ستسقط الحكومة ويبقى الاحتلال

ستسقط الحكومة ويبقى الاحتلال

11 يونيو 2022
حالة تفكك حكومة بينت لم تعد خافية على أحد (فرانس برس)
+ الخط -

لم تعد حالة التفكك التي تعانيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي خافية على أحد، فهي تعيش من أسبوع لأسبوع على وقع فشلها في تمرير قوانين مختلفة لها، كانت أبرزها الضربة التي تلقتها عند فشلها بتمديد "أنظمة الطورائ ليهودا والسامرة"، أي إخضاع المستوطنين لمنظومة القوانين المدنية الإسرائيلية مقابل الإيغال في أعمال البطش والتنكيل بالفلسطينيين عبر الأنظمة العسكرية، وهو ما يمثل جوهر نظام الأبرتهايد في الضفة الغربية.  

ويبدو، وفق آخر التحديثات في هذا السياق، المتعلقة بإبلاغ عضو الكنيست نير أورباخ رئيس حكومته ورئيس حزبه (أنه سيمنح الحكومة أياماً معدودة فقط قبل الانسحاب من الائتلاف)، أن نهاية الحكومة الحالية باتت وشيكة، بما يعيد دولة الاحتلال لحالة عدم الاستقرار السياسي والحزبي، لكن ليس السيادي، لا في سياق استمرار الاحتلال ولا في سياق الانفتاح العربي على التطبيع مع دولة الاحتلال، سواء جاء هذا الانفتاح من الخليج، شرقاً، حيث تتصاعد وتيرة تقدم السعودية نحو التطبيع، أم من المحيط غرباً، حيث يعمق المغرب من مجالات تطبيعه مع الاحتلال.  

وقبل أن ينشغل العرب، من المحيط للخليج، بشكل مبالغ فيه، كما ساد خلال المعارك الانتخابية الإسرائيلية الأربع الأخيرة، منذ إبريل/ نيسان 2019 وحتى مارس/ آذار 2021، لا بد لنا من التذكير بأن الأزمات الإسرائيلية الداخلية، مهما تعمقت وتفاقمت، فإنها لا تغادر حدود الكنيست والحكومة، وإن تطايرت بعض شظاياها في شوارع المدن الإسرائيلية على شكل تظاهرات مناوئة لبنيامين نتنياهو، أو لسياسات وخطوات حكومية داخلية.  

عندما تشكلت الحكومة الحالية، في العام الماضي، قلنا إنه تغيير في الوجوه لا في السياسات، وقد ثبتت صحة القول في ممارسات حكومة بينت التي تحولت رغم تحالف أعتق حزبين "يساريين" هما ميرتس وحزب العمل، إلى أكثر حكومات الاحتلال الإسرائيلي تطرفاً، وأول من كرّست بشكل يومي تقاسماً زمانياً في المسجد الأقصى.  

لكن هذا كله لم يشكل ولو ذريعة لأي من أنظمة التطبيع العربية والممتدة من الخليج شرقاً وحتى المحيط غرباً، لإعادة النظر في سياسات "الاندلاق" على دولة الاحتلال وإدارة الظهر للشعب الفلسطيني وقضيته، خلافاً لتطلعات ومواقف شعوب هذه الأنظمة. الأنكى من ذلك أنه كلما ازدادت أنظمة التحالف والتطبيع قرباً من دولة الاحتلال كلما أمعنت الأخيرة في سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني المنكوب فوق الاحتلال بسلطتين لا يحركهما إلا البقاء في السلطة والتفنن في إبقاء الانقسام.