روسيا تواصل الغارات المكثفة في البادية السورية

روسيا تواصل الغارات المكثفة في البادية السورية.. و"قسد" تنفي إطلاق سجناء مقابل المال

23 نوفمبر 2021
لم تتضح نتائج الغارات الروسية بالبادية السورية (فرانس برس)
+ الخط -

استأنف الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الثلاثاء، طلعاته وغاراته على مناطق متفرقة من البادية السورية بعد يوم شن فيه أكثر من 40 غارة على أهداف مجهولة يرجح أنها لخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، في حين نفت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) إطلاق سجناء من "داعش" لديها مقابل مبالغ طائلة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن البادية السورية شهدت منذ الصباح الباكر تحليقا مكثفا من الطيران الحربي الروسي وشن عدة غارات على أهداف مجهولة في نواحي الرصافة وأثريا والسخنة، ومن المرجح وفق المصادر، التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، أن الغارات طاولت مواقع يعتقد أن خلايا تنظيم "داعش" تتحصن فيها.

وكان الطيران الروسي قد شن أمس أكثر من أربعين غارة على المناطق ذاتها، إضافة لمناطق أخرى في محيط تدمر شرقي حمص، وفيما لم ترد معلومات دقيقة عن نتائج تلك الغارات يجري الحديث عن عملية تمشيط جديدة تقوم بها قوات النظام في البادية بدعم روسي ضد "داعش".

وأوضحت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" مساء أمس أن الغارات الجوية الروسية، تأتي بالتزامن مع تحضير عسكري للمليشيات المدعومة من روسيا مثل قوات "الفيلق الخامس" و"الفرقة 25 مهام خاصة" لشنّ عملية عسكرية جديدة في بادية الرصافة، وذلك بعد تكثيف التنظيم هجماته في المنطقة وتعاظم نشاطه فيها، ما أدى لمقتل أكثر من 30 عنصراً لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران خلال الشهرين الفائتين.

الصورة
أحد سجون "قسد" (فاضل سنا/ فرانس برس)
"قسد" تكذّب تحقيق "ذا غارديان" (فاضل سنا/ فرانس برس)

 

وفي البادية أيضاً، قُتل عناصر يتبعون لقوات النظام السوري، ومليشيات لواء "فاطميون" (الأفغانية)، إثر هجوم جديد شنته خلايا تنظيم "داعش" اليوم الثلاثاء، استهدف نقاطاً عسكرية للنظام والمليشيات المدعومة من إيران شرق محافظة حمص، ضمن البادية. 
وقالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، إن سبعة عناصر يتبعون لقوات النظام السوري ومليشيات لواء "فاطميون" (الأفغانية) قُتلوا، وأُصيب 9 آخرين بينهم قيادي (أفغاني الجنسية)، إثر هجوم شنته خلايا تنظيم "داعش" استهدف المحطة الثالثة "T3" الواقعة بين مدينتي السخنة وتدمر شرق محافظة حمص. 
وأوضحت المصادر أن التنظيم هاجم المحطة بأسلحة ثقيلة تضمن قذائف هاون، ورشاشات متوسطة، وصواريخ موجهة من نوع "كورنيت" (روسي الصنع)، و "تاو" (أميركي الصنع)، ما أدى لتدمير سيارتين من نوع بيك آب، بالإضافة لتدمير مبنى كانت تتحصن فيه مليشيات لواء "فاطميون". 
وأشارت المصادر إلى أن "ثلاث طائرات مروحية روسية أقلعت من مطار تدمر العسكري، وبدأت تلاحق خلايا التنظيم في محيط مكان الهجوم، دون التمكن من إيقاع أي قتلى أو جرحى في صفوف خلايا التنظيم". 


قتلى للنظام بهجومين شرق سورية وجنوبها

 

كذلك، قتل عناصر من قوات النظام السوري بهجومين في ريفي دير الزور شرقي البلاد والقنيطرة جنوبيها، تزامناً مع إطلاق النظام سراح 25 شخصاً اعتقلهم في وقت سابق بمحافظة درعا.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا سيارة عسكرية لقوات النظام السوري ببادية الميادين شرق دير الزور على طريق قلعة الرحبة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من العناصر، وجاء ذلك اليوم بعيد ساعات من مقتل سبعة من عناصر قوات النظام أثناء محاولة تفكيك سيارة مفخخة في حي القصور بمدينة دير الزور.
تزامناً، قال الناشط "أبو محمد الحوراني" في حديث لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا بعبوة ناسفة سيارة يستقلها عنصر من قوات النظام على طريق قرية نبع الصخر في محافظة القنيطرة ما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة آخر برفقته.
من جانبها، زعمت وكالة أنباء النظام سانا أن "مستشفى ممدوح أباظة بالقنيطرة استقبل جثمان شاب متوفى من أبناء قرية نبع الصخر ومواطناً آخر مصاباً بشظايا في جسمه ناجمة عن انفجار عبوة ناسفة".

