سياسية من أصل فلسطيني تنافس رئيس بلدية برلين لخوض الانتخابات

سوسن شبلي... سياسية من أصل فلسطيني تنافس رئيس بلدية برلين لخوض الانتخابات البرلمانية

16 أكتوبر 2020
هل تفوز سوسن شبلي بالتصويت؟ (Getty)
+ الخط -

تنطلق، اليوم الجمعة، في دائرة شارلوتنبورغ فيلمرسدورف الألمانية، عملية تصويت داخلي في صفوف الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، وسط منافسة غير عادية بين رئيس بلدية ولاية برلين ميخائيل مولر (55 عاماً) وزميلته في الحزب من أصول فلسطينية وزيرة الدولة للمشاركة المدنية في مجلس شيوخ الولاية سوسن شبلي (42 عاماً)، وذلك لاختيار المرشح المباشر للحزب للانتخابات البرلمانية العامة عام 2021.

وتكتسب عملية التصويت المقرر خوضها ما بين 16 و27 من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، والمتوقع أن يشارك فيها حوالي 2500 عضو منضوين في جمعية الحزب بدائرة دائرة شارلوتنبورغ فيلمرسدورف، أهمية خاصة على مستوى ولاية برلين؛ لأنّ نتائجها ستحدد أيضاً الشخصية صاحبة الأحقية في تمثيل الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" بالحملة الانتخابية الفدرالية لعام 2021، وسط توقع استطلاعات الرأي بأن تكون نسبة المشاركة مرتفعة في عملية التصويت التي ستخاض عبر الإنترنت أو بالبريد.

والمفارقة أنّ مولر الذي يعيش في منطقة تمبلهوف شونيفيلد انتقل للترشح في دائرة السياسية شبلي، شارلوتنبروغ، وهذا ما شكّل استياء من قبلها بصفتها ناشطة سياسية وانتخابية في منطقتها.

وإضافة لذلك فقد شغلت شبلي خلال تولي الاشتراكي زيغمار غابريال وزارة الخارجية، منصب المتحدثة باسم الوزارة، ما دفعها للمطالبة بإجراء مسح يحدد من هو المرشح الأفضل، وقد أُقرّ المسح بالفعل من قبل الهيئة التنفيذية في الحزب، يوم 10 سبتمبر/ أيلول الماضي؛ لأنه، بحسب وجهة نظرها، "من المهم للحملة الانتخابية المقبلة والتي ستكون صعبة بما فيه الكفاية، أن يحظى من يفوز فيها بتأييد واسع من الرفاق في الدائرة".

كل هذه الإيجابية في حديثها لكيفية إدارة الحملة الانتخابية مستقبلاً لاستعادة الدائرة من الحزب "المسيحي الديمقراطي"، لم تمنعها من الحديث عن انزعاجها من أمور عدة تتعلق بترشح مولر في دائرتها، ومن دون أن تشكك في كفاءته والإقرار بأنه شخصية سياسية ممتازة، مبرزة في الوقت عينه أنّ الأخير يتظاهر دائماً بأنه لم يكن على علم بنيتها الترشح عن الدائرة، مذكّرة بأنّ "الجميع عرف ومنذ فترة طويلة أنني أريد الترشح للمنصب في شارلوتنبورغ، وهذا يعني أنه ترشح ضدي وليس العكس، ولن أتراجع فأنا أعيش في هذه الدائرة وابني يكبر هنا، وأنا أعرف الناس ومصالحهم، ولن أستسلم".

 

شبلي لا تقدم الوعود
وبينما تعهد مولر بالالتزام بالتحالف القائم مع اليسار و"الخضر"، مظهراً اهتماماً كبيراً بالميزانية وبموضوع سياسة الإسكان والإيجار، لا تريد شبلي تقديم الوعود، وتعلن عن طموحها بالحصول على مقعد في لجنة الشؤون الخارجية أو لجنة الشؤون الداخلية، وعن اهتمامها بسياسة التعليم.

وتفيد تقارير، بينها ما نشرته صحيفة "تاغس شبيغل"، أخيراً، بأنّ مولر يتّكل على أصوات أصدقاء الحزب الأكبر سناً، هذا إضافة إلى انحياز اتحاد الشباب في الدائرة لصالحه، كما أنّ شبلي لاقت اعتراضات من مجموعات عمل نساء الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" لأنها تنتقد سياسات حزبها. 

في المقابل، أعلن وزير الثقافة في حكومة المستشار السابق شرودر ميشائيل ناومان، تأييده لشبلي ووصفها على موقع حملتها بأنها "مكسب" لدائرتها الانتخابية وللحزب ككل. 

وتعوّل شبلي، وفق ما ذكر موقع "فوكس أونلاين"، أخيراً، على أصوات أولئك الذين لم يصوتوا للحزب "الاشتراكي الديمقراطي" من قبل، وهم متحمسون الآن لدعمها، وهي تلقت لهذه الغاية العديد من الرسائل.

 

لماذا ترشح مولر بشارلوتنبورغ؟
في خضم ذلك، أشار موقع "فوكس أون لاين" إلى أنّ سبب ترشح مولر في دائرة شبلي، وليس في دائرته الانتخابية، يعود لكون الأول يعاني من تقدم مسؤول منظمة الشباب كيفين كونرت (31 عاماً) الذي يقيم في المنطقة ذاتها التي يعيش فيها مولر.

هذا الواقع سبّب استياء أنصار شبلي، الذين يعتبرون أنها شخصية سياسية ملمة بالقضايا الجوهرية للحزب "الاشتراكي الديمقراطي، مثل قضايا المساواة والعنصرية والتكامل وسياسة الأسرة، وهي خبيرة ذات كاريزما تؤيد تجديد الحزب، بحسب "فوكس أون لاين" الذي أشار إلى أنّ التجديد الموعود في صفوف الحزب يتعرض الآن للخطر، مع ترشح مولر في دائرة شبلي، و"بات من المحبط وبشكل لا يصدق كيف يتم حرق أفضل العقول النضرة المشرقة بهذه الطريقة".

علاوة على ذلك يتحدث مؤيدو شبلي عن غياب المعاملة المتساوية، كما الحياد المطلوب في مخالفة للمبادئ التوجيهية للجنة التنفيذية في الحزب. وكل ذلك وسط الحديث عن تراجع "الاشتراكي الديمقراطي" في برلين إلى المرتبة الرابعة في استطلاعات الرأي وبنسبة 15% فقط.

 

حياة صعبة
تجدر الإشارة إلى أنّ شبلي المولودة في برلين من أب وأم فلسطينيين بعد أن هاجرا مع إخوتها في سبعينيات القرن الماضي إلى ألمانيا، عاشت حياة صعبة وبقيت من دون جنسية إلى حين بلوغها سن الخامسة عشرة، إلا أنها تمكنت من دراسة العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة، ودخلت عالم السياسة منذ قرابة العشرين عاماً.

المساهمون