سعيّد يعرض حلاً للأزمة التونسية عبر رسم كاريكاتور

سعيّد يعرض على المشيشي والغنونشي حلاً للأزمة التونسية عبر رسم كاريكاتور

09 ابريل 2021
سعيد أطلع الغنوشي والمشيشي على كاريكاتور (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت الرئاسة التونسية في بيان، اليوم الجمعة، بمناسبة "عيد الشهداء"، أن الرئيس قيس سعيد أطلع كل من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة هشام المشيشي، على صورة كاريكاتورية يعود تاريخها إلى عام 1936 نشرت في جريدة "الشباب"، وضعها محمود بيرم التونسي.
ويصوّر الرسم الكاريكاتوري امرأة على فراش المرض ترمز إلى ''تونس''، وبجانبها طبيب وصيدلي يحمل وثيقة (وصفة طبية) كتب عليها "برلمان وطني محترم وزارة كاملة ومسؤولة". ودُوّن في أسفل الرسم الكاريكاتوري ''الطبيب للصيدلي: أحضر لي هذا الدواء وهي تبرأ بإذن الله''.


ويبدو أنّ الرئيس أراد أن يبعث برسالة غير مباشرة إلى المشيشي والغنوشي، بعد تعطّل لغة الحوار بينهم على خلفية أزمة سياسية ما انفكت تتعمّق، بأنّ العلّة تكمن في البرلمان والقصبة وأنّ الحلّ بيدي هاتين المؤسستين السياديتين.
وأثار عرض الرسم الكاريكاتوري موجة من التعليقات والاستغراب، لا سيما أن الرئيس عرضها في مقبرة الشهداء بتونس العاصمة.


وأشرف سعيد، صباح اليوم، على موكب إحياء الذكرى الثالثة والثمانين لعيد الشهداء، الذي يخلد أحداث 9 إبريل/شباط 1938، بحضور كل من الغنوشي والمشيشي، ووزير الدفاع الوطني إبراهيم البرتاجي، ومحافظ تونس الشاذلي بوعلاق، ورئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم وأعضاء المجلس الأعلى للجيوش.
والتقى الرؤساء الثلاثة اليوم، بروتوكولياً، لأول مرة بعد أكثر من شهرين بسبب الخلافات السياسية وانقطاع التواصل بينهم، بعد أزمة التحوير الوزاري. 
ويعود آخر لقاء بين الثلاثي إلى يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2021 خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، حين عبّر فيه سعيد عن معارضته للتحوير الوزاري الذي شمل 11 حقيبة وزارية، من بينها الداخلية التي كان يشرف عليها توفيق شرف الدين المحسوب على الرئيس قيس سعيد.
وعقب هذا الحدث، اتجه سعيد إلى المطار، حيث من المقرر أن يحط بالقاهرة اليوم، في زيارة تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وللإشارة، فإن بيرم التونسي كان أسس جريدة "الشباب" عندما تم نفيه إلى تونس، وتحمل شعار "الشباب، تصدر ضاحكة عابثة مازحة"، وأصدر منها عشرين عدداً فقط.
وفي نسخة متداولة من الجريدة للعدد الصادر يوم 29 أكتوبر من سنة 1936، نقرأ افتتاحية كتبها الشاعر الكبير بيرم التونسي، عنوانها "من الشباب إلى الشباب"، ساخراً من الأوضاع، ومتوجهاً إلى الشباب بأسلوب ساخر.
وكتب حينها "وبعد، فاضحك أيها الشباب، لأن كل شيء حولك يسير على ما يرام، بلادك تجود للعالم بأكبر محصول من الزيت المبارك، وتخرج أجود أنواع التمر الشهي ومقادير هائلة من القمح الممتاز وفيها مناجم غنية بالفوسفات والرصاص والبترول، ولكن آباءك وأعمامك هؤلاء يضعون أيديهم على خدودهم ويقولون والدموع تنهمر من أعينهم، الله غالب، بلادنا فقيرة، معدمة، مجدبة، بائسة".
وقال "وهم صادقون، فهذه المباني الشامخة المؤلفة من عشر طاقات والآخذة في الزيادة والامتداد، وهذه الفيلات الضخمة المحاطة بالحدائق الغناء، وهذه السيارات الخصوصية التي تبلغ عشرات الألوان، كل هذا جلبه الإفرنج في حقائبهم من الخارج ووضعوه فوق أرض تونس".
 وتابع "هذا هو محيط الذي تعيش فيه أيها الشاب، فاضحك إذا شئت سافراً منه، مودعاً له أقبح توديع، أو اضحك إذا شئت مبتهجًا بمستقبلك السعيد الذي هو أمامك والذي هو لك وحدك، اضحك على كل حال".