غريفيث: الصراع في اليمن تدهور إلى مستويات خطيرة

غريفيث: الصراع في اليمن تدهور إلى مستويات خطيرة

16 مارس 2021
تزايد الهجمات عبر الحدود (أتيلغان أوزديل/ الأناضول)
+ الخط -

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، إن "الصراع في اليمن تدهور إلى مستويات خطيرة، حيث يستمر هجوم "أنصار الله" (الحوثيين) على محافظة مأرب، مما يعرض المدنيين للخطر". 

وعبّر غريفيث، خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي حول اليمن، عن قلقه إزاء "تزايد الهجمات عبر الحدود، وتصعيد الهجمات بالصواريخ والمسيرات، بما فيها تلك التي استهدفت المرافق التجارية والمدنية في المملكة العربية السعودية، ووجهت ضربات جوية داخل حدود مدينة صنعاء، مما عرض المدنيين للخطر"، مضيفاً: "كما نتابع فتح جبهات عسكرية أخرى، بما فيها التصعيد في حجة وتعز والحديدة".

ولفت المبعوث الأممي الانتباه إلى نقص الوقود الحاد الذي يعاني منه المدنيون في صنعاء والمحافظات المجاورة، حيث لم تسمح الحكومة اليمنية بإدخال واردات الوقود للحديدة منذ يناير/ كانون الثاني. وأشار إلى أن ذلك "يؤدي إلى زيادة في تكلفة السلع الأساسية، كما يعرض نقص الوقود المستشفيات للخطر". 

 

وطالب المبعوث الأممي بـ"إزالة العقبات أمام وصول الواردات وتوزيع الوقود للأغراض الإنسانية، وعدم استخدام الاقتصاد كأداة حرب". 

وحثّ غريفيث الحكومة اليمنية، في هذا السياق، على السماح بدخول سفن الوقود للحديدة، وقال إن "عائدات الرسوم والضرائب المفروضة على السفن يجب أن تستخدم لدفع أجور الموظفين الحكوميين، على أساس قاعدة بيانات الأجور للعام لسنة 2014".

وعبّر عن قلقه إزاء أوضاع المهاجرين في اليمن، وأشار إلى الحريق الذي اندلع في مركز احتجاز لمهاجرين، أغلبهم إثيوبيون، في صنعاء، حيث قتل العشرات وأصيب عشرات آخرون. وناشد بإجراء تحقيق مستقل للوقوف على أسباب اندلاعه.

حثّ غريفيث الحكومة اليمنية على السماح بدخول سفن الوقود للحديدة، وطالب بإزالة العقبات أمام وصول الواردات وتوزيع الوقود للأغراض الإنسانية، وعدم استخدام الاقتصاد كأداة حرب

 

وأضاف أن "اتخاذ عدد من الخطوات، بما فيها وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء وضمان تدفق الوقود دون قيود، من خلال موانئ الحديدة، هي مقتضيات إنسانية ملحة، وستقلل من أثر الصراع على اليمنيين". وأشار إلى ضرورة "التركيز على تلك النقاط في المفاوضات".

وذكر المبعوث الأممي أن مهمته "مساعدة الأطراف على إنهاء الصراع الذي لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق تسوية الخلافات عبر التفاوض"، وخلص إلى ضرورة استئناف العملية السياسية دون شروط مسبقة"، وعبّر عن قلقه من أن "بعض أطراف النزاع تعتبر مجرد الاجتماع على طاولة، معنا أو مع آخرين، لنقاش ملامح إنهاء الحرب، تنازلاً وليس إلزاماً.. يعتبرونه مقايضة تجارية، وليس أولوية".

 

من جهته، قال مارك لوكوك، مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن نقصاً حاداً في التمويل يؤثر سلباً على إمكانية مكافحة المجاعة المحتملة وانتشارها بشكل واسع في اليمن، مؤكداً أن "هذا ليس التحدي الوحيد، حيث أدت الأعمال العدائية في مأرب إلى نزوح الآلاف، وتأجيج الصراع في مناطق أخرى". 

وحول اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في اليمن أكد لوكوك كذلك على ضرورة التحقيق بما حدث في صنعاء، مشيراً إلى "غرق قرابة عشرين شخصاً عندما قام تجار البشر بإجبارهم على القفز من أحد القوارب المكتظة".

وأكد لوكوك "ضرورة أن تزيل جميع السلطات في اليمن العوائق التي تواجهها الوكالات الإنسانية التي تقدم الخدمات الإنسانية لليمنيين". وقال إن "الحكومة اليمنية استجابت مؤخراً وأزالت بعض العوائق، بما فيها الترخيص للمشاريع والمشاكل الإدارية الأساسية المتعلقة بتقديم المساعدات". 

لوكوك: هناك نقص حاد في التمويل يؤثر سلبا على إمكانية مكافحة المجاعة المحتملة وانتشارها بشكل واسع في اليمن، وهذا ليس التحدي الوحيد، حيث أدت الأعمال العدائية في مأرب إلى نزوح الآلاف

 

وعن الوضع الاقتصادي، قال إن "التردي الاقتصادي يشكّل محرّكاً للمجاعة المحتملة، ويغذي الاضطرابات"، مشيراً، في هذا السياق، إلى ضرورة تعزيز قيمة الريال اليمني، الذي يشهد انخفاضاً غير مسبوق في قيمته، مما يمنع ملايين الأشخاص من تحمل كلفة الغذاء والسلع الأخرى، وتحدث عن ضرورة ضخ العملة الصعبة.

 

وعن منع وصول الوقود من قبل الحكومة والتحالف وإدخاله إلى الحديدة، قال إن "الوقود أساسي من أجل ضخ المياه وتسيير المستشفيات ونقل الغذاء. لقد تضاعفت أسعار الوقود ثلاث مرات في بعض المناطق، وهذا كله يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخدمات والغذاء. كما أغلقت العديد من المنشآت الصحية أبوابها بسبب افتقادها إلى الوقود". 

وأردف أن "الحكومة اليمنية أوقفت إدخال الوقود إلى الحديدة منذ يناير. وهناك ثلاث عشرة سفينة وقود تنتظر خارج الحديدة، وفيها ما لا يقل عن حمولة شهرين من واردات الوقود. وخضعت جميعها للتفتيش من قبل آلية التفتيش والتحقق التابعة للأمم المتحدة". 

وشرح أن "الخلاف بين الحوثيين والحكومة يعود للمداخيل، لكن التداعيات يتحملها اليمنيون، وليس هؤلاء الذين يتخذون القرارات"، مؤكداً أن "كل ذلك يطيل من أمد أزمة الجوع". 

وعبّر عن أمله في أن يؤدي التزام الولايات المتحدة بتسوية النزاع إلى تحقيق تقدم ما في المجال، وأشار إلى ضرورة عمل ذلك قبل أن يغرق اليمن في مجاعة.

المساهمون