غوتيريس يعين الروسي ألكسندر إيفانكو ممثلاً خاصاً له في الصحراء

غوتيريس يعين الروسي ألكسندر إيفانكو ممثلاً خاصاً له في الصحراء

28 اغسطس 2021
ألكسندر إيفانكو (تويتر)
+ الخط -

عين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجمعة، الروسي ألكسندر إيفانكو ممثلاً خاصاً له في الصحراء ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة الـ "مينورسو".

وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، مساء الجمعة، إن "ألكسندر إيفانكو، سيخلف الكندي كولين ستيوارت (الذي استلم المنصب منذ أواخر 2017)، والذي يشعر الأمين العام بالامتنان له على خدمته المتفانية وقيادته الفعالة لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء".

وأوضح أن إيفانكو سبق وشغل منصب رئيس أركان بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في  الصحراء منذ عام 2009، وله أكثر من 30 عاماً من الخبرة في الشؤون الدولية وحفظ السلام والصحافة، كما شغل سابقاً منصب مدير الإعلام لبعثة الأمم المتحدة في كوسوفو (2006-2009) والمتحدث باسم الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك (1994-1998).

وبدأ الممثل الخاص لغوتيريس حياته المهنية في الصحافة، حيث عمل مراسلاً لإحدى الصحف الروسية في أفغانستان والولايات المتحدة، كما شغل منصب كبير مستشاري الممثل المعني بحرية وسائل الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (1998 -2005).

ويأتي تعيين إيفانكو في ظل حالة ترقب لمعرفة هوية المرشح رقم 14 لمنصب مبعوث أمين عام الأمم المتحدة الشخصي إلى الصحراء، وذلك بالتزامن مع تحركات للإدارة الأميركية الجديدة من أجل دفع المغرب إلى الموافقة على تعيين مبعوث أممي جديد، إلا أنه إلى حد الساعة لم يتم تعيين خليفة للمبعوث الشخصي السابق الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر.

وكان لافتاً خلال الأشهر الماضية تحرك غوتيريس لتسريع اختيار مبعوث خاص جديد إلى الصحراء، بعد سنتين من شغور المنصب في وقت ظلت فيه مهمة إقناع أطراف النزاع بمرشحين لهم القدرة على إدارة العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، صعبة طيلة الأشهر الماضية.

وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بعد مباحثات جمعته مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في يوليو/تموز الماضي، المغرب و"جبهة البوليساريو" الانفصالية إلى قبول المرشح الجديد الذي سيقترحه عليهما، وذلك من أجل "مواجهة كل الإحباطات الموجودة بسبب أزمة ما زال لا يوجد مخرج لها"، على حد تعبيره.

وكشف غوتيريس أنّ الأمم المتحدة تبذل "جهوداً كبيرة" من أجل تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء، وأنه اقترح 13 اسماً لكنها "لم تحصل على موافقة من الأطراف"، معتبراً أن استمرار النزاع يؤثر على "عامل الاستقرار في المنطقة التي تواجه خطر الإرهاب".

وبينما أكد أمين عام الأمم المتحدة أنه "من الضروري للغاية إيجاد حل سياسي، ولهذا من الضروري استئناف الحوار السياسي وأن يقبل الطرفان مبعوثاً"، تُطرح أكثر من علامة استفهام حول مواصفات المرشح الذي سيحظى بموافقة المغرب؟.

ومنذ استقالة المبعوث الأممي السابق كوهلر، في مايو/أيار 2019، لـ"دواعٍ صحية"، لم يغير مجلس الأمن من قراءته للوضع والمخرج السياسي لملف الصحراء، وهو ما بدا جلياً من خلال سعيه لإعادة الدينامية والزخم إلى العملية السياسية، عبر إحياء آلية "الطاولات المستديرة".

وكان كوهلر راهن على هذه الآلية لتحقيق اختراق في جدار نزاع عمّر طويلاً، بسبب تباعد وجهات النظر بين أطرافه، خصوصاً بعد أن جدد المجلس التأكيد على المعايير التي حددها بوضوح في قراراته 2414 و2440 و2468 و2494 من أجل التوصل إلى حل نهائي للنزاع حول قضية الصحراء.

ولم تنجح الأمم المتحدة، طيلة سنتين، في إيجاد شخصية جديدة قادرة على إدارة الملف الشائك، واستئناف ما بدأه كوهلر من مساع دبلوماسية كللت بجمع المغرب والجزائر وموريتانيا و"جبهة البوليساريو" على طاولة المفاوضات في سويسرا، ديسمبر/كانون الأول 2018، وفي مارس/آذار 2019، وهو الأمر الذي لم يفلح فيها مبعوثون سابقون، إذ كانوا يحصرون طرفي النزاع بالمغرب و"البوليساريو"، فيما تشارك كل من الجزائر وموريتانيا كمراقبين.

وظلت مهمة العثور على خليفة كوهلر غير سهلة بالنسبة إلى غوتيريس، فالعديد من المرشحين إما رفضوا قبول المهمة أو رفضهم أحد أطراف النزاع، كان من أبرزهم وزير الخارجية السلوفيني ميروسلاف لايتشاك، الذي كان ينظر إليه كشخصية مستوعبة للنهج الأممي في التدبير الواقعي لحل النزاعات الدولية، ولا سيما خلال رئاسته الجمعية العامة للأمم المتحدة، غير أنه رفض من قبل "البوليساريو".

وفي مطلع إبريل/ نيسان الماضي، ذكرت مصادر أممية أن غوتيريس اقترح مواطنه ووزير خارجية البرتغال السابق لويس أمادو، مبعوثاً شخصياً له إلى الصحراء، غير أن تعيينه اصطدم كذلك برفض "جبهة البوليساريو". وفي حين رفضت السلطات المغربية، ثلاثة أسماء وهم وزراء سابقون في هولندا وأستراليا وسويسرا، بحسب ما روجت لذلك قيادة "البوليساريو".

وفي وقت تبدو فيه التحركات الأممية تتجه لإحياء العملية السياسية، تطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة الأمين العام للأمم المتحدة على تعيين خليفة كوهلر في ظل ما يعيشه الملف من توتر منذ تأمين الجيش المغربي لمعبر الكركرات الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وإعلان "البوليساريو" انتهاء وقف إطلاق النار، وكذلك ما شهدته المنطقة من توتر دبلوماسي بين الجزائر والرباط انتهى هذا الأسبوع بإعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة.