عائلة ضحايا الغارة الأميركية الأخيرة في كابول لـ"العربي الجديد": لا فائدة من اعتراف واشنطن بالخطأ
قالت أسرة ضحايا الغارة الأميركية الأخيرة في كابول، والتي أقرت واشنطن أمس الجمعة بأنها استهدفت منزلاً سكنياً بزعم أنه يعود لمسلحي تنظيم "داعش"، وراح ضحيته عشرة مواطنين، إن "مجرد الاعتراف بالخطأ والاعتذار لم يجبرا لها ما خسرته من الأرواح والأموال والسمعة".
وأعلنت واشنطن أمس الجمعة أنها استهدفت بغارتها الأخيرة في كابول منزلا سكنيا بزعم أنه يعود لمسلحي تنظيم "داعش"، وراح ضحيته عشرة مواطنين، مؤكدة أنه لم يكن من بين الضحايا أي عنصر من عناصر التنظيم.
وكانت الغارة قد نفذت بالقرب من مطار كابول في الـ29 من شهر أغسطس، في حين كانت عملية إجلاء الأفغان مستمرة وكانت قوات أميركية تتمركز في مطار كابول الدولي. لكن أسرة الضحايا تقول لـ"العربي الجديد" إن "مجرد الاعتراف بالخطأ والاعتذار لم يجبرا لها ما خسرته من الأرواح والأموال والسمعة"، وأنه "بسبب تهمة الانتماء لداعش تعيش الأسرة في حالة نفسية سيئة".
ونقلت وزارة الدفاع الأميركية أمس الجمعة عن قائد القوات المشتركة الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي قوله، إن "التحقيقات التي أجريناها في قضية الغارة الأميركية تشير إلى أنها استهدفت في كابول المواطنين الأفغان، وقتل إثرها عشرة مدنيين بينهم سبعة أطفال".
كما اعترف الجنرال بأن الذين استهدفتهم الغارة الأميركية، والسيارة التي استهدفت، لم يكونوا على صلة بتنظيم "داعش".
وأعرب الجنرال الأميركي عن تعازيه لسقوط قتلى مدنيين راحوا ضحية الغارة الأميركية، مشيراً إلى أنه قبيل تنفيذ الغارة شجعت التقارير الاستخباراتية القوات الأميركية على تنفيذ الغارة، وأكدت أن من تستهدفهم "يشكلون خطرا للمصالح الأميركية بالقرب من مطار كابول الدولي".
ولفت ماكنزي إلى أن التقارير الاستخباراتية "أكدت لنا أن مسلحين يخططون لتنفيذ هجوم مماثل لما حصل في مطار كابول والذي راح ضحيته 13 أميركيا، وأن سيارة بيضاء ستلعب دورا محوريا في ذلك؛ لذا أقدمت القوات الأميركية على تنفيذ الغارة"، مؤكدا أن واشنطن تعرب عن تعازيها وتطلب العفو من ضحايا تلك الغارة.
وعلى ضوء ذلك، أعربت أسرة الضحايا الذين تعرضوا للغارة الأميركية عن أسفها وارتياحها في الوقت نفسه لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية، لأنها أعطتها التبرئة على أقل التقدير من انتمائها لتنظيم "داعش".
رب الأسرة: خسرنا كل ما نملكه
وقال رب الأسرة وكبيرها إيمل أحمدي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن إعلان واشنطن أنها استهدفت عن طريق خطأ المدنيين زعما منها أنهم عناصر "داعش" يعطيها البراءة من تهمة الانتماء للتنظيم، مؤكدا أنهم كانوا يعيشون في حالة من الخوف في كابول وكانت الأسرة تظن أنها تحت مراقبة "طالبان" أيضا بسبب تهمة أميركا بأن الأسرة تنتمي إلى "داعش".
ويؤكد أحمد أن "مجرد الاعتراف بالخطأ لا يكفي؛ لأن تلك الأسرة خسرت كل ما تملكه، لقد قتل عشرة من أفراد أسرتها، بينهم الشخص الوحيد الذي كان يعيل الأسرة من خلال عمله مع شركة كورية، وهو شقيقه الأكبر ويدعى زمري أحمدي، الذي ادعت واشنطن أنه أحد عناصر "داعش"، وكان يخطط للهجوم على القوات الأميركية.
وبشأن الخسارة المالية، قال إيمل إن الأسرة خسرت بسبب الغارة الأميركية كل ما كانت تملكه، من الأعمال والوظائف، والمنزل الوحيد للأسرة، التي أصبحت بعد الغارة أثرا بعد عين، وليس قابلاً للعيش فيه، كما أن السيارة التي ظنت القوات الأميركية أنها مفخخة كانت لأخيه زمري وكان يذهب فيها إلى مكان عمله، علاوة على ذلك يقول رب الأسرة إن سيارة أخرى كانت متوقفة في منزلها أثناء وقوع الغارة وكانت لأحد أقربائها.
وأضاف: "لا يمكن تعويض أرواحنا. لقد خسرنا ذلك، لكننا نريد التعويض لمنزلنا ولما خسرناه من الأموال".