غضب فلسطيني من إفطار حضره ضباط بجيش الاحتلال جنوب الخليل

غضب فلسطيني من إفطار حضره ضباط بجيش الاحتلال جنوب الخليل

03 ابريل 2023
دعوات لمحاسبة المشاركين في الإفطار (أرشيف/ Getty)
+ الخط -

قوبل إفطار جرى في جنوب الخليل بحضور ضباط من الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بمشاركة رجال أعمال ووجهاء عشائر، بغضب فلسطيني، وسط دعوات لمحاسبة المشاركين في الإفطار.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، مقطع فيديو، يظهر مجموعة من رجال أعمال ورجال إصلاح ومخاتير عشائر في محافظة الخليل يشاركون ضباطاً من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال وهم بلباسهم العسكري وبسلاحهم في حفل إفطار مساء أمس.

ووفق مصادر محلية، فإن الإفطار تم في "خربة سيفر" الواقعة جنوب الخليل، خلف جدار الفصل العنصري.

من جانبها، أدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) في بيان لها ما قالت عنه إنه "لقاء الإفطار الخياني الذي جمع بين بعض من يدعون تمثيل بعض العشائر من محافظة الخليل مع ضباط من جيش الاحتلال، تحديداً من (الإدارة المدنية) وبعض الضباط السابقين لمصلحة السجون الإسرائيلية".

ودعت اللجنة الوطنية للشعب الفلسطيني في كل مكان، بالذات في جبل الخليل المناضل، إلى عزل رموز الخيانة ومقاطعتهم شعبياً لإجهاض مخططات الاحتلال لإحياء "روابط القرى" كأداة لخدمة مشروعه الاستعماري.

ووفق اللجنة، "يأتي هذا اللقاء الخياني في يوم استشهاد الدكتور محمد العصيبي من عشائر النقب العربية الفلسطينية الصامدة، وفي الوقت الذي يصعّد فيه الاحتلال من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني بالذات في المسجد الأقصى ومحاولته منع المصلين من الوصول إليه في شهر رمضان المبارك".

وتابعت اللجنة: "كما يأتي هذا الاحتفال بممثلي نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي  ليقدّم ورقة توت مهترئة للتغطية على سياسة التطهير العرقي الممنهج للشعب الصامد المقاوم في ربوع فلسطين التاريخية، من النقب إلى مسافر يطا ومن سوسيا إلى القدس".

ومضت قائلة: "على مرمى حجر من مكان عقد الإفطار الخياني، يعمل الاحتلال على تهجير أكثر من 1200 فلسطيني من منطقة المسافر، فضلاً عن منع المواطنين من الوصول إلى المياه والأراضي والتهديد المتكرر بالقتل".

وشددت على أن "هذه اللقاءات الوقحة مع ممثلي الاحتلال لا تجري في الفراغ، بل في سياق تفاقم التطبيع الرسمي، والمتمثل بالاستمرار في التنسيق الأمني على الرغم من قرارات منظمة التحرير الفلسطينية - الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا - القاضية بوقفه بشكل كامل، وفي اللقاءات التطبيعية الأخيرة بمشاركة جهات رسمية فلسطينية والتي كان آخرها اجتماعا شرم الشيخ والعقبة مع قيادات العدوّ الإسرائيلي، والتي عقدت بإملاء أميركي وبمشاركة حكومتي مصر والأردن، بحجة البحث عن سبل "التهدئة في الأراضي الفلسطينية".

وأضافت: "في الوقت الذي يناضل فيه شعبنا الفلسطيني من أجل حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها التحرّر والعودة وتقرير المصير، ولإفشال خطط الاحتلال الساعية لتصفية القضية الفلسطينية بغطاء من بعض الأنظمة العربية المنخرطة في التطبيع والتحالف العسكري معه، وفي الوقت الذي تصر الشعوب العربية الشقيقة، من المغرب إلى البحرين وما بينهما، على مركزية قضية فلسطين وعلى رفض التطبيع، يبقى التطبيع الفلسطيني، بالذات الرسمي، أهم ورقة توت تغطي على وتُستخدم لتبرير التطبيع مع الاحتلال".

 

ونبهت إلى أنه "إن كانت مقاومة التطبيع مهمّة في كل زمان، كونه يشكل سلاحاً إسرائيلياً فعّالاً يستخدم لتقويض نضالنا من أجل حقوق شعبنا، فإن مناهضة التطبيع، والتصدي له على المستويين الرسمي والشعبي في هذا الزمن، تعدّ ضرورة نضالية ملحة لمنع تصفية القضية الفلسطينية".

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس هارون ناصر الدين، في تصريح صحافي نقله موقع "حرية نيوز" المحسوب على الحركة، "إنّ الإفطار الجماعي الذي نظمته بعض الشخصيات أمس في الخليل بحضور ضباط من (الإدارة المدنية الصهيونية) تطبيع غير مقبول، ويناقض قيم شعبنا في مقاطعة الاحتلال ومحاربته ومواجهة سياساته الإرهابية".

وأكد ناصر الدين أنّ هذا اللقاء تجاوَزَ أعراف الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد في ذات الوقت الذي تتغول فيه حكومة الاحتلال على الشعب الفلسطيني بقرارات عنصرية، وتصعّد جماعات المستوطنين من عدوانها السافر على المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وتواصل الحشد لتنفيذ مخطط ذبح القرابين في الأقصى هذا الأسبوع.

وشدد ناصر الدين على أن هذا السلوك خيانة لوصايا الشهداء التي تدعو لتصعيد المقاومة والتمسك بالسلاح طريقًا وحيدًا لوقف جرائم الاحتلال وطرده من أرضنا ومقدساتنا، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة اليوم للتحشيد والتوحد من أجل مواجهة مخططات الاحتلال وسياساته والاشتباك معه في كافة المناطق وسد كافة أبواب التطبيع معه جملة وتفصيلاً.

ودعا ناصر الدين وجهاء الخليل وشخصياتها ومؤسساتها لإعلان موقف رافض لمثل هذه اللقاءات، والاتفاق على ميثاق شرف يجرِّم أي علاقة من هذا النوع مع الاحتلال الذي يمارس دورًا واضحًا في تفتيت الخليل وزرع الفتنة بين صفوف أهلها ويتسبب بتفسخ المجتمع وزعزعة السلم الأهلي.

المساهمون