عودة البطريرك ساكو إلى بغداد بعد 9 أشهر من عزله

عودة البطريرك ساكو إلى بغداد بدعوة من السوداني بعد 9 أشهر من عزله

11 ابريل 2024
ساكو يترأس القداس في كنيسة أم المعونة الكلدانية في الموصل، 5 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عاد البطريرك لويس روفائيل ساكو إلى بغداد بدعوة من رئيس الوزراء العراقي بعد أزمة سياسية وقضائية استمرت 9 أشهر، في خطوة لحل الأزمة ودعم المكون المسيحي.
- استقبل ساكو في مطار بغداد وتوجه إلى مقره، مع تأكيدات على أهمية وجوده في بغداد لدعم المسيحيين وإعادة الاستقرار لهم.
- تسعى الحكومة العراقية لتسوية ملف ساكو وإعادته إلى منصبه مع توفير الحماية له، قبيل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء إلى واشنطن، مما يبرز أهمية القضية دوليًا ومحليًا.

أعلنت الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، اليوم الخميس، عودة زعيمها البطريرك لويس روفائيل ساكو إلى مقرّه في العاصمة بغداد بدعوة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد نحو 9 أشهر من مغادرته ونقل سلطته إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، على خلفية أزمة قرار الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد بعزله من منصبه.

وكان الرئيس العراقي قد أصدر في يوليو/ تموز الماضي قرارا بسحب المرسوم الجمهوري بتعيين ساكو بطريركاً على الكلدان في العراق والعالم، ومن ثم تم إصدار أمر قضائي باستقدامه للمحكمة بتهم رفعها ضده زعيم مليشيا "بابليون" المسيحية المدعومة من فصائل "الحشد الشعبي"، والتي تنشط في سهل نينوى وبغداد.

وقالت الكنيسة في بيان: "بدعوة شخصية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل مساء أمس الأربعاء البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو برفقة المطران توماس ميرم إلى بغداد"، مبينة أن "ممثلا عن رئيس الوزراء كان في استقبال ساكو في مطار بغداد الدولي وقاعة الشرف، ليتوجه بعدها إلى مقره في الصرح البطريركي بالمنصور، ترافقه صلاة الكنيسة الكلدانية".

من جهته، أكد مدير شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان العراق خالد جمال ألبرت أهمية وجود ساكو في بغداد، وقال في تصريحات له إن "وجوده في بغداد أو أربيل هو دعم للمسيحيين، نود أن يكون في إقليم كردستان، لكن مقعده لا يمكن أن يكون في بغداد وهو هنا، لذلك من الأفضل إما أن يعود إلى بغداد بنفسه أو أن يكون هو ومقعده في أربيل".

واضاف: "نشعر أن مشاكل الكاردينال لويس ساكو في طريقها للحل، هناك محاولة للمصالحة واستعادة المرسوم الجمهوري، ننتظر الأيام المقبلة لأنني التقيت به، وقال إنه سيعود إلى بغداد يوماً ما، وسوف يستعيد حقوقه".

وكان ساكو قد كشف في وقت سابق عن تعرضه لضغوط مستمرة بدوافع سياسية، معتبراً قرار سحب المرسوم الرئاسي "سابقة لم تحدث في تاريخ العراق"، وأنه "تحقيق لرغبة" زعيم فصيل "بابليون" ريان الكلداني بتعيينه متولياً لأوقاف الكنيسة وإشراك أشقائه في الأمر من خلال منحهم مناصب.

في السياق، قال مسؤول في الحكومة العراقية إن "السوداني يسعى لتسوية ملف ساكو، وقد بذل جهودا في هذا الاتجاه"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "ساكو تردد في العودة إلى بغداد وطالب بتوفير حماية له، وأن السوداني وجه بتوفير الحماية اللازمة له وتأمين منزله ومقره وتحركاته بشكل كامل، وهو ما ساعد على عودته".

وأضاف أن "ساكو طلب أيضا إعادته الى منصبه، وأن السوداني وعده بالتحرك بهذا الاتجاه لتسوية الملف"، مبينا أن "السوداني بالفعل يجري اتصالات وحركات مع رئيس الجمهورية وزعيم جماعة بابليون لأجل التوصل إلى تفاهمات بشأن الملف".

مسؤول آخر قال إن "السوداني يسعى إلى إنهاء أغلب المشاكل التي أزعجت الأوساط الدولية، من بينها أزمة ساكو، قبيل زيارته إلى واشنطن التي من المفترض أن تجرى الأسبوع المقبل"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "السوداني لم يستقبل ساكو بنفسه كي لا يُغضب رئيس الجمهورية وزعيم حركة "بابليون" ريان الكلداني، فيما تجري المناقشات حالياً بين أطراف من الحكومة مع الكلداني من أجل التنازل عن دعوى قضائية رفعها الأخير ضد ساكو".

ومن المفترض أن يلتقي السوداني الأسبوع المقبل مع الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولين أميركيين آخرين في واشنطن، مع العلم أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد عبرت في وقت سابق عن قلقها إزاء قرار عزل ساكو، معتبرة إياه "ضربة للحرية الدينية".

وتشهد قيادة الوضع المسيحي في العراق حالة من الصراع ما بين بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو، وقائد جماعة "بابليون" المسلحة ريان الكلداني، وصلت خلال الأشهر الماضية إلى تبادل التهم والبيانات عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحافية، في مرحلة جديدة من الصراع على الوضع الديني والسياسي للمكون المسيحي، الذي لم يمر بحالة جيدة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.