روسيا تنشر صواريخ سارمات بحلول الخريف في تحديث نووي "تاريخي"

روسيا تنشر صواريخ سارمات بحلول الخريف في تحديث نووي "تاريخي"

23 ابريل 2022
يمثل اختبار الصاروخ استعراضاً للقوة من جانب روسيا (أليكسي دروزهينين/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت روسيا، اليوم السبت، أنها تعتزم أن تنشر بحلول الخريف صواريخها الباليستية العابرة للقارات "سارمات" المُختبرة حديثاً، والقادرة على توجيه ضربات نووية للولايات المتحدة.

وهذا الهدف، الذي كشف عنه رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري روغوزين، طموح بالنظر إلى أن روسيا أعلنت عن إطلاق الصاروخ في أول اختبار له يوم الأربعاء فقط، وكذلك قول خبراء عسكريين غربيين إن هناك حاجة إلى كثير من الأشياء قبل أن يكون ممكناً نشر الصاروخ.

والصاروخ سارمات قادر على حمل عشرة رؤوس نووية وشراك خداعية أو أكثر، وضرب أهداف على بعد آلاف الأميال في الولايات المتحدة أو أوروبا.

ويمثل اختبار الصاروخ الذي تم في الأسبوع الماضي بعد تأجيلات على مدى أعوام بسبب مسائل مالية وفنية، استعراضاً للقوة من جانب روسيا، في الوقت الذي أثارت فيه حرب أوكرانيا توترات مع الولايات المتحدة وحلفائها، وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.

وقال روغوزين في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، إن الصواريخ ستُنشر مع وحدة في منطقة كراسنويارسك في سيبيريا، على بعد حوالي ثلاثة آلاف كيلومتر شرقي موسكو، لافتاً إلى أن الصواريخ سارمات ستوضع في نفس المواقع وفي نفس الصوامع التي توجد بها الصواريخ فويفودا الباقية من العصر السوفييتي، والتي ستحلّ سارمات محلها، وهو أمر سيوفر "موارد ووقتا هائلين".

ومضى روغوزين قائلاً إن إطلاق هذا "السلاح المتفوق" حدث تاريخي سيضمن الأمن لأطفال وأحفاد روسيا لمدة بين 30 و40 عاماً.

وزادت المخاوف في الغرب من خطر نشوب حرب نووية منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء غزوه لأوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط، وإلقائه خطاباً أشار فيه عن قصد إلى القوات النووية الروسية، وحذر من أن أي محاولة للوقوف في طريق روسيا "ستفضي بكم إلى عواقب لم تروها في تاريخكم".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الشهر الماضي، إن "بادرة صراع نووي التي كانت غير متصورة عادت الآن إلى نطاق الممكن".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، إنّ روسيا أخطرت الولايات المتحدة بالشكل المناسب قبل إجرائها تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، مضيفة أنها ترى الاختبار روتينياً ولا يشكل تهديداً للولايات المتحدة.

ما هو هذا الصاروخ وأين تكمن خطورته؟

يقول موقع "ذا ويك" الهندي إنّ تطوير صاروخ سارمات بدأ منذ عقود، لكنّه لم يتمّ الكشف عنه إلا في عام 2018، في خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو واحد من ستة أسلحة تمّ الكشف عنها في حينه. ويشير الموقع إلى أن أحد هذه الأسلحة هو المركبة الانزلاقية أفانغارد، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وبينما تتمتّع الصواريخ الباليستية العادية أيضاً بسرعات عالية، إلا أن قدراتها على المناورة محدودة بعد دخولها الغلاف الجوي مرة أخرى، في حين أنه يمكن للأسلحة الفرط صوتية، سواء كانت صواريخ كروز أو مركبات انزلاقية، المناورة في الغلاف الجوي، مما يجعل من الصعب على رادارات العدو أو صواريخ الأرض-جو تتبعها أو إسقاطها. ويعتقد المحللون أن صواريخ سارمات ستكون من بين منصات الإطلاق الرئيسية لـ"أفانغارد".

وتشرح شبكة "بي بي سي" البريطانية أنه يتم إطلاق الـ"أفانغارد" مثل أي صاروخ باليستي تقليدي، لكن بدلاً من اتباع قوس عالٍ فوق الغلاف الجوي، يتم وضع مركبة العودة في مسار يسمح لها بدخول الغلاف الجوي للأرض بسرعة كبيرة، قبل الانزلاق، بدون طاقة، لمئات أو آلاف الكيلومترات.

ويقدّر المحللون مدى "أفانغارد" بحوالي 6 آلاف كليومتر، ويعتقدون أن بإمكانها نشر حمولة نووية، معربين عن اعتقادهم أن منظومة سارمات واحدة يمكن أن تنشر حوالي 3 إلى 5 مركبات من طراز أفانغارد.

وسبق أن ادّعى بوتين أن مدى صاروخ سارمات يمكن أن يصل إلى القطب الجنوبي، وتمّ تفسير ذلك على أنه محاولة من قبل روسيا لإحياء مفهوم غريب من حقبة الحرب الباردة، وهو نظام القصف المداري الجزئي (إف أو بي أس)، وهو مفهوم لإطلاق رأس حربي نووي من صاروخ إلى مدار أرضي منخفض على ارتفاع حوالي 150 كيلومتراً. ووفق الموقع، يمكن للرأس الحربي أن يبقى في المدار حتى يتمّ أمره بضرب هدف محدّد. ويشرح الموقع أن نظام القصف المداري الجزئي كان القصد منه عندما تمّ تصميمه مفاجأة شبكة الرادار للإنذار الصاروخي الأميركية التي كانت قائمة آنذاك، والتي كانت تركّز على اكتشاف الصواريخ التي تحلّق فوق القطب الشمالي.

وفي وقت قامت الولايات المتحدة بتطوير نظام الرادار الخاص بها وتستعين بالأقمار الصناعية، فإن الجمع بين صواريخ سارمات والأسلحة الفرط صوتية يمكن أن يمنح نظام القصف المداري الجزئي فرصة جديدة للحياة، نظراً لقدرتها على الصمود أمام دفاعات العدو، وفق الموقع.

(رويترز، العربي الجديد)