صراع بين "داعش" و"بوكو حرام" على الهيمنة في شمال شرق نيجيريا

صراع بين "داعش" و"بوكو حرام" على الهيمنة في شمال شرق نيجيريا

17 مارس 2023
تسبّب النزاع منذ تمرد "بوكو حرام" في 2009 بسقوط أكثر من 40 ألف قتيل (بوريما هما/فرانس برس)
+ الخط -

تخوض أبرز جماعتين جهاديتين في نيجيريا منذ الأسابيع الماضية معارك دامية بكثافة غير معهودة، من أجل السيطرة التي طال انتظارها في شمال شرق البلاد، بحسب مصادر أمنية وسكان محليين.

ويسود تمرد جهادي في ولاية بورنو منذ 14 عاماً، حيث تسيطر جماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا (إيسواب) على مساحات شاسعة منها، وتكثفان الهجمات، ما شكّل تحدياً كبيراً للرئيس المنتخب بولا تينوبو.

وبدأت الجماعتان المتنافستان منذ فترة طويلة، أولاً النزاع بسبب خلافات عقائدية، حيث إن تنظيم "داعش" في غرب أفريقيا، الذي نشأ عام 2016 إثر انشقاق داخل جماعة "بوكو حرام"، يعارض قتل المسلمين.

وتحول هذا التنافس منذ ذلك الحين إلى حرب من أجل الهيمنة على حوض بحيرة تشاد ومحيطه، حيث تمارس كل من الجماعتين نفوذاً. وفي الأسابيع الماضية، تكثفت حدة المعارك، ما أوقع مئات القتلى، لا سيما في قريتي جيرير وجمعة تورو قرب الحدود مع النيجر.

وقال مصدر في الاستخبارات النيجيرية لوكالة "فرانس برس": "نحن على علم بالمعارك الدائرة بين الإرهابيين، وهو أمر جيد بالنسبة إلينا؛ بالتالي نراقب لنرى كيف سيتطور الوضع". وأضاف هذا المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، "من الصعب إعطاء حصيلة تشمل الجانبين، لكن الأرقام هائلة. نتحدث عن أكثر من 200 قتيل، فقط في جمعة تورو".

ويقول صيادون في جزر بحيرة تشاد إنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف مصدره قريتي جيري وجمعة تورو. وقال أحدهم ويدعى أبو بكر الكا، لوكالة "فرانس برس"، إن "المعارك كثيفة جداً، نسمع انفجارات قوية، خصوصاً في الليل". وأضاف "بحسب المعلومات التي نتلقاها، فإن المعارك قد تستمر لبعض الوقت لأن بوكو حرام تأتي بالمزيد من الأسلحة من معقلها الواقع على جانب النيجر من البحيرة".

انضمام أو الموت

حوض بحيرة تشاد الذي تمتد شواطئه بين نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، هو مساحة شاسعة من المياه والجزر الصغيرة والمستنقعات، حيث أقامت "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا ملاذات لهما.

بدأت المواجهات الأخيرة في 19 فبراير/ شباط الماضي، حين اقتحم مقاتلون من "بوكو حرام" معسكرات لتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا في تومبون غيني كايوا، بحسب صياد آخر.

وأطلق أبو بكر قناي، أحد كبار قادة "بوكو حرام"، بمساعدة اثنين من أعوانه، هجوماً على جزيرتين يسيطر عليهما تنظيم "داعش" في غرب أفريقيا، واقتحموا سجناً، وأفرجوا عن العديد من المعتقلين والرهائن بحسب المصدر نفسه.

وقال هذا الصياد الذي رفض الكشف عن اسمه إن "المواجهات استمرت من الفجر حتى الساعة 17,00، وأرغمت تنظيم "داعش" في غرب أفريقيا على التخلي عن المعسكرين". وأضاف أن عناصر "بوكو حرام" "توعدوا باستعادة كل الجزر التي يقولون إنها كانت تخصهم، قبل أن يسيطر عليها تنظيم "داعش" في غرب أفريقيا".

ورداً على ذلك، أطلقت "إيسواب" هجمات على معسكرات "بوكو حرام" قرب غابة سامبيسا، الملاذ المعروف للجهاديين، ما أدى الى مقتل عدة أشخاص، بحسب ابراهيم ليمان، وهو زعيم مليشيا محلية.

وفي 24 فبراير/شباط، عشية الانتخابات الرئاسية، فرّ مقاتلون من "بوكو حرام" بدورهم، ما أدى الى استسلام مئات منهم وعائلاتهم، كما أضاف ليمان.

وأعلن الجيش النيجيري أنه قتل الأسبوع الماضي "حوالى ثلاثين إرهابياً" من "بوكو حرام"، واعتقل 960 آخرين بينهم نساء وأطفال فروا من نيجيريا المجاورة.

وأصبحت "إيسواب" المجموعة المهيمنة في المنطقة بعد مقتل زعيم "بوكو حرام" التاريخي أبو بكر الشكوي في مايو/أيار 2021 خلال الاقتتال. وانضم بعض المقاتلين من "بوكو حرام" إلى "إيسواب" خوفاً من أن يتم إعدامهم، فيما استسلم آخرون أو لاذوا بالفرار.

ووعد بولا تينوبو، الذي انتُخب في نهاية فبراير/شباط رئيساً للدولة الأفريقية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، بتجنيد كثيف لعناصر في الشرطة والجيش. لكن الخبراء يخشون أنه بدون استراتيجية جديدة وإصلاح للقوى الأمنية، فإن "الطريق المسدود" في شمال شرق البلاد سيستمر.

ومنذ بدء تمرد "بوكو حرام" في 2009، أوقع النزاع أكثر من 40 ألف قتيل، وتسبب بنزوح مليوني شخص، بحسب الأمم المتحدة.

(فرانس برس)

The website encountered an unexpected error. Please try again later.