غموض بشأن مصير موظفين أمميين وأجانب معتقلين في إثيوبيا

قلق وغموض بشأن مصير موظفين أمميين وأجانب معتقلين في إثيوبيا

12 نوفمبر 2021
وضع مقلق في إثيوبيا (إدرواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

قالت الأمم المتحدة، الخميس، إنه لا يوجد تغيير في وضعية 9 موظفين أمميين، وكذلك 70 من سائقي الشاحنات، اعتقلتهم السلطات الإثيوبية قبل يومين، في حين أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تقارير عن احتجاز مواطنين أميركيين في إثيوبيا.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحافي، أمس الخميس، أنّ الأمم المتحدة "ما زالت منخرطة مع السلطات الإثيوبية من أجل إطلاق سراح 9 من الموظفين الأمميين، وكذلك 70 من سائقي شاحنات الإغاثة، اعتقلتهم السلطات الإثيوبية قبل يومين"، مضيفاً: "نحن نواصل الانخراط بقوة مع السلطات الإثيوبية لمحاولة التراجع عن هذا الوضع".

والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أنه تم احتجاز ما لا يقل عن 9 من موظفيها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مطالبة السلطات بالإفراج الفوري عنهم، وفق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق.

وحول الوضع شمالي إثيوبيا، قال دوجاريك خلال المؤتمر: "الوصول الإنساني بالمساعدات العاجلة تمت إعاقته بسبب انعدام الأمن، كما انقطعت الكهرباء والاتصالات في ديسي وكومبولتشا بإقليم أمهرة منذ 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

وأشار إلى أنّ "العمليات الإنسانية في جميع أنحاء إثيوبيا تواجه فجوة في التمويل تبلغ 1.3 مليار دولار، بما في ذلك 350 مليون دولار للاستجابة في تيغراي وحدها".

والخميس، قال السفير الإثيوبي بالسودان، بيتال أميرو، في مؤتمر صحافي، إنّ حكومته "اعتقلت موظفين محليين يتبعون للأمم المتحدة بتهمة التخابر مع الإرهابيين في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

أديس أبابا: سنعاقب موظفي الأمم المتحدة "إذا خالفوا القانون"

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أمس الخميس، إنّ الموظفين الإثيوبيين العاملين بالأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي الذين يخالفون القانون "سيعاقبون".

وقال مفتي، في مؤتمر صحافي بالعاصمة أديس أبابا "يتعين على موظفي الأمم المتحدة المقيمين في إثيوبيا احترام قانون البلد. فهم يعيشون في إثيوبيا وليس في الفضاء. وسواء أكانوا من موظفي الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي فإنه يجب محاسبتهم".

ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وحكومات أفريقية وغربية الأسبوع الماضي إلى وقف إطلاق النار.

لكن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، أكد موقف الحكومة الرافض لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار مع قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، واشترط لذلك انسحاب قوات تيغراي من منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين لتيغراي.

ودخلت قوات تيغراي أمهرة في يوليو/تموز، بعد انسحاب القوات الإثيوبية من معظم تيغراي بعد شهور من معارك دموية. وكانت قوات أمهرة داعمة للجيش الإثيوبي في تلك المعارك.

الولايات المتحدة قلقة من تقارير عن "احتجاز" أميركيين في إثيوبيا

بدورها، أعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن قلقها إزاء تقارير عن احتجاز مواطنين أميركيين في إثيوبيا، وذلك في تصريحات أدلى بها متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لقناة "الحرة"، التي لم تكشف عن هويته.

وقال المتحدث إنّ واشنطن "تجري نقاشات نشطة مع حكومة إثيوبيا حول هذه المسألة من خلال السفارة الأميركية في أديس أبابا"، ولم يتطرق المتحدث إلى مزيد من التفاصيل أو عدد الأشخاص المحتجزين.

وجرى احتجاز مواطنين أميركيين وبريطانيين في الاعتقالات الجماعية التي نفذتها السلطات الإثيوبية ضد عرقية تيغراي، في ظل حالة الطوارئ الجديدة المفروضة في البلاد التي تتصاعد فيها الحرب، حسب وكالة "أسوشييتد برس".

واعتقلت السلطات الآلاف من عرقية تيغراي في العاصمة أديس أبابا، وفي أنحاء ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وزادت المخاوف من حدوث المزيد من مثل هذه الاعتقالات الخميس، حيث أمرت السلطات أصحاب العقارات بتسجيل هويات المستأجرين لدى الشرطة.

في غضون ذلك، شُوهد رجال مسلحون بالعصي في بعض الشوارع، بينما كانت مجموعات من المتطوعين تبحث عن مواطنين من عرقية تيغراي للإبلاغ عنهم.

وتقول الحكومة الإثيوبية إنها تحتجز أشخاصاً يشتبه في دعمهم لقوات إقليم تيغراي التي تقترب من أديس أبابا في حرب مستمرة منذ عام مع القوات الإثيوبية، والتي اندلعت بسبب خصومة سياسية، لكن منظمات حقوقية ومحامين وأقرباء ولجنة إثيوبية لحقوق الإنسان شكلتها الحكومة، يقولون إنّ الاعتقالات، التي شملت الأطفال وكبار السن، تبدو على أساس العرق.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وقالت ميرون كيروس، وهي ابنة المواطن البريطاني كيروس أمديماريام غبريب البالغ من العمر 55 عاماً، لوكالة "أسوشييتد برس"، إنّ والدها كان يعيش في المملكة المتحدة منذ أكثر من ربع قرن، وكان يزور إثيوبيا للعمل على دراسات الدكتوراه الخاصة به، عندما تم اعتقاله من منزله بالعاصمة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

وأضافت: "والدي ليس منخرطاً مطلقاً في ما يحدث"، وعزت اعتقاله "إلى مجرد كونه إنساناً من تيغراي"، كما ذكرت أنه لم يتم السماح للأسرة بالاتصال به، واصفة الأمر بأنه "محزن للغاية".

(الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون