صواريخ المقاومة في تل أبيب ونتنياهو يهرب لـ"الغرف الآمنة"

صواريخ المقاومة في تل أبيب ونتنياهو يهرب لـ"الغرف الآمنة"

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
10 يوليو 2014
+ الخط -

أقرّت حكومة الاحتلال، صباح اليوم الثالث من العدوان الإسرائيلي على غزّة، بأنّ شظايا الصواريخ التي أطلقتها المقاومة صباح اليوم، وتم اعتراضها، قد سقطت في الأحياء السكنية في تل أبيب ورمات جان، وأنّها سببت أضراراً للممتلكات في أحياء سكنية، بينها حي فلونرتين جنوبي المدينة.

تأتي هذه التطورات فيما تجتمع حكومة الاحتلال في هذه الأثناء، من أجل اتخاذ قرار في شأن القيام بعملية برية في قطاع غزّة، مع ما يمكن أن تحمله مثل هذه العملية من احتمالات لتكبد قوات الاحتلال خسائر كبيرة.

وقال موقع "يديعوت أحرونوت": إنّ صفارات الإنذار انطلقت، صباح اليوم، في تل أبيب ورمات جان، وبني براك وجفعتايم، وهي المدن الأربع في وسط فلسطين المحتلة، والمعروفة باسم غوش دان، كما أطلقت المقاومة صواريخ في اتجاه بات يام، جنوبي يافا. وأضاف الموقع أن أصوات الانفجارات سُمعت في أحياء مختلفة من هذه المدن. وأشار إلى أن صفارات الإنذار اضطرت رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، العدوان للركض إلى الغرف "الآمنة". وكان نتنياهو مجتمعاً بأعضاء اللجنة لإطلاعهم على مجريات العدوان.

من جهته، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون في ختام مشاورات أمنية مع قيادة جيش الاحتلال، أنّ العدوان سيتواصل إلى أن تدرك حركة "حماس" أنّ التصعيد ليس مجدياً لها. وأضاف ياعلون أنّ الجيش الإسرائيلي يقصف القطاع من الجو والبحر والبر. وقال ياعلون إن الجيش أصاب لغاية الآن مئات الأهداف بما في ذلك عناصر المقاومة، ومنصات إطلاق الصواريخ ومنشآت تصنيع الصواريخ ومنازل النشطاء في "حماس" ومؤسسات السلطة في غزّة. وأعلن أن الحرب على غزة ستستغرق أياماً طويلة.

في غضون ذلك، واصل المحللون في الصحف الإسرائيلية، تبرير العدوان على غزّة، مدّعين بأنّه فُرض على إسرائيل من حركة "حماس"، التي رفضت "رسائل التهدئة". كما خاضوا في سيناريوهات الحرب، مع الإشارة إلى أنّه بات من المؤكد، أنّ العدوان على غزّة سيستمر أسبوعاً على الأقل، كي ينتهي سلاح الجوّ الإسرائيلي من مهماته المذكورة، على حدّ تعبيرهم. يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر إسرائيلية، أمس الأربعاء، أن جيش الاحتلال قصف منذ بدء العدوان أكثر من 600 هدف في قطاع غزة (780 طناً من المتفجرات على غزة).

واتفق المحلّلون على أنّه مع إنهاء الطيران الحربي لمهماته سيكون على حكومة بنيامين نتنياهو الحسم؛ إما لجهة التوغّل البرّي مع ما يكتنف ذلك من مخاطر ومجازفات، أقلّها إدانات دولية، مع تزايد سقوط الشهداء المدنيين في القطاع، وأقصاها التورط في مستنقع يغرق فيه جنود الاحتلال، لاسيما وأن المقاومة الفلسطينية تمكّنت هذه المرة، وباعتراف الاستخبارات الإسرائيلية من إخفاء مخزونها من الصواريخ، ومن ضمنها الصواريخ السورية تحت الأرض، من دون أن تتمكّن إسرائيل من الوصول إلى مواقعها.

وحذّر المحلّلون، وفي مقدّمهم عاموس هرئيل، في "هآرتس"، وأليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت"، من أنّ التوغل البرّي يبقى محفوفاً بالمخاطر، وخصوصاً على ضوء عدم وجود أهداف واضحة ومحدّدة لهذا التوغل. ولمح الاثنان إلى وجوب إعداد خطة سياسية أو ورقة حول "حلّ سلمي" عند التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار والتهدئة، مع الإشارة إلى ترقب إسرائيلي وفلسطيني لدور مصري.

