روسيا تستعد لشن حملة عسكرية في بادية الرقة

روسيا تستعد لشن حملة عسكرية في بادية الرقة

22 فبراير 2022
الطائرات الحربية الروسية شنت 12 غارة جوية صباح اليوم في محافظة الرقة (Getty)
+ الخط -

دفعت مليشيات "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا، والمتمركزة في مدينتي محردة والسقيلبية، شمالي غرب محافظة حماة، بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى بادية محافظة الرقة، بأوامر روسية، وذلك بُغية شن حملة عسكرية جديدة ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة.

وكشفت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد" أن مجموعات تابعة للقيادي نابل العبدالله، قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة السقيلبية، ومجموعات أخرى تابعة للقيادي سيمون الوكيل، قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة محردة، وصلت فجر اليوم الثلاثاء إلى بادية محافظة الرقة الغربية، استعداداً لشن حملة عسكرية جديدة ضد خلايا تنظيم "داعش" في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن "التعزيزات التي وصلت إلى بادية الرقة، تُقدر بحوالي 500 من عناصر مجموعات العبدالله والوكيل، بالإضافة لنحو 100 سيارة من نوع بيك آب مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة"، مضيفةً أن فرق هندسة تتبع لـ "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، رافقت مليشيات "الدفاع الوطني"، بالإضافة لـ 5 دبابات، وثلاثة مدافع ميدانية، وناقلات جند.

ولفتت المصادر إلى أن "العملية العسكرية للمليشيات المرتبطة بروسيا، سوف تبدأ انطلاقاً من بادية الرصافة بريف الرقة الجنوبي الغربي، وصولاً إلى بادية أثريا بريف حماة الشرقي". 

وأكدت أن "الفرقة الرابعة" إلى جانب المليشيات الإيرانية، ومليشيا "لواء الباقر"، وقوات "الفرقة 25 مهام خاصة"، سوف تُشارك في الحملة العسكرية من محور آخر، وهو محور باديتي السخنة وتدمر شرق محافظة حمص، وسوف تتلاقى مع قوات المحور الثاني في بادية جبل البشري جنوبي غرب محافظة دير الزور، ضمن البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري.

وكانت الطائرات الحربية الروسية قد شنت 12 غارة جوية صباح اليوم الثلاثاء، استهدفت كهوفا ومغاور تتخذها خلايا تنظيم الدولة أوكاراً لها في كلٍ من باديتي الرصافة وصفيان جنوبي غرب محافظة الرقة، بالإضافة لـ 4 غارات جوية تركزت على طريق أثريا - خناصر جنوب حلب، وشرق حماة، ضمن البادية السورية، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر في صفوف التنظيم.

ونفذت روسيا إلى جانب قوات النظام والمليشيات الإيرانية، أكثر من 7 حملات عسكرية خلال العام الفائت، ضد خلايا تنظيم "داعش" ضمن البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري، دون تمكن تلك القوات من كبح تعاظم نشاط خلايا التنظيم. 

وتركزت هجمات التنظيم على طرق الإمداد التي تسلكها القوافل النفطية التابعة للنظام، لتزويد مناطق سيطرته بالنفط، من مناطق "قوات سورية الديمقراطية"، بالإضافة لهجمات وكمائن طاولت الأرتال العسكرية والنقاط الصغيرة المنتشرة في البادية السورية، والممتدة من مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية مدينة السخنة شرق محافظة حمص، ما أسفر عن مقتل العشرات من ضباط وعناصر النظام والمليشيات المساندة له.

ويقول الباحث السياسي في مركز "جسور" للدراسات، أنس الشواخ، في حديث لـ "العربي الجديد" إن "هذه الحملة جاءت مع التزايد الملحوظ لتنظيم داعش خلال الشهر الجاري، بالرغم من أن هذه الزيادة في النشاط معظمها تركزت في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)، إلا أن روسيا تخشى من انعكاس هذه النشاط داخل المناطق التي تُسيطر عليها في بوادي محافظات حمص، وحلب، والرقة، وخاصة بعد هجوم التنظيم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة وتوارد المعلومات عن احتمالية فرار عناصر من داعش وإعادة انتشارها في مناطق البادية".

وحول موضوع عدم جدوى العمليات العسكرية المتكررة التي تقوم فيها قوات النظام بدعم من القوات الروسية في البادية ضد التنظيم، أشار الشواخ إلى أن "هناك عدة أسباب؛ ربما هي آلية تنفيذ هذه الحملات من الجانب الروسي، والتركيز على الكثافة والقوة النارية".

وأضاف "كما نعلم أن تنظيم داعش، هو تنظيم أمني يعتمد على عناصر منتشرة في مساحات واسعة من البادية"، مؤكداً أن "ذلك يستلزم أن تكون هذه الحملات في جزء منها، هي حملات أمنية، وعمليات إنزال جوي، وعمليات استخباراتية، لكن هذا التكتيك على ما يبدو لا تتبعه روسيا إلى الآن، وربما هذا هو سبب فشلها في تحقيق أهداف حملاتها العسكرية المتتالية".

وأوضح الباحث السياسي أن "هناك أيضاً عاملا مُهما قد يكون خلف عدم نجاح الحملات العسكرية، وهو الوجود الإيراني في هذه المناطق، وحالة التنافس بين المليشيات التابعة للقوات الإيرانية مع المليشيات المدعومة من القوات الروسية، وحالة التنافس هذه قد تكون هي سبب في خلق الخرق الأمني الدائم لتنظيم داعش داخل مناطق النفوذ الروسي".

ويعتقد الشواخ أن "هذه الحملة العسكرية لن تختلف عن بقية الحملات، كونها لا تختلف بطريقتها وآليتها، ومن غير المنطقي أن نتوقع نتائج مغايرة للحملات السابقة، خاصة أن المنطقة قد يكون وصلت إليها خلايا من عناصر تنظيم داعش الذين فروا من سجن الصناعة، وهم عناصر مدربون وذوو خبرات قتالية سابقة كبيرة"، مؤكداً أنه "من المتوقع أن يزداد نشاط التنظيم في مناطق سيطرة النظام، كما ازداد داخل مناطق سيطرة قسد".