سؤال يؤرق طالبان: هل تورط حقاني في إدخال زعيم القاعدة إلى كابول؟

سؤال يؤرق طالبان: هل تورط حقاني في إدخال زعيم القاعدة إلى كابول؟

02 اغسطس 2022
قوات من حركة طالبان وسط العاصمة الأفغانية كابول (Getty)
+ الخط -

تسود حالة من الصمت والترقب في العاصمة الأفغانية كابول غداة إعلان الولايات المتحدة الأميركية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إثر غارة جوية نفذت عن طريق طائرة بلا طيار في قلب العاصمة الأفغانية كابول يوم الأحد الماضي. 

وبدأت معالم عملية استهداف زعيم القاعدة تتوضح رويدا رويدا، في ظل صمت من قبل حركة طالبان، وهو ما يزيد كثيرا من الشكوك والشبهات حول موقف طالبان حيال القضية، خاصة أن المنزل الذي تم فيه استهداف الظواهري كان يعود لأحد الأقارب المقربين لوزير الداخلية في حكومة طالبان وزعيم شبكة حقاني سراج الدين حقاني

وقال مصدر في طالبان لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن هويته، إن القيادة العليا في الحركة (عدا شبكة حقاني) ما كانت تعرف أصلا عن وجود الظواهري في كابول، خاصة في صف من يسمون بـ"القندهاريين"، ومنهم زعيم الحركة الملا هيبة الله أخوند ووزير الدفاع الملا يعقوب، ورئيس الوزراء الملا حسن أخوند.

وأوضح المصدر أن شبكة حقاني "ربما بدعم دولة مجاورة (لم يسمها المصدر) قد قامت بنقل الرجل إلى كابول".

وأعرب عن أسفه حيال ما حصل، معللا ذلك بسعي "طالبان لانتزاع الاعتراف الدولي، وهذا الأمر سيربك تلك العملية أصلا". 

ويؤكد المصدر أيضا أن الولايات المتحدة الأميركية تدرك الأمر جيدا، لذلك لم يشر الرئيس الأميركي في خطابه بمناسبة مقتل الظواهري إلى دور طالبان، لكن الأمر لا محالة سيخلق مشاكل لحكومة طالبان في الداخل، خاصة إذا كان قد تم نقل الظواهري إلى كابول بطريقة أحادية من قبل شبكة حقاني، كما أنه سيكون بمثابة ضربة قوية لجهود طالبان لانتزاع الاعتراف الدولي. 

وأشار القيادي البارز في طالبان الجنرال مبين خان، وهو وجه معروف في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، في سلسلة تغريدات له على تويتر خاطب من خلالها عناصر طالبان: "إن اتباع ما تقرره القيادة فيه الخير، إننا بأمر منها واجهنا كل ما واجهناه خلال العقدين الماضيين من الصعاب، واتبعناها في تلك الأحوال، والآن لا يحق لنا إلا الاتباع". 

وأضاف أن "بعض من وصفهم بالمغترين بالديمقراطية ينتظرون الفرصة من جديد كي تعود لهم  السيطرة في البلاد، ولكننا عفونا عنهم ونقول لهم أحلامكم لن تتحقق، إما نحكم أو نقاتل". 

وهذه التصريحات غير الرسمية من قيادي في الحركة بعد إعلان مقتل الظواهري تشي بوجود كثير من التساؤلات داخل الحركة، خاصة وأن العملية نفذت بالقرب من مقر إقامة وزير الداخلية سراج الدين حقاني، وعلى منزل كان يعود لأحد أقاربه. 

في هذا السياق، فإن أنباء غير مؤكدة أشارت إلى أن سراج الدين حقاني قد غادر كابول متوجها إلى ولاية لوجر ومنها إلى الولايات الجنوبية لأفغانستان، خوفا من استهدافه من قبل طائرات أميركية بلا طيار مثل التي استهدفت زعيم القاعدة. 

ويبدو أن مقتل الظواهري قد يستخدم من قبل "القندهاريين" ضد شبكة حقاني المعروفة بعلاقاتها الجيدة والوطيدة مع المؤسسة العسكرية الباكستانية. 

تجدر الإشارة إلى أن حادث مقتل الظواهري وقع بالتزامن مع زيارة وفد قبلي (يضم مقربين من حركة طالبان الباكستانية) لكابول من أجل الحوار مع طالبان الباكستانية وشبكة حقاني وتحديدا وزير الداخلية سراج الدين حقاني وأنصاره، للتوسط في الحوار بين الحكومة الباكستانية وبين "طالبان باكستان". 

ولا شك أن حادثة مقتل الظواهري ووجود ممثلي وقيادات طالبان الباكستانية في كابول للتفاوض مع الحكومة الباكستانية ليست إشارات جيدة لمستقبل حكومة طالبان في أفغانستان، خاصة وأن الحكومة الباكستانية روجت في وسائل الإعلام أن كابول غير مستعدة لاتخاذ أي خطوة عملية ضد حركة طالبان الباكستانية الإرهابية والمحظورة. 

في نفس السياق، قد يتسبب مقتل الظواهري في تعثر في المفاوضات بين إسلام أباد وطالبان الباكستانية، خاصة مع انتشار خبر خروج حقاني من كابول متوجها إلى مكان مجهول في جنوب أفغانستان، مع وجود خشية من استهدافه من قبل مسيرة أميركية، خصوصا وأنه يعتبر من أبرز المطلوبين لدى الولايات المتحدة الأميركية.