غير أنّ النظام المصري، وبحسب هؤلاء المحللين، يبث رسائل لا مبالاة الى إسرائيل من استمرار ضربها حالياً حركة "حماس"، وتحطيم قدراتها العسكرية والمدنية، سواء انتقاماً من "حماس" لرفضها محاولات مصر فرض التهدئة الأولى بشروط إسرائيل الأولى "الهدوء مقابل الهدوء"، أو سعياً وراء الضغط على "حماس"، للقبول بشرط نظام الجنرالات المصري، لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار يرسخ ويعزّز مكانة الرئيس الفلسطيني، محود عباس، ويعيد سلطة رام الله إلى غزة، بحسب المراقبين الإسرائيليين.

وفي هذا السياق، اعتبر محلل الشؤون العربية في "هآرتس"، تسفي برئيل، أن "الأزمة"، ويقصد بها العدوان الإسرائيلي على غزة، "تشكل فرصة لنظام السيسي لإعادة الاعتبار لدور مصر الإقليمي والعربي، باعتبار أن تل أبيب وغزة مجبرتان للاستماع لما عند السيسي لأنهما بحاجة الى عنوان ثابت للتوسط بينهما".

ورصد برئيل، في السياق نفسه، لا مبالاة عربية تجاه العدوان، تجلت أيضاً في التغطية "المحايدة" للصحافة السعودية، وغياب الاهتمام بما يحدث في غزّة في وسائل الإعلام المصرية. لكنه أشار إلى أن هذا الصمت هش؛ فيكفي أن ترتفع الأصوات في الأردن وفي دول المغرب العربي، مع استمرار الحرب وتوالي سقوط المدنيين لتنقلب الصورة رأساً على عقب وتندلع التظاهرات في مصر نفسها ودول المغرب مطالبة الأنظمة بالتدخل.

وخلص برئيل إلى: إنّ تهدئة الميدان تتطلب بلورة سريعة لتفاهمات جديدة، ومتفق عليها أن مثل هذا الأمر هو جزء من "الملف المصري" وهذه هي فرصة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عملياً "لتكريس مصر دولة قادرة على حل الأزمات". ولا يغفل برئيل الإشارة إلى أنّ السيسي تحوّل بشكل غير رسمي إلى حليف عسكري لإسرائيل، من خلال التنسيق الأمني المشترك للبلدين في محاربة الإرهاب في سيناء، وعليه فإن الإصغاء لما يقوله، هو مصلحة إسرائيلية وأهم بكثير من تفجير موقع إضافي لحركة "حماس" في القطاع؛ فالأخيرة لن تذهب لأي مكان، أما الأزمات في غزّة وسيناء فستتواصل، وبالتالي، فإن بناء منظومة ثقة وتوافق مع السيسي سيكون مركباً حيوياً في المحافظة على الهدوء في سيناء، وليس فقط في غزة.

ذات صلة

الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

أطلقت محكمة الصلح في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، سراح تسعة معتقلين من مظاهرة حيفا مساء أمس، التي خرجت تنديداً بالمجزرة التي نفذها الاحتلال في رفح.
الصورة
جندي إسرائيلي مشارك في الحرب على غزة، 8/2/2024 (جاك غويز/ فرانس برس)

سياسة

هدد جندي إسرائيلي يشارك في الحرب على غزة بتمرد عسكري واسع حال قرر وزير الأمن يوآف غالانت إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، أو الانسحاب من القطاع
الصورة
بركة الشيخ رضوان بغزة، في 14 يناير 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُشكّل بركة الشيخ رضوان التي تُخصَّص لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، قنبلة صحية وبيئية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي إليها..
الصورة
قبل أيام من إخلاء المستشفى (محمود عيسى/ الأناضول)

مجتمع

كان مستشفى كمال عدوان الحكومي آخر منظومة صحية تتولى تقديم الخدمات الطبية للمرضى والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي في شمال القطاع، إلا أنه توقف عن الخدمة.

المساهمون