إلى ذلك، قالت "قسد" في بيان لها إن صحيفة "ذا غارديان" البريطانية نشرت تقريرا كاذبا مرفقا بوثيقة مزورة تدعي إطلاق سراح معتقلين من "داعش" في سجونها شمالي سورية وشرقيها مقابل المال.

وقال "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" في بيان إن الصحيفة "وقعت في فخ التزوير والشهادات الكاذبة وأصرت على نشر التقرير مع الوثيقة المزورة"، مضيفا: "راسلنا إدارة الصحيفة، حيث ننتظر ردها قبل نشر تفاصيل التزوير التي وقعت فيها الصحيفة".

وكانت الصحيفة قد نشرت أمس تحقيقاً قالت فيه إن مسؤولين في "قسد" تلقوا مبالغ مقابل إطلاق سراح معتقلين من "داعش". وذكرت أن إطلاق العنصر الواحد كان مقابل مبلغ يصل إلى 6 آلاف جنيه إسترليني.

من جهته، جدد الجيش التركي قصفه على مواقع لـ"قسد" في قريتي المالكية وشوارغة بناحية عفرين، ومحيط مطار منغ العسكري، في ريف حلب الشمالي، موقعاً أضراراً مادية فقط. وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن "قسد" لم ترد على القصف التركي الذي جاء بعد ساعات من تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.

وفي شرق البلاد، قالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن شخصاً أصيب بجروح مساء أمس جراء اشتباك مع دورية لـ"قسد" كانت تحاول اعتقاله في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي.

استهداف شاحنة لنقل النفط للنظام

وذكرت المصادر أن "قسد" تمكنت من اعتقال الشخص بعد إصابة مجموعة من عناصرها، مضيفة أن المطلوب متهم بالتعاون مع تنظيم "داعش".

إلى ذلك، هاجم مسلحون يرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" شاحنة لنقل الوقود بالقرب من نقطة عسكرية لـ"قسد" في ناحية رويشد على طريق الخرافي شمالي دير الزور، وبحسب مصادر "العربي الجديد" أسفر الهجوم عن مقتل سائق شاحنة لنقل النفط بين مناطق النظام و"قسد" في دير الزور.

وكانت شاحنات نقل النفط وخاصة التابعة لشركة قاطرجي المقربة من النظام السوري قد تعرضت سابقا للعديد من الهجمات، التي أدت إلى مقتل وجرح سائقين إضافة لاحتراق عشرات الشاحنات واختفاء أخرى في البادية.

وتزود "قسد" النظام السوري بالنفط الخام عبر شركة القاطرجي المملوكة من قبل رجال أعمال داعمين لمليشيات النظام، إضافة لعمليات التهريب التي يقوم بها مسؤولون في "قسد" بالتعاون مع ضباط من النظام وقياديين في المليشيات المحلية.

وفي غضون ذلك، أفرج النظام السوري اليوم عن 25 شخصاً من أبناء محافظة درعا كانوا معتقلين في سجونه لأسباب مجهولة، وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد" فإن الإفراج عن المذكورين جرى في صالة المجمع الحكومي بمدينة درعا بحضور محافظ درعا المعين حديثاً لؤي خريطة ومجموعة من ضباط أمن النظام وأعضاء حزب "البعث" ووجهاء محليين.
وذكرت المصادر أن المعتقلين المذكورين جرى اعتقالهم في مناطق متفرقة وفي أوقات مختلفة لأسباب مجهولة، ويبدو أن النظام يريد إظهار أنه يسير في ملف المعتقلين الذين يطالب أهالي درعا بالإفراج عنهم أو الكشف عن مصيرهم، مشيرة إلى أن هناك الآلاف من المفقودين منذ سنوات في معتقلات النظام.
وقبل أسبوع، كان النظام قد أفرج عن قرابة 20 شخصاً وقبله بأسبوع أفرج عن 6 معتقلين، وتذكر المصادر أن جلهم ممن اعتقلهم النظام في الآونة الأخيرة. ويروج النظام عملية الإفراج على أنها ضمن عمليات المصالحة والتسوية في المنطقة.

النظام يجدد قصفه على جبل الزاوية

وفي شمال غربي البلاد، جدد النظام السوري قصفه على منطقة جبل الزاوية بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى إصابة مدني في بلدة جوزف إضافة لنشوب حريق وأضرار مادية في البلدة، كما طاول القصف بلدة أرنبة واقتصرت أضراره على الماديات.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً مدفعياً من قوات النظام طاول محيط النقطة التركية في تل النبي أيوب بجبل الزاوية.
وأمس قتل مدنيان وجرح سبعة آخرون جراء قصف جوي روسي طاول قرية تلتيتا بمنطقة جبل سماق في محيط بلدة كفرتخاريم شمال غربي إدلب، حيث طاول القصف مجموعة من المدنيين الذين يعملون في قطاف الزيتون بالمنطقة.