سورية: السويداء تحيي ذكرى سلطان الأطرش بتظاهرة في مسقط رأسه

سورية: السويداء تحيي ذكرى سلطان الأطرش بتظاهرة في مسقط رأسه

26 مارس 2024
من إحياء ذكرى سلطان الأطرش في السويداء جنوبيّ سورية 26 مارس 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الذكرى الـ42 لوفاة سلطان باشا الأطرش، اجتمع أهالي السويداء ومحافظات سورية أخرى لإحياء ذكرى قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925، متحدين محاولات النظام السوري لمنع الاحتفال.
- الاحتفالات شهدت مشاركة شخصيات بارزة ورفع صور الأطرش ورفاقه، فيما أشار ناشطون إلى محاولات السلطات الحاكمة لسنوات طويلة لمنع إحياء ذكرى قادة الثورات السورية.
- سلطان باشا الأطرش، رمز النضال ضد الاستعمار الفرنسي، قاد الثورة الكبرى معلناً "الدين لله والوطن للجميع"، واستمر في نضاله حتى جلاء الاستعمار الفرنسي في 1947، رافضاً تقسيم سورية.

أحيا أهالي السويداء، اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ42 لوفاة سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى التي انطلقت عام 1925 من المحافظة الواقعة جنوبيّ سورية، وامتدت لتشمل معظم مناطق البلاد، وكانت المقدمة للاستقلال عن الاستعمار الفرنسي في عام 1947.

ويتمسك أهالي السويداء ومحافظات سورية أخرى بإحياء الذكرى في مثل هذا التاريخ من كل عام، بعد محاولات عدة قادتها سلطات النظام السوري لمنع الاحتفال واستبداله بيوم 17 إبريل/ نيسان، تاريخ جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية. 

وألقت الثورة السورية على نظام بشار الأسد وانتفاضة السويداء بظلالها على مسيرة إحياء الذكرى التي تقدمها شيخ عقل طائفة المسلمين الدروز حمود الحناوي، ومئات من النساء والرجال، وتخللتها هتافات تدعو إلى وحدة سورية، وطرد الاحتلالات، وإسقاط النظام.

وحضر إحياء الذكرى في بلدة القريا، مسقط رأس الأطرش، حمود الحناوي، شيخ عقل الطائفة، وبعض أحفاد الأطرش وأقاربه، إلى جانب جمهور كبير من المواطنين الذين رفعوا صوره وصور رفاقه من قادة الثورات السورية، إلى جانب العديد من صور الضحايا والمعتقلين على يد النظام السوري.

وقال الناشط المدني عماد العشعوش، لـ"العربي الجديد"، إن "السلطات الحاكمة تاجرت لسنوات طويلة بأسماء قادة الثورات السورية، ومنعت الناس من إحياء ذكراهم من أجل الحفاظ على أكذوبة القائد الواحد وبطل الحرب والسلام وغيرها من الألقاب التي أطلقها النظام السوري على نفسه".

وفي سنوات ماضية، عمدت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام إلى تهميش ذكرى ثوار سورية، ومن بينهم سلطان باشا الأطرش، وملاحقة معظم الناشطين والمشاركين في إحياء أنشطة من هذا القبيل، ومنع طباعة الصور ونشرها إلا بعد الحصول على موافقات أمنية تحدد من خلالها الجهات الأمنية عدد الصور وأحجامها وأماكن رفعها وأسماء المشاركين بإحياء الذكرى، إضافة إلى منع طلاب المدارس والموظفين والمنتمين إلى الحزب الحاكم من المشاركة. 

ومنذ أكثر من عام، انطلقت ثورة في السويداء ضد النظام، ولا تزال مستمرة، رافعة شعار إسقاط النظام الذي سبق أن رفعته سورية بأسرها في عام 2011، إلا أن القمع الوحشي وتدخل أطراف خارجية بدّدا آمال الثورة وأغرقا البلاد في حرب أهلية دامية.

واحتفلت جماهير السويداء بالذكرى هذا العام من دون قيود، بعدما أسقطت صورة النظام السوري في المحافظة، ومزقت صور رئيسه بشار الأسد عن واجهات معظم المؤسسات الحكومية وفي الشوارع.

من هو سلطان الأطرش؟

ولد لعائلة الأطرش الدرزية في قرية القريا بمحافظة السويداء في عام 1888 وتوفي في 26 مارس/آذار 1982. أُعدم والده عام 1910 على يد السلطنة العثمانية بسبب قيادته معركة "الكفر" جنوبيّ السويداء.

في 21 سبتمبر/ أيلول 1925، أعلن سلطان باشا الثورة الكبرى على المستعمر الفرنسي في بيان أطلقه مناشداً كل السوريين، واستهله بمقولته الشهيرة "الدين لله والوطن للجميع"، ثم بدأ باقتحام مخيمات القوات الفرنسية ومواقعها في محافظة السويداء، ليلقى تأييداً من بقية الثوار في معظم المناطق السورية.

وخاض مع رفاقه عدة معارك، كان أهمها معركة المزرعة غربي السويداء ومعارك الكفر وعرمان والمسيفرة، واستطاع من خلالها تكبيد الفرنسيين العديد من الخسائر في الجنود والعتاد، إلى أن أصدرت السلطات الفرنسية حكماً بإعدامه بعدما استطاعت إخماد الثورة في معظم المناطق السورية حينها، ما اضطره والبعض من رفاقه إلى الابتعاد إلى الأردن ومن ثم إلى وادي سرحان في السعودية حتى توقيع معاهدة 1936 وعودته إلى وطنه، ليشارك في احتجاجات عام 1945 التي أفضت إلى جلاء الاستعمار الفرنسي في 17 إبريل/ نيسان 1947. 

ورفض الأطرش مشروع تقسيم سورية ومشروع "الدولة الدرزية".