زيارات لمسؤولين إيرانيين إلى باكستان والعراق لاحتواء التوترات

زيارات لمسؤولين إيرانيين إلى باكستان والعراق لاحتواء التوترات

29 يناير 2024
توجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى باكستان أمس الأحد (الأناضول)
+ الخط -

التقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الاثنين، في إسلام آباد، نظيره الباكستاني، جليل عباس جيلاني، وأجرى معه مباحثات بشأن العلاقات الثنائية على خلفية التوترات الأخيرة، فضلا عن ملفات إقليمية.

ووصل عبد اللهيان أمس الأحد إلى باكستان، قبل زيارة أخرى من المقرر أن يجريها أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان قريبا إلى العراق، في محاولة إيرانية لاحتواء التوترات مع البلدين الجارين، إثر تنفيذها ضربات فيهما منتصف الشهر الجاري.

وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مع جيلاني إن بلاده تحترم سيادة باكستان و"تعتبر أمنها أمن الجمهورية الإسلامية ولن نعطي فرصة للإرهابيين لتهديد أمن البلدين".

واتهم وزير خارجية إيران، "دولا ثالثة" لم يسمها بـ"توجيه الإرهابيين" في المناطق الحدودية بين إيران وباكستان، مشيرا إلى أنه تلقى دعوة باكستانية لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى باكستان.

من جهته، قال وزير الخارجية الباكستاني، جليل عباس جيلاني، إن الطرفين اتفقا على "تعزيز التعاون"، كاشفا عن الاتفاق أيضا على "إنشاء آلية للتشاور" بينهما.

وأكد جيلاني أن "احترام سيادة البلدين يشكل أحد مبادئ التعاون المشترك بيننا"، معلنا عن قرارات باكستانية إيرانية للاستمرار في العلاقات والتعاون السياسي والأمني.

وقال إن البلدان اتفقا على تشكيل هيئة رفيعة من المسؤولين من أجل التنسيق ومتابعة الجهود الرامية لمواجهة الإرهاب، موضحا أن الهيئة ستضم وزيري الخارجية في البلدين.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى باكستان بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين، بعدما هاجمت في الـ16 من الشهر الجاري القوات الإيرانية مواقع لجماعة "جيش العدل" في إقليم بلوشستان الباكستاني.

وأعلنت طهران أنها استهدفت الجماعة الإيرانية المعارضة داخل باكستان ردا على هجماتها الأخيرة داخل إيران، وذلك تزامنا مع هجمات أخرى على مواقع في أربيل شمالي العراق.

وأعلنت باكستان أن الهجوم الإيراني أدى إلى مقتل طفلين، وردت عليه باستدعاء سفيرها من طهران ورفض استقبال السفير الإيراني. كما نفذت هجوماً مشابهاً في قضاء سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، قالت إنه استهدف "انفصاليي" البلوش الباكستانيين. وخلف الهجوم الباكستاني 9 قتلى، قالت إيران إنهم "رعايا باكستانيون"، ومعظمهم نساء وأطفال.

وأعلنت الخارجية الباكستانية في 19 الشهر الجاري أنها اتفقت مع إيران على "التهدئة وخفض التصعيد"، وذلك في بيان، بشأن مكالمة أجراها وزيرا خارجية البلدين، مشيرة إلى أن الوزيرين "اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل، والتنسيق الوثيق بشأن مكافحة الإرهاب، وجوانب أخرى ذات اهتمام مشترك".

زيارة أحمديان إلى العراق

إلى ذلك، كشف وزير الخارجية الإيراني، السبت الماضي، أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان أيضا سيزور العراق قريبا من دون الإعلان عن موعد الزيارة التي تعد الأولى له منذ توليه المنصب في الـ22 من مايو/ أيار 2023، وكذلك هي الزيارة الأولى لمسؤول إيراني إلى العراق بعد قصف محافظة أربيل شمال العراق من قبل الحرس الثوري منتصف الشهر الجاري.

واليوم الاثنين، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن زيارة أحمديان المرتقبة إلى بغداد تأتي في إطار استمرار المشاورات والتعاون بين البلدين، بما فيها في التعاون الأمني و"مكافحة الإرهاب".

وأضاف كنعاني أن العلاقات الإيرانية العراقية "واسعة وودية وأخوية مبنية على الاحترام". وأكد على أن "بعض الحوادث لا يمكنها أن تؤثر سلبا على عمق ومتانة العلاقات بين إيران والعراق"، وذلك في إشارة إلى التوترات الأخيرة بين البلدين على خلفية هجمات بالصواريخ والمسيرات، نفذها "الحرس الثوري" في 16 الشهر الجاري على أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أن هجماته استهدفت "مقرا رئيسيا لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)"، لكن أربيل نفت صحة الرواية الإيرانية، واعتبرت أن القصف "يُعد تغطية لفشل إيران في ملفات عدة"، كما دان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني القصف، واعتبره "عملاً عدوانياً وتطوراً خطيراً يقوّض العلاقات القوية بين بغداد وطهران".

واستدعت بغداد، سفيرها لدى طهران، فضلا عن قيامها برفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إيران.

المساهمون