إلا أن الموعد لم يحسم بعد، بسبب غياب التوافق بين الأطراف السياسية التي يريد بعضها تأجيل الانتخابات، بينما يشدد آخرون على ضرورة إجرائها في موعدها الذي سبق أن حددته الحكومة في السادس من يونيو/ حزيران المقبل.

وأكد عضو البرلمان محمد البلداوي، الثلاثاء، أن الحكومة استعجلت حين حددت موعد الانتخابات في السادس من حزيران/ يونيو، رغم عجزها عن توفير مستلزمات مفوضية الانتخابات ماديا ولوجستيا، مبينا في إيجاز صحافي أن اجتماع قادة الكتل السياسية والرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان) ولد تصوراً لدى المجتمعين أن الحكومة تماطل في تنفيذ وعودها بشأن توفير الأموال للمفوضية، وهي في ذات الوقت ما زالت تعلن إصرارها على الموعد الذي أعلنته في حزيران المقبل.

وأشار إلى أن اليوم الأحد سيشهد اجتماعا من أجل تحديد موعد الانتخابات، لافتا إلى أن تحديد الموعد النهائي متوقف على طرفين هما الحكومة ومفوضية الانتخابات، ولا بد من تدخل الإرادة السياسية لحسم هذا القضية.

وأوضح البلداوي أن المفوضية أوضحت للمجتمعين أنها لم تستلم الأموال الكاملة من الحكومة لحد الآن، لذا فإنها لا يمكن أن تتعهد بموعد ثابت للانتخابات، على حد قوله.

وتحدثت مصادر سياسية مطلعة لـ "العربي الجديد" عن وجود تباين في وجهات النظر أخر الاتفاق على موعد الانتخابات، الذي كان مفترضا أن يتم في اجتماع للقوى السياسية أمس السبت، لافتة إلى أن أغلب القوى السياسية راغبة في تأجيل الانتخابات لـ3 أو 4 أشهر عن الموعد الذي سبق أن حددته الحكومة منتصف العام الحالي.

وتابعت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها "إلا أن كلاً من هذه القوى يرفض الإعلان عن ذلك صراحة، بانتظار أن يتم التوافق على ذلك بين الأطراف السياسية الرئيسية".

وبينت أن مفوضية الانتخابات طلبت تحديد موعد نهائي للانتخابات من أجل إكمال الإجراءات المتعلقة بالعملية الانتخابية التي تتطلب عدة أشهر، مؤكدة أن الاجواء السياسية الحالية تشير إلى أن إجراء الانتخابات بعد أقل من 5 أشهر أمر صعب جدا.

وأوضح نائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي أن الاجتماعات الأخيرة للقوى السياسية وصلت إلى نتيجة مفادها أن الانتخابات لن تتم في يونيو/ حزيران، قائلا في تغريدة على موقع "تويتر" إن "ما تمخّض عن الاجتماعات الأخيرة هو: لا انتخابات مبكرة في حزيران، وما يؤخر إعلان موعدها الجديد هي إرادة تحميل مفوضية الانتخابات هذا التأجيل"، موضحا أن الموعد الجديد سيعلن عنه قريبا.  

ما تمخّض عن الإجتماعات الأخيرة هو: لا انتخابات مبكرة في حزيران، وما يؤخر اعلان موعدها الجديد هي إرادة تحميل مفوضية الانتخابات هذا التأجيل، وكذلك تريد بعض الكتل أن يكون الموعد قريباً من أجواء شهر محرّم كي تستفاد من التحشيد العاطفي، وفي كل الأحوال سيُعلن عن الموعد قريباً.

— بهاء الأعرجي (@bahaa_alaaraji) January 17, 2021

وشهد العراق خلال الأيام الماضية اجتماعات ولقاءات مكثفة في بغداد بين القوى السياسية، فضلا عن رؤساء الحكومة والجمهورية والبرلمان، والقضاء، وبرعاية بعثة الأمم المتحدة، إلى جانب مفوضية الانتخابات، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حيال موعد الانتخابات المبكرة العامة.

يشار إلى أن الانتخابات المبكرة تعد أحد أهم مطالب الحراك الاحتجاجي الواسع الذي انطلق بالعراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وتمكن من تغيير الحكومة، واستبدال مفوضية الانتخابات، وإرغام القوى السياسية على سن قانون انتخابات جديد، ثم قيام حكومة مصطفى الكاظمي بتحديد موعد للانتخابات المبكرة منتصف العام الحالي.