روايات متضاربة لـ"الحشد" والأكراد بشأن تهديدات إرهابية في سهل نينوى

العراق: روايات متضاربة لـ"الحشد" والأكراد بشأن تهديدات إرهابية في سهل نينوى

05 ابريل 2021
لا تعليق رسمياً حتى الآن على هذه الروايات المتضاربة (Getty)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، تتواصل التصريحات المتضاربة بين قيادات "الحشد الشعبي" ومسؤولين أكراد في إقليم كردستان العراق، بشأن وجود تهديدات إرهابية لمناطق سهل نينوى، شمال شرقي الموصل، وسط غياب تام لأي تعليق رسمي عراقي حول ذلك.

وأمس، الأحد، قال القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني" رشاد كلالي إن تنظيم "داعش" الإرهابي يوجد في مناطق قريبة من سهل نينوى، ويشكل تهديدا لمناطقه.

ويأتي التصريح على خلاف مساع للسلطات العراقية في تعزيز الاستقرار بمناطق سهل نينوى ذي الغالبية العربية المسيحية منذ زيارة البابا فرنسيس له، مطلع الشهر الماضي، في زيارته التاريخية للعراق، وذلك بغية إعادة سكانه النازحين وإطلاق برنامج إعمار واسع في بلدات سهل نينوى عموما.

وعلى خلفية التصريح، قال القيادي في مليشيا "حشد الشبك"، التي تنتشر في المنطقة، سعد القدو، ببيان صحافي، إن "تنظيم داعش لا يشكل أي تهديد للمنطقة"، معتبرا أن "جهات كردية تريد إثارة هذا الموضوع من أجل تحقيق غايات سياسية، والحديث عن التهديد لا وجود له على الأرض".

وتعتبر مناطق سهل نينوى التي تضم بلدات عدة، أبرزها برطلة وكرمليس، وتلكيف، والقوش، وتلسقف، وشرفية، وبعشقية والحمدانية بغديدا، الواقعة على بعد 35 كم شمال شرق الموصل، من المناطق التي تصنفها أربيل متنازع على إدارتها مع بغداد.

وفي هذا السياق، اعتبر عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ديار برواري أن منطقة سهل نينوى تشكل ممراً مفتوحاً للمسلحين بين العراق وسورية، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العمليات التي تجري هناك واسعة وتصعب السيطرة عليها بسبب وجود مناطق نائية بعيدة عن أماكن وجود القوات العراقية.

وشدد برواري على أن "تهديد داعش موجود وحقيقي، لذلك يتطلب وجود تعاون بين القوى السياسية والأمنية والعسكرية"، مؤكدا أن بعض الجماعات غير النظامية التي ظهرت بعد عام 2014 تتسبب أحيانا بحدوث صراعات.

وبشأن إمكانية عودة قوات البيشمركة للمساهمة في حفظ أمن سهل نينوى، قال برواري إن "البيشمركة تنسق مع الجيش العراقي، وكانت هناك مبادرات في هذا الصدد بين الطرفين، لكن للأسف الشديد توجد قوى سياسية تمنع الجيش من التعاون مع البيشمركة". وأوضح أن التعاون بين الجيش والبيشمركة سيحد من خطر تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن "الحشد جزء من القوات المسلحة، وبالتالي أي تنسيق بين الجيش والبيشمركة يجب أن يسري على الجميع، وقد يكون الحشد جزءا من التنسيق بين الجيش والبيشمركة".

في المقابل، قلل عضو البرلمان عن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، عباس الزاملي، من أهمية الحديث عن وجود خطر لتنظيم "داعش" في سهل نينوى، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم "لا يمكن أن يصل إلى المنطقة، لأن البيئة غير مناسبة لوجوده هناك".

واعتبر الزاملي أن إثارة موضوع "داعش" كحجة للتدخل في المناطق المتنازع عليها قد يعيد إحياء مشاكل كانت موجودة في السابق، مؤكدا أن عودة البيشمركة إلى سهل نينوى أمر مستبعد.

وتابع أن "هذا الموضوع سيثير مشاكل، ويتسبب بحرج للحكومة الاتحادية"، مستبعدا فرضية إخراج فصائل "الحشد" من سهل نينوى، لأن هذه الفصائل تمثل أبناء المنطقة، على حد قوله.

وأعلن العراق، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016، تحرير سهل نينوى بالكامل من سيطرة "داعش"، بعد عمليات قادتها القوات الأمنية العراقية بمساندة طيران الجيش و"التحالف الدولي" ضمن عملية استعادة الموصل من قبضة التنظيم.

 وبعد كل ذلك، شهدت منطقة سهل نينوى، التي يقطنها خليط من المسيحيين والأيزيديين والعرب، تطورات خطيرة، بعد استيلاء "حشد الشبك" عليها (وهم مكوّن بسيط بالمقارنة مع المسيحيين في نينوى)، بفضل ارتباطهم بهيئة "الحشد الشعبي"، لتتحول المنطقة إلى ساحة للصراعات.

المساهمون